إنهُ يوم الثُلاثاء والمَكتبة مُغلقة،أغلب الوقت تكون المَكتبة هادئة،ولكن حين تكُون مُغلقة كهذا اليوم تبدو كأرض غفل الزمن عنها ..في نهاية الرواق المؤدي إلى قاعة القراءة هناك فسحة صغيرة لإعداد الشاي والقهوة وثمة باب منها يؤدي إلى الضيوف،هُناك حُجرة صغيرة بها حمام صغير وخزانة ملابس وبِجانب السرير الصغير الذي يتسع لفرد واحد يُوجد هناك طاولة صغيرة عليها مِصباح ومُنبّه،من النافذة الصغيرة المُطلة على جهة الغرب يُمكنك رؤية أشجار الحديقة،المساء يوشك والشمس الغاربة تلمع وتمرُ بفروع الشجر
[ أقمتُ هنا بضع مرات عندما كُنت أجد صعوبة بالعودة إلى البيت .. عدا هذا لم يستخدم الحُجرة أي شخص آخر وعلى حد علمي لم تستخدمُها الآنسة مَي أبدًا ]
يقول جِيمين
أضع حقيبتي على الأرض وأجيب نظري في مسكني الجديد
[ هُناك ملاءات نظيفة وما يكفي في الثلاجة لسد جوعك،وبالنسبة للغسيل ستضطر إلى الغسيل بنفسك هذا كُل شي على ما أظن،هل نسيتُ شيئًا؟ ]
[ أين تعمل الآنسة مَي؟ ]
يُشير جِيمين إلى السُقف
[ أتذكر تِلك الغُرفة في الطابق الأولى؟ تظلُ هناك تكتب وإن أضطرت للخروج أحيانًا تأتي لتحل محلي في الأستقبال وإن لم يكن لديها ما تفعله في الطابق الأرضي فستجُدها دومًا في الأعلى ]
أومئ
[ سأكون هنا غدًا قبل العاشرة صباحًا لأشرح لك مهامك،الآن أسترح ]
[ شكرًا لك على كُل شي ]
[ من دواعي سروري ]
بعد أن غادر،أُفرغ مُحتويات حقيبتي وأرتّب ملابسي القليلة في الأدراج وأُعلّق الكنزات الخفيفة والسُتر
وأضع دفتر اليوميات والأقلام على المكتب
وأضع أدوات إستحمامي في الحمام
وأخيرًا أضع الحقيبة فارغة في الدولابالحُجرة خاليه مِن الزينة ما عدا لوحة زيتيه صغيرة ثُمتل فتى على الشاطئ،لا بأس بها
أُتراها لرسام مشهور؟ يبدو الفتى في قرابة الثالثة عشر يعتمر قُبعة بيضاء ويجلس على كرسي بحري مُنسدًا مرفقه إلى ذراع الكرسي وذقنه على يده،يبدو حزينًا وإنما راضيًا .. بجانبه كلب وفي خلفية اللوحة هناك البحر وشخصين غير واضحين وهناك جزيزة وسُحب تطفو فوق المَاءأجلسُ على المكتب وأتأمل اللوحة لِفترة..
فأشعرُ وكأنني أسمع صوت تلاطم الموج وأشمٌ رائحة البحر المالح
في الصباح يأتي جِيمين ويُرشدني إلى واجباتي الصباحية قبل فتح المكتبة ..
أولًا: فتح النوافذ لتهوئة الغُرفة
ثانيًا: أكنسٌ سريعًا
ثالثًا: تلميع أسطح المناضد
رابعًا: تغيير الزهور في الأواني
خامسًا: إضاءة الأنوار
سادسًا: ومن حِين لآخر رشّ الحديقة بالماء
سابعًا وأخيرًا: أفتحُ المَكتبة في الوقت المُحدّد وعندما يحين موعد الإغلاق أقوم بالخطوات نفسها لكن أغلق النوافذ وأطفئ الأنوار وأقفل الباب الأمامي[ لا يوجد هنا مَ يُغري بالسرقة لذلك لا تقلق كثيرًا بِخصُوص إغلاق الباب الأمامي بالقفل ]
يُخبرني جِيمين .. ثُم يكمل
[ لكن الآنسه مَي لا تُحب الإهمال،تُحب القيام بالأمور بأنتظام فهذا منزلُها وعلينا أن نحترمهُ،وأرجو منك القيام بالمثل ]
أومئ
ثم يشرحُ لي العمل في مكتب الأستقبال وكيفية تقديم المُساعدة لمُستخدمي المَكتبة
[ ليس بالأمر الصعب،ليس عليك حاليًا سوى الجلوس بِجانبي ومُراقبة مَا أفعله وإذا طرأ أمر ما لا تستطيع التعامل معه فأخبر الآنسه مَي وهي ستهتمُ بالأمر ]
مُراقبتك تعني الكثير .. سأحظى بِوقت أكثر للنظر إليك عندما ينسدلُ شعرك على جبينك وترفعهُ بأناملك الناعمه،سأنظر إليك بتعمق حيثُ أنني سأحفظ كُل تِلك الحركات .. وسأكتُبها كأُغنيه لك
———————————————————————
إنتهى.
أنت تقرأ
𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌
Romance- سأهرَبُ مَنّ البيَتُ عندما أبلَّغُ الثامنة عشْر. . . بدأت | 7 مارس : 2019 إنتهت | 24 يُونيو : 2020