46

3.5K 72 1
                                    

.تجمع الناس حول هزان و حاولوا تهدأتها لكنها لم تستطع أن تهدأ و زاد بكاءها
..أحست كأنها فقدت قطعة من روحها..وقفت و لم تهتم بالدماء التي سالت من
فمها و انفها..ركبت سيارة أجرة و انطلقت نحو المخفر..اتصل ياغيز بهزان مرارا و
تكرارا لكن هاتفها كان مغلقا مما جعله يشعر بالقلق و الإنزعاج..بعد لحظات دخلت
هزان إلى المخفر فعرفها زملاء ياغيز و اقتادوها إليه..فور رؤيتها و رؤية الحالة التي
كانت عليها انتفض ياغيز واقفا و سألها" هزان ..ماذا حدث؟..ما هذه الحال؟" بكت هزان
بمرارة و أجابت" أنا آسفة" سألها" لماذا تتأسفين؟ ..ماذا حدث لك؟ اين دانا؟" ارتعد جسدها خوفا و قالت" لقد خطفوها..التقيت بيوسف و كنت عائدة
معها إلى المنزل..اقتربت مني سيارة و نزل منها رجلان..ضرباني و أخذاها مني..أنا
آسفة..أرجوك اعذرني" صاح" ماذا؟ من هؤلاء؟ و لماذا أخذوها..هيا..قولي شيئا..أجيبيني" قالت هزان و هي ترتعد" لا أعلم..أنا آسفة ..لا أعلم" هزها بين ذراعيه
بعنف و قال" ماذا يعني لا أعلم ؟  و لماذا أخذتها معكي؟ لقد اتصلت بكي مرارا
لكن هاتفكي كان مغلقا" تفقدت هاتفها فوجدته مغلقا..قالت" لا بد أن شحنه
انتهى..لم أنتبه" قاطعها" هذه قلة مسؤولية..هذا استهتار..لقد تصرفتي على هواكي
و كان الثمن أنني فقدت ابنتي" ثم التفت إلى زملاءه و قال" متين..كمال..لقد تم
اختطاف ابنتي..ابحثوا عنها في كل مكان..هيا..تحركوا" قالوا بصوت واحد" أمرك سيدي" و خرجا..ضرب ياغيز الكرسي الذي امامه برجله فحطمه..انزوت هزان في
زاوية المكتب و حاولت ان تبتعد من أمامه لأنه في حالة غضب هستيرية..ذرع ياغيز
الغرفة جيئة و ذهابا ثم التفت إليها و قال" من الأفضل لكي أن تعود ابنتي سالمة و
إلا.." اقتربت هزان منه و سألت" و إلا ماذا؟ هل نسيت أن دانا ابنتي أيضا" صاح في
وجهها" كلا..ليست ابنتكي..لو كانت ابنتكي لما فرطتي فيها" نظرت إليه هزان
بحزن و انكسار و لم تقل شيئا..

تصادف غريب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن