- الفَصل الرابِع .

1.7K 181 83
                                    


أسّتقل القطار بأقصئ سرعة لدي بعد أن رأيت جِيمين يلحقني،بعد إن وصلت أدخل مقهى صغير بالقرب من الفُندق الخاص بي أطلب ربع دجاجة وسطَلَة،ثم طبق أرز صغير أكتفي بذلك لتوفير المال

مازلتُ أفكر بما فعله جِيمين لي،وما السبب الذي دعاه يعتقد بأنني مُصاب بالحمى؟

قررتُ بأن لا أهتم،سـ تُفاجئنُي الحياة ما دُمت حيًا

أتوجه إلى الفندق لا أسير ببطىء ولا بسرعة،بخطوات مُتتالية كـ الجميع،حتى لا ألفت أنتباه أحد

الفندق كبير حقًا،أملًا الأستمارة عند مكتب الأستقبال فأكتب أسم يُو بدلًا من إسمي الحقيقي وأضع عنوانًا وسننًا مُزيفين،أدفع أجرة اليوم وغدًا سأدفع أُجرته

يقرع جرس المِصعد عند بلوغه الطابق السابع،غُرفتي صغيرة جدًا،سرير لا يُغري للنوم،ووسادة قاسية،توجد صحفتين فقط،تلفاز صغير،وستائر باهته تُصيبك بالمرض تحجب أشعة الشمس،لا يهمني هذا كُله المهمُ
أن يوجد مكان أنام فيهِ بطمأنيه

آخذ حمامًا سأخنًا طويلًا،أغسل أسناني ثُم أقفز للسرير،إنها الساعة الحاديه عشر وأجدني عاجزًا عن النوم،يوم جديد،أشخاص جُدد،ولا أنسى تِلك المكتبة الجديدة،فقط ألتقيت بعض الأشخاص توموي،جِيمين،الأنسة مّي الذي لم أراها فقط عرفتُ بأنها قريبة جِيمين،بدأ لي أن جِيمين يُحبها،عندمًا تحدث عنها بدأت عيناهُ بتألقى وزادت إبتسامتهُ كما لو أنها شي كبير بالنسبة له

لا يهم أُطفئ النور وأغمض عيناي

في تمام الساعة التاسعة أتناول إفطاري في المطعم المجاور لِمكتب الأستقبال الخاص بالفندق،والمكون من خُبز وحليب ساخن والبيض،أنهي هذا الفطور البسيط الذي لم أعتاد عليه

أعود إلى حُجرتي لكِ أخد حقيبتَي ثم من المحطة إلى النادي،أشعر بالتوتر قليلًا ماذا لو سأَلني أحدٌ الأشخاص،لماذًا فتى بِسنك يأتي للصالة الرياضية؟ ألا يجب أن تكون في مدرستك؟

ماذا عَساي أن أُجيبه؟

عندمًا أصل أدفع رُسوم الأستقبال،لا أحد يسأُلني شيئًا،أخذُ مفتاح خِزاتني الخاصة وأُغير ملابسي

أذهب لِـ الصالة الرياضية وأبدًا بتمارين الشد وأنواع عديده،بعد أن أنتهي أجعل عضلاتي تسترخِي وأسترخِي معها

بعد أن فرغتُ من التمارين أخذ حمامًا دافئًا،أُنظف جسدي جيدًا

أعود بالحافلة إلى المقهى ثُم أتناول بعض الكعك وقهوتي المُره

أنظرُ إلى الواجهة،الذي تعجُ ببشر يندفعون ذهابًا وإيابًا،يسرحُ في ذهني هذا الزحام الذيِ لا ينقطع

بعد مُرور مئه عام،أين سيكونوًا؟
سيكونون أختفوًا من وجه الأرض تحولوًا إلى رماد أو تُراب،خاطر غريب،يجعل كُل من أمامي يتخذ مظهرًا غير حقيقي،وكأن ريحًا ستهُبّ وتذروه

أبسط يديّ وأتأملهُما،مَالذي يُوتّرني بشدة هكذًا طوال الوقت؟
لِمَ هذا النضال اليائس بي؟

أهزُ رأسي وأُشيح بوجهي عن الواجهة،أُصفّي ذهني من التفكير في ما سأكون عليه بعد مئة عام
الأجد بيِ بأن أُفكر في الآن،في الكُتب الذي تنتظِرُني،في الألآت الرياضيه،رُبمًا في جِيمين

أستقلُ القطار،أصل إلى المكتبة أخيرًا
لِسبب ما قلبي يخفقُ بقوة ويدايّ تتصببُ عرقًا

أدخلُ إلى البوابة وأجد جِيمين هُناك عند مكتب الأستقبال،يرتدي اليوم قميصًا أبيض اللون مُزرّرا بالكامل،وبِنطال جينز أسود،وحِذاء رِياضي،يجلسُ وراء مكتب الأستقبال مُستغرقًا في قراءة كِتاب ضخم،وبجانبِه قلم الرصاص أصفر اللون،شعرهُ يُغطي وجهه،يبدو كالملاك

عِندمًا أدخل يرفعُ نظره نحوي وترتسم عليِه إبتسامه واسعه،كمًا لو أنهُ لم يحدث شيء في الأمس

يأخذ مِني الحقيبة قائلًا

[ أرى بأنك لم تذهب إلى المدرسة اليوم؟ ]

[ لن أذهب إليها أبدًا ] قررتُ بأن أعترف

[ المكتبة بديل أفضل؟ سأنتظركُ دائمًا ]

ويلتفت ليرى كم الوقت،ويعاود إلى القراءة

لم أفهم قصدهِ بأنه سينتظِرُني دائمًا؟ لذلك لا أُعير الأمر إهتمامًا

أتجهُ إلى قاعة القراءة وأخذ كتابي الذي بدأتُ بهِ في الأمس،كما يحدث دومًا ما أن أبدًا في تقليب الصفحات حتى لا أعود قادرًا على التوقف

عند الثانية عشرًا ظُهرًا أخرج إلى الشُرفة وأتناول غدائي
وفي مُنتصف الغداء يأتي لِي جِيمين قائلًا

[ أتسمحُ لي بالجلوس؟ ]

أومئ له

يعمُ الصمت بيننا

يُمكنُني سماع صوت أنفاس جِيمين

أنظرُ إليه لأجده مُستقرًا بالقراءة

وجههُ مُحمر من أشعة الشمس،يقضمُ شفتاه كُل ثانية

يُرفع يداهَ أخيرًا عن الكِتاب،بالتحديد يَرفُعها لوجهي

وأخذ يُحرك أناملهِ الصغيرة على وجهي بينمًا عيناي أُرتبطت بخاصته في نظره عميقه

كان يرئ اليائس والوحدة في تِلك العينان

[ أود بأن أعرف عنك أكثر ]

———————————————————————

إنتهى.

𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن