- الفَصل الواحِد والثلاثين .

730 78 69
                                    


[ أنت تعلم ذلك بالفعل ]

تقول الآنسة مَي

معها حق أنا فعلًا أعلم،ولكن لا أنا ولا هِي نستطيع لفظ الكلمات،الكلمات ستُحطم أي معنى

[ رميتُ،منذ زمن طويل،شيئًا ما كان يجب أن أرميه،كان الأحبّ إلى قلبي،وكنتُ أخشى أن أفقده ذات يوم،ولذا كان عليّ أن أتخلّى عنه بنفسِي .. فإذا كان سيُسرق مني أو سأفقده في حادث،فمن الأفضل أن أتخلّى عنه بنفسِي،بالطبع شعرتُ بغضب لم يبارحني أبدًا،وكان هذا جزءًا من قراري،وكان أيضًا خطأ كبيرًا،لم يكُن علي أن أرميك أبدًا ]

أُصغي بصمت

[ لقد تخلّى عنك آخر شخص يجدرُ به أن يفعل ذلك،يُونِقي هلا غفرت لِي؟ ]

[ وهل يحق لي ذلك؟ ]

تنظر إلى كتفي وتومئ

[ طالمًا لا يمنعك الغضب والخوف ]

[ آنسة مَي،إذا كان يحق لي ذلك،فأجل أسامحك ]

أقول لها

[ أُمي،أسامحك ]

وبهذه الكلمات المسموعة يذوب ما قد تجمّد في قلبها

تدعني بصمت،تنزع مِشبك شعرها ودون تردد تغرس حرفه الحاد في ذراعها الأيسر،بعزم،وبيدها اليُمنى تضغط بقوة على عرق ويبدأ الدم في الخُروج منه

القطرة الأولى تُصدر صوتًا حين تقع على الأرض،ودون كلمة تمد لي ذراعها،وتسقط قطرة دم أخرى

أنحني،أضع شفتِي على الجرح الصغير،ألعق دمها بِـ لساني،أُغمض عيني وأتلذذ بمذاقه،هذا الدم الذي يجري بعُروقي،دم أُمي

يذهب دمها في حلقي وتمتصهُ الطبقة الخارجية اليابسة من قلبي،أبعد يدي عن ذراعها وأنظر إلى وجهها

[ وداعًا يا مِين يُونِقي،عُد إلى حيث تنتمي،عَش يا بُني ]

تدعني وترفع وجهها عني،ترحل

تفتح الباب دُون أن تنظر وراءها،تخرج وتُغلقه،أقف عند النافذة وأشاهدها وهي تبتعد عني،تختفي في ظل مبنى وأظل أُحدق لأطول وقت ممكن في المكان الذي أختفت فيه

يدايّ ثابِتتان على النافذة الخَشبية لعلها تعود لتقول شيئًا نسيت أن تقوله،لكنها،أبدًا،لا تعود
وكُل ما تركته لي غيابًا يُشبه الخواء

تصحو النحلة النائِمة وتطن حولي لفترة،ثم تندفع من النافذة وكأنها،أخيرًا،تذكرت ما الذي عليها فعله،أعود إلى الطاولة مازال كُوبها موجودًا

𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن