رفَ قلبُ يُونقي حين شعر بيد جِيمين تشدُ على خاصته
أشعة الشمس تُضيء بعضًا مِن ملامح يُونقي وتُزيِده جمالًاأفلت جِيمين يد يُونقي فقط لِيُمسكها بطريقة أفضل حين غمر أصابِعه الصغيرة بخاصة يُونقي،شد عليها
رفع رأسهُ مُحدقًا بِتلك العينان السوَدوَتان لِيُهمهم بعدهًا
[ رادوتَنِي في أحلامي مُنذ ألتقيتكُ ]
وسعَ عيناه وقطَب حاجيبه حين شعر بيد تأتي على كتفاَ جِيمين
بسمة خفيفة شقت وجه القابِع خَلف جِيمين
قائلتًا[ مَاذًا تفعل عزيزي جِيمين؟ ]
إبتعد جِيمين عني فورًا،بينمًا أفلتُ يداه
[ كُنت أُزيل الباعوضة من شعرِه ]
لِوهله أعتقدتُ بأن جِيمين يقصُدها بالباعوضة،تلاشت اُمنيتي بعد أن سئلها
[ أتُريدين شيئًا سيد مَي ]
هُو يُحبها لن يُناديَها بالباعوضة،لن أُعير الأمر إهتمامًا كالعادة
أعُود إلى قاعة القراءة،وأغوص في الأريكة وفي عالم كِتابي الذي أقرأُه ببطء،تتلاشى صُورة جِيمين وتِلك اللحظة من مُخيلتي،يبدأ العالم الحقيقي في التبخُر من ذِهني،أُصبح وحيدًا داخل قِصتي المُفضلة،هذا إحساسي المُفضَّل
حين أُغادر في الخامسة يكون جِيمين لا يزال وراء مكتب الأستقبال يقرأ الكِتاب نفسه،وما زال قمصيهُ مكويا جيدًا،وكالمُعتاد،خُصلات شعره مُنسدله فوق جبينه ومازالت عقاربُ الساعةَ خلفِه تدقُ في صمت كُل ما يُحيط بِه صامت ونظيف،تسألتُ للحظه ألا يتعرق هذا الرجُل؟
يرفع نظرهُ نوحي ثُم يُحضر حقيبتي،يقطّبَ قليلًا كأنها ثقيله جدًا عليه؟
[ أتركبُ القطار مِن هُنا إلى البلدة؟ ]
أومئ،هاهوُ يتظاهر مُجددًا بأنهُ لم يفعل أي شيء،ولمَ يحدث أي شي لذاَ أصبح مِن السهل عليَ التظاهر بذلك
[ يُونقي أنا لا أعرف من أين أنت أو ما تنوي فِعله،صدقني لا أُريد التدخل في ما لا يعنني،ولكن خطر لي : ولد في سنك،يأتي للمرة الأولى لا أتخيلُ بأنه سهل]
أومئ مرة أخرى
[ أأنت ذاهب إلى مكان آخر؟ ]
قررتُ بأن أُجيبه أخيرًا
[ لم أقرر بعد،ولكن أعتقد أنني سأبقى هُنا لِفترة،أو بالأصح لا يُوجد مكان آخر أذهب إليه ]
رُبما عليّ أن أُخبر جِيمين بِكل شيء
أنا مُتأكد بأنه لن يُجلسنَي أمامه ويُلقَي على مسامعي مُحاضرة،ولكنني في الوقت الراهن أُحاول قدر المُستطاع أن أبقي تصريحاتي عن أي شيء،بالأضافة لكونيِ لستُ مُعتادًا على التعبير عن مشاعري[ إذن هل تتدبرُ أمورك جيدًا؟ ]
أومئ إيماءة قصيرة
[ أتمنى لك حظًا سعيدًا ]
أركب بعدها القِطار مُتجهًا للفُندق،دون أن أقف عند المقهى الصغير المُعتاد أو أطلب عشاء لي،صعدتُ بعدها إلى غُرفتي الصغيرة
أمضي الأيام السبعة التالية على نفس المنوال،إلا يُوم الثُلاثاء لأنهُ يوم إجازه المكتبه فأُمضيه في الحديقة أُحدق في أللاشيء،ويستمر يومي كالتالي:
يُوقظني المُنبه في الساعة 7:30 صباحًا،أكل ما لدي مِن الأفطار،وإِذا كانت مُوظفة الأستقبال ذات الشعر البُني خلف مكتبِها تُلوح لي بيدها بهدوء،أرد عليها دائمًا بأنحناءة بسيطة وإبتسامه بلهاء،أقوم ببعض تمارِين التمدد والسير كُل صباح وأحيانًا أذهب إلى النادي الرياضي وأزاول التمارين المُعتادة،آخد حمامًا وأغسلُ جسدي جيدًا،وقبل الظُهر أركبُ القطار إلى المكتبة،مازال جِيمين جذاب وجميلِ كالمُعتاد،ملابسه مُتناسقه،مكويه جيدًا،شعرهُ منسدل على جبينه،ويقرأ كِتاب كبير، أتبادل أطراف الحديث مع جِيمين حين أُعطيه الحقيبه وأخذها منه،أصبحتُ أتجنبهُ،أتناول غدائي على الشُرفه وأقراعندمًا أنتهي من الكتاب الخاص بشكسبير أبدًا بأعمال برونتي إميلي،لها الكثير من الروايات،أُغادر المكتبة في الخامسة،مُعظم الوقت أُمضيه في المكتبة والنادي لن ينشغل أحدًا بِي ما دُمت أذهب إلى هذين المكانين،أتناول العشاء في المقهى الصغير
في غُرفتي أدونّ أحداث كُل يوم أسمع مُوسيقى لِشُوبان،أقرا قليلًا بعد أن أنتهي ثُم تنطفى الأنوار في الخارج عند الحادية عشر أحيانًا
في مساء اليوم الثامن مِن يُوليو كقدر لا بُد من حدوثه آجلًا أو عاجلًا تنفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا مُتعدده.
———————————————————————
إنتهى.
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020