عِند الواحدة ظُهرًا تمامًا أحملُ القهوة إلى مكتب جِيمينيضعُ يده على النافذة وينظر إلى الخارج بسكُون،غائب في أفكارِه،وغير واعِي ليده الأُخرى
التي تلعب بأزرار قمِيصههذه المَره لا يُوجد أوراق أو قلم على المكتب،أضع كوب القهوة على المكتب
طبقة رقِيقة من السُحب تغطي السماء
والطيور فِي الخارج صامته من باب التغييرأخيرًا يُلاحظ وجودي فيعود من عالمِه،يجلس على المكتب ويأخُذ رشفه من قهوته،يُشير لي بصمت أن
أجلس على الكرسيأجلس وأنظر إليه .. أمامي وهو يرتشف من قهوته هل يتذكرُ شيئًا مِمَا حدث الليلة الماضية؟
لا أستطيع أن أجزم،يبدو وكأنهُ يعرف كل شيء،وفي الوقت نفسه كأنهُ لا يعرف شيئًا
يلمحُ في رأسي جسدهُ العاري وأتذكر إحساسي بِه لست متأكدًا حتى من أنه جسد الرجل الذي يجلسُ أمامِي،وفي الوقت نفسه،أنا مُتيقن بأنه هو!
يرتدي قمِيص أزرق فاتِح ذات لمحة حريرية،وبِنطال أسود ضيِق،ويتدلى مِن رقبته سلسلة فضية،يبدو في غاية الأناقه
أصابع يديه النحِيفتين تتشابك بروعة على المكتب
[ إذن هل أصبحت تُحب هذا المكان؟ ]
يسألُنِي
[ أتعني لويستون؟ ]
[ أجل ]
[ لا أعرف،لم أرَى الكثير مِنها،فقط مناظر قليلة على الطريق،هذه المَكتبة،النادِي الرياضي،المحطة،الفُندق،أماكن كهذه ]
[ ألا تجدُها مملة؟ ]
يسألُنِي
أهزّ رأسي
[ لا أعرف بعد،لم يتسع لي الوقت لكي أملّ،والمدن مُتشابهة على كُل حال،لمَ تسأل؟ أتظن أنها مُملّة؟ ]
يهزّ كتفُه
[ كُنت أراها مُملة وأنا صغير،كنت أتوق إلى الرحيل بعيدًا ولكن الآن الأمر لم يعد يعنِيني ]
أهزُ رأسي .. الصمت الآن السيد بيننا فقط نتبادل النظرات
يُحدق جِيمين في الفنجان قليلًا،ثُم ينظر إليّ ثانية
[ هل ترغبُ فيّ؟ ]
أومئ موافقًا بوضوح
يُغمض عيناه،أُحدّق في جِفنه المُغمض طويلًا يمكنني من خلالِهُمَا أن أرى الظلام الذي يراه،أشكال غريبه تطفو في العتمة ثم لا تلبث أن تختفي
وأخيرًا يفتح عيناه
[ تعنِي أنك نظريًا .. ترغبُ فيّ؟ ]
[ لا،بعيدًا عن النظرية أنا أرغبُ فيك وهذا يتجاوز كثيرًا جميع النظريات ]
[ أترغبُ في مُمَارسة الجِنس معي؟ ]
يسألُني جِيمين
أومئ له مُباشرةً
يزمُ عيناه وكأن شيئًا ما يُزعجهما ..
[ أسبق لك أن مارست الجِنس مع فتى؟ ]
أومئ مرة أُخرى ..
الليلة الماضية معك،على ما أظن
لكنني لا أستطيع أن أقول هذا بصوت عالِ،فهو لا يتذكر شيئًا
شيء ما أشبه بالتنهيدة يخرجُ من شفتيه المُكرزه
[ يُونقي،أعرف أنك تُدرك هَذا .. أنا وأنت مُختلفين عن بعضنا ]
[ الأمر لا يتعلق بالأختلاف جِيمين،أنا كنتُ سأحبك حتى لو تجاوزت الخمسين وحتى لو لمَ تكُن جِيمين .. إنني مُتيم بك،أنا مُتيم بك أنت ]
يُغمض عيناه مُجددًا،ويترعش جِفنه بوهن
[ أنا أُحبّك وهذا المُهم،أعتقد أنك تُدرك هذا؟ ]
وكمن يُظهر إلى سَطح البحر مِن أعماقِه السحيقة،يأخُذ نفسًا عميقًا ويرُوح يبحث عن كلمات ولكن -الكلمات- أبعد من أن تصل إلي
[ آسف يُونقي،أيُمكنك أن تغادر الآن؟ أود أن أكُون وحدي قليلًا .. ]
أومئ،أنهض وأهمّ في الخُروج
أستدير وأُسير عبر الحُجرة إلى حيثُ هو
أمدّ يدي وألمس شعره،تمسّ يداي أذنه الصغيره تحت خُصلات شعره لا أستطيع أن أمنع نَفسي
يرفع جِيمين نظرهُ،مُندَهش وبعد لحظات من التردد يرفع يده ويُربت على شعري
أبتعد عنه وأهمّ بالخُروج
———————————————————————
إنتهى.
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020