- الفَصل الواحِد والعشرُون .

1K 102 19
                                    


أُعِدّ المَكتبة قبل أن يصل جِيمين،أَكْنُسُ الأرض،وأُلمّع الكراسِي والمكاتب،أَرُشُّ الدرابزين وأمسَحهُ حتى يلمع،أزيل الغُبار عن الزجاج المبرقش عند بسطة الدرج،والأوراق الساقِطة من الحديقة،وأُشغل التكِييف في قاعة القراءة

أُعِدّ القهوة،مَكتبة مهجورة في الصباح فيها شيء يمسُنِي بحق،هُنا ترقد في سلام كُل الكلمات والأفكار المُمكِنة،أُريد أن أبذل ما في وِسعي للحفاظ على هذا المكان،وأُبقيه مرتبًا مُنظمًا،أحيانًا أكفّ عما أفعله وأُحملق في الكتب الصامِتة على الأرفف

أمدُ يديّ وألمس بعضها،في العاشرة والنصف يظهر جِيمين ويبدو ناعسًا قليلًا .. أُحاول عدم النظر لعينه

[ إذا لم يكن هُناك مانع،أريد أن أخرج لِبعض الوقت ]

أقول لهُ وعيناي تجول في المَكتبة وتتجنب النظر إليه

[ إلى أين؟ ]

يسألُني وعيناه تُحدق فيّ .. أليس غريبًا؟ في الأمس إعترفتُ له وهاهو ينظر إلي؟

[ أحتاج الذهاب إلى النادي الرِياضي،لم أتمرّن البتة منذُ مدة ]

لم يكُن هذا السبب الوحيد،يأتي جِيمين من الصباح ولا أُريد أن أُصادفه أو أيًا كان .. أُريد بعض الوقت لإستجمع أفكاري قبل أن أراه مرةً أُخرى

ينظرُ جِيمين إليّ طويلًا،ثم وبعد فترة صمت يومئ ويقُول

[ عليك أن تكُون حذرًا،لا أُريد أن أكون مُتسلطًا،لكِن الحِرصُ واجب؟ ]

[ لا تقلق،سأكون حريصًا ]

أُطمئنه وعيناي تجُول في المَكتبة مرة أُخرى

أضع الحقيبة على كتفِي وأستقلُ القِطار،عند وصولِي للنادي أُبدّل ملابسي وأرتدي ملابس الرِياضة في حُجرة الخزائِن،ثم أقُوم بِبَعض تمارين التحميه،مستمعًا إلى أحد الأغانِي

منذُ مدّة لم أتمرّن،وعضلاتِي تشتكي لكنني أتدبّرُ أمرها

أعود إلى البراد بعد إنهاك نفسي لأشرب الماء
وأقُوم بجولتِي المُعتادة على الآلات

السيد جِيمين والجنسُ معه يحتلان تفكيري،أُحاول أن أهدّئ رأسي،أن أُصفّيه من كل شيء،لكن الأمر ليس سهلًا ..

أُركز على عضلاتِي،أنغمس في الروتين المُعتاد،الآلات المُعتاده نفسها،الأوزان نفسها

الخيالات الجِنسية المُكثفة مع جِيمين،وعبارات من مختلف الكُتب دوامة فوضويه تعصفُ تفكيري،أشعر برأسي على وشك الإنفجار ..

𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن