مثلما أخبراني سابقًا،كانت الطريق بعد المدخل شائِكة وفي الحقيقة فقد تخلّت عن أن تكون طريقًا،وكلما تعمقنا بها صارت الغابة أعمق وأضخم وإزداد المُنحدر مَيْلًا وغصّت الأرض أكثر بالنباتات الشائِكةالسماء قد إختفت لتوها والعُتمة شديدة توحِي بالغسق،شباك العنكبوت تنتشر وتملأ المكان،والهواء يثقله عُبق النباتات،يزداد الصمت عمقًا كُلما تقدمنًا في الغابة
يبدو الجُنديان ببندقيتيهما الساقطة من كتفيهما غير واعيين بما حولهُما فيما يشقّان طريقهما من خلال الثغرات المفتوحة بين النباتات الكَثيفة،فـ يمرّان بخفة مُذهلة من تحت الأغصان،ويتشبَثان بالصخور ويقفزان ويتجنبان الأشواك
ألحق بهما ولا أُضيّع أثرهما،لا يستديران ليتأكدا من أنني مازلتُ خلفهما،وكأنهما يختبِران مدى قُدرتي على تحمل الأمر،لا أعرف لماذا .. ولكن لدّي شعور قوي أنهما غاضبان مني،لا يقولان كملةً لي،ولا واحدهما للآخر
يركزان فقط على السير مُتبادلين قيادة الطريق من وقت لآخر،ماسورتا بندقيتيهما تتأرجحان أمامي ضابَطيء إيقاع،وبعد فترة يُصبح لحركتهما تأثير التنويم المِغناطيسي عليّ،فيُهيم عَقلي،وكأنه ينزلق على الجليد إلى مكان آخر ولكن عليّ التركيز،عليّ مُتابعة إيقاعهم السريع
فأتقدم،ويتدفق العرق مني
[ أنسير بسرعة كبيرة عليك؟ ]
يستدير أخيرًا الجندي ذُو العضلات ويسألُنِي،أنفاسه ليست لاهثه على الإطلاق
[ لا،أنا بخير مازلتُ صامدًا ]
[ أنت شاب وتبدو بصحة جيّدة ]
يُعلّق الطويل دون أن ينظر خَلفه
[ نحن نعرف هذا الطريق جيدًا،ولهذا أحيانًا نسير فيها بسرعة شديدة فلا تُحرّج،فقط أخبرنا وسوف نُبطئ ولكن عليك أن تفهم أننا لن نُنِزل عن مستوى مُعيّن من السرعة،أتفهم ما أقوله؟ ]
يقول ذُو العضلات
[ سأُخبركما إذا لم أستطع عن اللحاق بكما ]
أُخبره وأنا أجبر نفسي على ألا ألهث،حتى لا يُلاحظا مدى تعبي
[ ألا يزال الطريق طويلًا؟ ]
[ لا ليس كثيرًا ]
يقول الطويل
ثُم يضيف ذُو العضلات
[ لقد وصلنا تقريبًا ]
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020