- الفَصل العاشِر .

1.3K 147 49
                                    


أشعر بأن أحد يُراقبني،جلدي يشعرُ بِتلك العيُون تحفر فيه،يدق قلبي خوفًا،أفتح عينيّ نصف فتحه مَرات عدة لأِدُقق في أرجاء الغرفة المُعتمة وأتأكد من أنهُ لا أحد سواي هُنا،الباب مُحكم الإغلاق،والستائر السمِيكة على النوافذ مُسدلة بإحكام،أنَّا بِخير إذا ..

أُحدثّ نفسي لا أحد سواي في هذه الغرفة ولا أحد يُحملق بي عبر النافذة .. ومع ذلك لا أستطيع طرد هذا الشعُور بأن أحدهم يُراقبني،أشعر بجفاف في حلقيِ وبِصعوبة بالتنَفَّس .. أرقُد داخل حقيبة النُوم وأهزّ رأسي

أتُمازحني؟ إننك تتصرف كطِفل مَذعُور يخشى الصمَت والظلام ، لن تتجابن عليّ الآن ، أليس كذلك؟ .. لطالمَا إعتقدتُ أنك قوي .. لكن مَا إن وقع الفأسُ في الرأس حتى بدوت على حافة البُكاء .. أُنظر إلى نفسك ، أُراهنَ أنك على وشك أن تتبول على نفسك!!

أتجاهلُه،أُغمض عينيّ بقوة وأشد سحّاب حقيبة النُوم حتى يصل إلى أنفي وأُصفّي ذهني مِن الهواجس .. لا أفتح عينيّ لأي سبب،لا أسمع نعيق البُومه،ولا صوت الإرتطامَ المكتُوم عندمًا يقع شي على الأرض في الخارج

أقُول لِنفسي؛جِيمين أمضى هُنا أيامًا عدة بِمُفردة وكان في مثل عُمَري الآن،لا بّد من أنهُ كان مرعوبًا مِثلي .. هذا مَا قصدهُ عندمًا قال " للعزلة نوعيات مُختلفة " جِيمين يعرف جيدًا كيف سأكُون وحيدًا في هذا الليل،لأنهُ خاض التجربة نفسها وعرف المَشاعر،تُساعدني هذه الفكرة على الإسترخاء قليلًا

أشعرُ أنني قادر على تتبُع ظلال المَاضي الماكث هُنا،وأن أتخيل نفسي جُزءًا مِنه .. أخذُ نفسًا عميقًا وأقع في النُوم فجأة

عندمًا أستيقظ تكُون الساعة قد تجاوزت السابعة صباحًا،الهواء مُزدحم بتغرِيد الطيور مُناديه على بعضها بزقزقاتَ حادة،تخلّو مِن ذلك الصدى العمَيق وتِلك الرسائل التي كانت تحملُها في الأمس ..

أُزيح الستائر فأجدُ الظلُمَة قد تبددت حول الكُوخ،كُل شيء يتوهّج بِشُعاع ذهبي

أُشعل المُوقد وأغلي مياه معدنيه وأُعد كوب شاي أسود ثُم أفتح كِيس مُقرمَشات بالجبُنه وأتناول قليلًا مِنه،وبعدها أغسلُ أسناني ووجهي في المَغسلة

أرتدي سُتره رِياضية فوق سُترة عادية وأخرج مِن الكُوخ
يخترق ضوء الصباح الأشجار الطويلة،وأشعة الشمَس في كُل مَكان ومع كُل نفس يخترق رئتي هواء نقي مُنعش

𝐋𝐢𝐛𝐫𝐚𝐫𝐲 | 𝐘.𝐌   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن