82

3.2K 63 0
                                    

في ساعة متأخرة من الليل..عاد ياغيز إلى المنزل و كان الحزن و الأسى باديان
على وجهه..وجد هزان نائمة في غرفتهما..نزع ثيابه و دخل تحت الدش ضاما
ساقيه بين يديه..كان يفكر في الكلمات الأخيرة التي سمعها من بانو..يبدو أنها
كانت على حق عندما طلبت منه ألا يثق بأحد من الفرع ..ليلى كانت طوال الوقت
محمية ..تتحرك بحرية ..تدخل تركيا و تغادرها بسهولة..يعرفون كل شيء عن
التجارة التي تقوم بها لكنهم لا يملكون دليلا لإدانتها..كلما قاموا بإيقاف شخص
يتعامل معها يتم إسكاته في السجن قبل أن يعترف عليها..كلما داهموا مكانا تابعا
لها لا يجدون شيئا كأنه يتم إعلامها مسبقا بان مداهمة ستحصل..يلاحقون شركاءها
و الناس الذين تثق بهم فتتمكن من تهريبه بطريقة من الطرق..او من ضمان
سكوتهم إلى الأبد و عدم اعترافهم عليها..وضع ياغيز رأسه بين يديه و دماغه يكاد
ينفجر من كثرة التفكير..تذكر الآن أن الرجل الذي رآه في الفندق و عجز عن تذكر
المكان الذي رآه فيه..هو الرجل الذي كان برفقة ليلى في ازمير و هو الذي راقص
هزان ليلة عيد الميلاد..خرج ياغيز من الحمام مرتديا معطف الإستحمام..أخذ
القرص من جيب سترته..لم يسلمه للفرع و لم يخبر أحدا بأمره..وضعه في
الحاسوب و فتحه..صور ل ليلى مع زوجها كنان الذي كان هو زعيم التجارة التي
تولتها هي بعده..صورة لها مع سليم صاحب الكازينو..صورة مع احد رجال المافيا
الإيطالية..نسخ من عقود بيع مراكب و تجمعات سكنية..صور لها معه هو و هزان
من حفلة عيد الميلاد في ازمير..و صورة لها مع أختها شيرين..بحث ياغيز عله يجد
دليلا عن الجاسوس الذي يعمل لصالحها في الفرع لكنه لم يجد..و حتى العقود و
الصور التي وجدها قد لا تشكل دليلا قاطعا على تورطها في أعمال الدعارة و
الفساد..استيقظت هزان لتجده جالسا أمام الحاسوب..عانقته من الخلف و قبلت
عنقه ثم سألت" مالأمر حبي؟ لماذا أنت حزين؟" أجاب" لقد ماتت بانو..حاولت أن
احميها لكنني فشلت فقدمت هي حياتها ثمنا لحياتي" عانقته هزان بشدة و قالت"
ليرحمها الله..يجب أن تتماسك و تكون قويا" أجلسها ياغيز على
ساقه و وضع رأسه على صدرها و قال"..من الجيد أنكي موجودة
معي" وقفت هزان و امسكت ذراعه و قادته إلى غرفة النوم حيث عانقته و داعبت
شعره إلى أن غلبه النعاس..في اليوم الموالي..حضر ياغيز و كل عناصر الفرع
جنازة بانو ..حاول ياغيز مواساة أهلها لكن حزنهم كان كبيرا لفقدان ابنتهم
الوحيدة..وصلت رسالة إلى هاتف ياغيز..قرأها فإذا مكتوب فيها" تعازي
الحارة..تلك نهاية كل شخص يقف في وجهي..و قد تكون انت التالي إذا لم
تستسلم لي..أستطيع إيقاف قضية الحضانة و أستطيع أن أجعل ابنتك تعيش معك دائما..ستجد لدي ما يهمك..إذا وافقت
..ستجد سائقي ينتظرك خارج المقبرة..و هو سيحضرك إلي..أما إذا لم توافق
فإستعد لخسارة ابنتك ثم زوجتك ثم خسارة حياتك" بقي ياغيز ينظر إلى الهاتف و
يفكر..لا يستطيع إخبار أحد من الفرع بذهابه إلى ليلى ..مازال لم يعرف هوية
الجاسوس و لا يجب أن يثق بأحد..ذهابه إلى ليلى سيحل كل مشاكله..قد يضطر
إلى الإستسلام لها لكي يحافظ على حضانة ابنته ..نظر إلى هزان التي كانت واقفة
بجانبه..أمسك يدها و قال" حبي..أنا ذاهب..لدي عمل مستعجل..إذا تأخرت..لا
تقلقي علي" و قبل خدها ثم تحرك مبتعدا عنها..تابعته هزان بنظرات قلقة ..شعرت
بضيق في تنفسها و أنها تكاد تفقد الوعي..استندت على شجرة قريبة لكي لا
تقع..ألم شديد في معدتها و رغبة في التقيؤ..ركبت هزان سيارة تاكسي و اتجهت
إلى المستشفى..تحليل دم أكد شكوكها بأنها حامل..عادت إلى المنزل و السعادة
تغمر قلبها ..أخذت دانا من عند جارتها و وضعتها في حضنها و هي تقول" دانا..هل
تريدين أن يكون لديكي أخ او أخت؟" ضحكت دانا و قالت" نعم..أريد ذلك بشدة" قبلتها هزان و قالت" ضعي يدكي هنا" فوضعت دانا يدها على بطنها و
قالت" هل يوجد أخ لي هنا؟" قالت هزان" ايفيت جنم" سألت دانا" هل تستطيعين
اخراجه الآن؟" ضحكت هزان و قالت" لا صغيرتي..بعد ثمانية اشهر و نصف..سأنجب
لك أخا أو أخت" رفعت دانا يديها و قالت" يعيش..يعيش" ..ركب ياغيز سيارة ليلى
..فقام السائق بتغطية عينيه و قال" هذا إجراء احترازي" ..بعد نصف ساعة
..توقفت السيارة و انزل السائق ياغيز و ازال الغطاء عن عينيه فوجد نفسه أمام
فيلا ضخمة وقفت ليلى أمامها صحبة رجالها المسلحين..اقترب منها فضحكت و
.. "قالت" سيد ياغيز ..مرحبا بك في قصري

تصادف غريب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن