❤((25))❤

1.8K 95 31
                                    

هنالك من نكتشف بأننا نحبهم منذ لحظة اللقاء الأول, منذ أول خفقة من خفقات القلب، ومن النظرة الأولى.. من أول همسة.. وهناك من نكتشف بأننا غرقنا بحبهم لكن ...بعد فوات الأمان.

كان يعقد ربطة عنقه أمام المرآة يستعد للذهاب إلى شركته وهو يدندن كلمات أغنية ...وبدا شارد في عينين رآهما صريحتين وواضحتين وضوح النجوم في ليلة صافية...أما إليسا كانت تحدق فيه ببسمة ..فهو البداية والنهاية ...عيناه الوقحتين وكلماته الأوقح..ضحكت  وهي ما تزال مستلقية على السرير، تنبه على نظراتها وضحكتهت فقال يشاكسها : وسيمٌ أليس كذلك "
اعتدلت بمجلسها :أنت مغرور .
اقترب منها واحنى جذعه تجاهها وقرصها من وجنتيها  بينما يقول مداعباً وهو يتأمل شعرها الأحمر الفوضوية المتناثر حول كتفيها النحيلين : كيف لي ألا أصاب بالغرور وأرنبتي الحمراء معي !
-هووف مراد كف عن مناداتي بأرنبة لم أعد صغيرة.
رفع حاجبه متسائلاً  وهو يمسح على شعرها : هل تزعجك كلمة أرنبة؟
هزت رأسها موافقة فانحنى تجاهها أكثر وبدأ بدغدغتها وهو يعيدها مراراً : يا أرنبة.. أتزعجك كلمة أرنبة يا أرنبتي الجمراء!!
تعالت ضحكات إليسا وهي تبعد يديه عن خاصرتها هاتفة برجاء : كفى رجاءً لم أعد أحتمل ابتعد أخيراً عنها وما زالت البسمة لا تفارق شفتيه، قبل جبهتها مودعاً وكأنما انتهى من وداع طفلته ثم انتشل جاكيت بذلته السوداء وقال وهو يخطو خارجاً: سأحضر لك الجزر عند عودتي "
تعالى غيظها منه فقفزت عن السرير ولحقت به وهي تجز على أسنانها بغيظ: سأشكوك لبابا رضوان وسترى"

ولم تكد قدماها تخطوان خارج باب غرفتهما بخطوتين حتى دفعها  بعنف إلى الداخل مغلقاً الباب خلفه وقد تبدلت لهجته مئة وثمانون درجة : كيف تخرجين بهذا الثوب وهنالك رجلُ غريب يقيم هنا الآن !

حدقت فيه بارتباكٍ واضح وأجابت بلعثمة وهي على وشك البكاء : أسفة لم أنتبه"
قال محذراً : أول مرة وأخر مرة،التساهل الذي كان ببيت والديك عليك نسيانه.. إن تكرر الأمر مجدداً حتى لو بالخطأ لن يحصل خيرٌ أبداً يا جمانة"
جمدتها الصدمة فقالت تعيد : جمانة ؟!
تنبه لنفسه فقال متغافلاً عن هذا الخطأ: هل كلامي واضح يا إليسا ؟ ولن أعيد تحذيري مرتين
.

خطى خارجاً ليغادر بينما جمدت دمعة إليسا بمقلتيها من صراخه المباغت ومن هفوته بذلك الاسم الذي بدا وكأنه معتاد على نطقه مراراً  وبأريحية ..مسحت دمعتها بكفيها ثم جلست على السرير بينما هو اعتصر قبضة يده بغيظ من جنيته التي لم تعد تغادر تفكيره مطلقا وخاصة بعد شكوكه التي تنامت داخل صدره عن هويتها..بل والأهم من ذلك العناق الذي ما يزال منقوشا على صدره..لم يعانقها بذراعيه فقط بل بنبض قلبه ...بروحه التي استكانت رغم جنون الموقف.. شعور لم يألفه مع امرأة قبلها....   نفخ بضيق وهو يتمتم : اخرجي من تفكيري يا جمانة،اخرجي ...هذا الطريق لا خير فيه ..

وصل ناحية مكتبه محاولا تجاهلها..لكنه لم يرها خلف مكتبها نظر إلى ساعته التي تجاوزت التاسعة والنصف صباحاً، خطى الى الداخل ليجلس خلف المكتب يحاول الانشغال بعمله بينما ما يزال تفكيره معلقاً بها وهو يهدد ويتوعد بعقابها على تأخيرها المتعمد حتماً، تجاوزت الساعة الحادية عشرة
فاتصل بفرح ليقول بلهجة أمرة إصعدي إلى مكتبي حالاً" ازدردت ريقها بصعوبها وقد استشعرت غضبه فتمتمت وهي تصعد اليه : الله يستر.
طرقت الباب بخفة ودلفت الى الداخل :
-مراد بك طلبتني"
أبلغي المحاسب بخصم عشرة بالمئة من راتب تلك الجنية تأخرت كثيراً عن العمل ؟
رفعت حاجبيها لتقول بعدم فهم: الجنية ؟؟!
-هوووف فرح، جمانة اقصد جمانة .

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن