- الفَصل الخامِس والعشرُون .

941 96 27
                                    


هذه المرة عندما أدخلُ الغابة،أكون مُجهزًا بكل ما يمكن أن أحتاج إليه،أنطلق إلى الغابة

أرتدي قميصًا طويل الكُمّين،وألفُ مِعطف حول رقبتِي،وألبس القُبعة التي أعطانِي إياها جِيمين،كما أنني رششتُ جسدي بمضادّ للحشرات

السماء مُبلدة بالغيوم،والجو حار وثقيل ويبدو أنها ستُمطر في أي لحظه

يصيحُ سرب طيور ببعضه بينما يعبروا السماء الواطئِه الكئيبه

أصل بِسرعة إلى تلك الفُحسه الدائِريه في الغابة،وأتأكد من بوصلتِي أنني متجه شمالًا،ثم أتعمق أكثر في الغابة،وهذه المره أرشُ الصباغ الأصفر على جذوع الأشجار لأترُك علامات تدلّنِي على خط العودة

أنا مُجهّز بشكل أفضل،لذا لستُ خائفًا،أشعر بالتوتر بالتأكِيد،لكن قلبي لا يدّق بِعُنف،الفضول هو ما يدفعُني قدمًا،أريد أن أعرف ما يُخبئِه هذا الطريق،وحتى لو لمَ يكُن هناك شيء،فأُريد أن أعرف هذا،يجب أن أعرف

حافظًا المناظر التي أمرّ بها،أتقدم بِثبات،خطوة خطوة

يصدر من حِين لآخر صوت غريب،خبطة تُشبه إرتطام شيء ما بالأرض،قرقعة تُشبه أنين ألواح أرضيه خشبية تحت ثقل ما

وأصوات أُخرى لا أعرف أن أصِفها حتى،لا أعرف شيئًا عن معنى هذه الأصوات،بما أنني لا أعلمُ ما هي أصلًا،أحيانًا تبدو بعيدة وأحيانًا قريبة مني

الإحساس بمسافتِها عني يتبّدل بإستمرار،يتردد صدى ورفرفة طيُور فوقي،يبدو أعلى،ومبالغًا فيه أكثر مِمَا يجب،كلما سمعت هذا الصوت أقف وأستمع،حابسًا أنفاسي،مُنتظرًا حدوث شيء،لا
شيء يحدث،فأواصل سيري

أحملُ البلاطة،التي كنت قد أخذتُها،أشعر بها خشنة بيديّ العاريتين من القفازين،حتى هذه اللحظة لم أستخدِمُها،وإنما يشعُرني بالراحه حملها،وبأنني محميّ،ولكن مِن ماذا؟ لا دِببة أو ذِئاب في هذه الغابة،ربما بعض الأفاعي السامة

الكائِن الأكثر خطرًا هنا هو أنا،ولعلي مرعُوب من ظلي فحسب

ورغم هذا،ينتابُنِي إحساس،بينما أمشي،بأن شيئًا ما في مكان ما،يُراقبنِي،يُصغي إليّ،يحبسُ أنفاسه،ويرصد من مكمنه جميع حركاتِي،في مكان ما،ثمة ما أو مَنْ يُصغي إلى كُل صوت أصدره،محاولًا أن يُخمّن إلى أين أذهب ولماذا،أُحاول ألا أُفكر فيه

فكلما إحتلت الأوهام مساحة أكبر من تفكِيري،أخذت في التضخُم والتجسّد،بِحيث لا
تعود مُجرد أوهام بعد ذلك

أُصفّر لكي أملأ الصمت،أُصفر لحنًا ما برأسي،رغم أن صفيري المُهتز لا يقترب حتى من اللحن الأساسي،فإنني أحاول في رأسي الوصول إلى ما يُشبهه،أظن أن هذا يظلّ أفضل من عدمه

𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن