هذه ليلتي الثالثة بالكُوخ مع كُل يوم يمرّ،أعتاد الصمت وعُتمته الهائله أكثر فأكثر لم يعد يُخيفوني الليلأكوم الحطب في الموقد وأجلس قُربة وأقرأ وحين أتعب آخذ راحة اتأمل خِلالها النيران التي لا أملّ أبدًا من النظر إليها
حِين ينقشع الغيم أخرج وأُشخص بنظري نحو السماء،القمر هُناك شاحب وواضح وحين أُمعن النظر إليه أشعر كأنني أرى بالفعل صخرات ناتئه على سطحه لا تخطر لي أي أفكار،فقط أحدّق مفتونًا بالسماء
غِياب المُوسيقى لا يُزعجني بقدر مَا توقعت فقط حلت محلها أشياء أُخرى،تغريد الطيور،صرخات الحشرات،مياه الجدول،خشخشه أوراق الأشجار،حين يهطل المطر أسمع حراكًا مكتومًا على السُقف،وأحيانًا أصوات أُخرى لا أستطيع وصفها
في اليوم الرابع يظهر جِيمين قرابة الظُهر،أكون ممددًا عاريًا تمامًا على الكُرسي في الشرفة ناعسًا في الشمس فلا أسمعه وهو يقترب ولا أسمع صوت سيارته حتى
فقد جاء مشيًا حاملًا حقيبة على ظهره يصعد درجات الشرفه بهدوء،يمدُ يديه ويُمررها بِخفة على شعري
أهب فزعًا وأذهب للبحث حولي عن منشفه أستر بها نفسي فلا أجد واحده قريبه ..
*يُونقي نكب نفسه...*
[ لا تهتم،لقد أعتدت أيضًا أن آخذ حمامات شمس عاريًا
حين كُنت أقيم هنا،إحساس رائع أن تصل الشمس أماكن في جسدك لا تصل إليها عادة ]عاريًا هكذا أمامه،مكشوف العانه وأشعر بالعجز والهشاشه،لا أدري ماذا أفعل وقد فات الأوان على التستر
[ أهلًا ... ]
أُخاطبه جاهدًا أن يبدو صوتي طبيعيًا
[ جئت سيرًا إذن؟ ]
[ وجدتهُ يومًا جميلًا فـ قررتُ المشي،تركتُ السيارة خارجًا عند البوابة ]
ثُم يناولني منشفه منشورة على الدرابزين ألفها حول خاصرتي وأسترخي أخيرًا
يُسخّن جِيمين ماء وهو يُدندن أغنيه بِصوت خافت هادئ،ثم يُخرج من حقيبته دقيقًا وبيضًا وحليبًا ويصنع فطيره في المقلاه ثُم يضيف إليها الزبده والشراب المُركّز ثم يخرج خسًا وطماطم وبصلًا،ويُقطعها بِعنايه بِتلك الأنامل الصغيره ويصنع منها سلطه
نتناول كل هذا على الغداء[ إذن كيف كانت أيامك الثلاثة الأولى هنا؟ ]
يسألُني وهو يقطع الفطيره
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020