حين أُغادر المنزل قررتُ مسبقًا بأن أخذ من مكتب أبي ليس مالًا
فحسب،بل ولاّعة قديمة صغيرة،ومطواة بطول خمس بوصات ذات شفرة حادة،كما أخذ من دُرج آخر مصباحًا يدويًا متينًا وقوي الإشعاع،ونظارة شمسية لأخفي بها سنّي الحقيقي،أفكر في أخذ ساعة أبي المُفضلة،غير أنهُ لن يكون من شأنها سوئ لفت الأنظار،
سأكتفي بساعتي الرخيصة،ذات المنبّة ومقياس الحرارةأُعيد ساعة أبي إلى الدرج
أسحب من عُمق دُرْج آخر صورة فوتوغرافية تجمعُني أنا وأمي الذي لا أعلم عنها أي شي،إننا نقف على الشاطئ ونبتسم،تقف أمي جانبًا فيغطي الظلّ نصف وجهها ويشطرُ إبتسامتها إلى نصفين،تمامًا كالأقنعة
يكشف نصف القناع وجها والنصف الآخر عكسهُ،النور والظلام،الأمل واليأس،الضحك والحزن،الثقة والوحدة
إعتقدتُ بأنها هكذًامازالتي تأتي التساؤلات لِعقلي
من الذي إلتقط الصورة؟ وأين؟ متى؟ لماذًا أبدو هكذًا سعيدًا على عكس أُمي؟ لو كنتُ سأقول لكم التساؤلات الحمقاء سأستغرق أسبوعًاأكمل ما كُنت أقوم بِه
آخذ أيضًا هاتف والدي المحمول،أتمنى بأن لا يكتشف والدي بأنني أخذتهُ،لا يهم أرميه داخل حقيبتي الكبيرة،ومعه الشاحن أيضًا
أختيار الملابس دائمًا يكون الأصعب،سأحتاج إلى سُترات،ملابس داخلية،وماذًا عن القُمصان والبناطيل والقفازات؟،وربطات الرأس،والسروايل القصيرة،والمعاطف الجلدية،لقد قُلت مُسبقًا أنه آمر صعب
لذلك أُقرر إستبعاد الأمكان الباردة،هكذًا ستكون مسألة بسيطة جدًا،حيثُ بأنني سأختار العكس تمامًا
مكانًا دافئًا،هكذًا أتخلى عن المعاطف الجلدية والقفازات،وأدبّر أمري بنصف كمية الملابسأخذُ ملابس لا تحتاج إلى كّي بعد غسلها،أطويها بنظام في حقيبتي،لا أنسى أيضًا حقيبة النوم الخاصة بِكُل الفصول،وأدوات الأستحمام،وسترة،ودفتر مُلاحظات صغير وقلمًا،كدتُ أنسى الأقراص المُدمجه يجب أن تكون موسيقاي معي،هذا كُل شيء
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020