دلفت جمانة إلى مكتب مراد وهي تحمل له قهوته الحلوة كالعسل بعد أن أوصلت قهوة رضوان المرة كالعلقم ! كان غارقاً بالعمل على المشروع على أصوات موسيقى عالية كعادته ولم يتنبه لوجودها مشت باتجاه طاولة العمل و اقتربت منه لتضعها على المنضدة الصغيرة بذات اللحظة التي استدار بها مراد ليجلب المسطرة اصتدم بها لتنقلب القهوة الساخنة على ساعده، من وجودها وصرخت هي بسبب الحرق
- هل أنتِ بخير ؟ جمانة ! .
قالها بجزع حقيقي وأمسك ساعدها ليرى آثار الحرق ليتصرف بينما هزت رأسها باكية : إنها تؤلمني ...ساعدي يحرقني
- اغسليه فورا ً"
دفعها من كتفها باتجاه حمام مكتبه الخاص فتح لها الصنبور فوضعت ساعدها تحت الماء المنهمر بينما اتصل هو مباشرة بفرح لتوكيل المستخدم لتأمين مرهم للحروق بسرعة .استلمه مراد من المستخدم وما كادت تخرج من باب الحمام حتى قال لها اجلسي لنضع عليها المرهم .
-لا داع لذلك سيزول الألم بعد دقائق
تقدم ناحيتها وقال آمرا : اجلسي جمانة لا تكابري .
انصاعت له لأن الألم كان لا يطاق، انحنى أمامها وشرع يدهن لها مكان الحرق بهدوء شديد، طرق الباب ودخل آدم وتقدم أكثر قائلاً
: هل كل شيء على ما يرام ، قالت فرح بأن سكرتيرتك الخاصة أصيبت بحرق !رفعت جمانة نظراتها تجاهه ليتطلع بها آدم مجدداً وشعر بانقباضةٍ غريبةٍ بصدره، اقترب بلا ارادة منه وسألها بقلق حقيقي وسط نظرات مراد الذي حدق فيه باستغراب خءا الاندفاع لفتاة يراها لمرة...او اثنتين وللحظات فقط! : هل تؤلمك يا آنسة ، هل تحتاج إلى عناية طبية ؟ أاصحبك إلى المستشفى ؟
كادت أن تجيبه فقاطعها مراد قائلاً وهو ينهض : -ستكون بخير ، جمانة بإمكانك العودة إلى عملك .
هزت رأسها وشكرته ثم غادرت من بينهما وسط نظرات آدم الذي لاحقها بعينيه بابتسامة لم يفهمها حتى اختفت خلف الباب .
حدق فيه مراد بجمود ثم لكزه على كتفه قائلاً :
-وبعدها ! .
-عفوًا !
قالها آدم بعدم فهم ليجيب مراد : لم تزح ببصرك عن الفتاة .تنهد آدم وهو بواد آخر كلياً عن مراد وقال بلهفة : -إذن هي سكرتيرتك، ما اسمها ؟
رفع مراد حاجبيه وقال ساخطًا : هل تريد مني ان أسالها كذلك إن كانت مرتبطة أم لا .جمدت ملامح آدم عليه وتسائل بعدم فهم : إلى أين ذهب تفكيرك ! ولما الحدة في حديثك ؟
-في الحفل التهمتها بعينيك والآن لم تزح ببصرك عنها أمشاعرك تجاه نور رخوة لهذه الدرجة كي ...قاطعه آدم بحدة عندما استشف نهاية حديثه : مهلاً لحظة، ما هذه التخاريف التي تتفوه بها ، الموضوع أبداً ليس له علاقة بنظرة إعجاب أو أوما شابه .
فقال مراد ساخراً :آها... بما تترجم نظراتك ؟ نظرة أخوية !!.نفخ آدم بعصبيه ثم قال : بالمناسبة لن تفهم شعوري ، وذاتا ًهذا المكان ليس مناسباً للنقاش بتلك الأمور، سأغادر .
هز مراد رأسه مجيباً : نعم أهرب كعادتك "
ابتلع آدم حروفه متجاهلاً مراد من خلفه وغادر المكتب مغلقاً الباب خلفه وتطلع بجمانة التي تجلس خلف المكتب وتحاول أن تعمل، اتجه ناحيتها وسألها : هل زال الألم ؟ .
أومأت له بإيجاب قائلة : نعم شكراً لاهتمامك .
- أنا آدم خريج هندسة وأعمل الآن متدرباً هنا " حدقت فيه ..وبسسلسله الذي يظهر جزء بسيط منه من تحت ياقة قميصه وأجابت بارتباك:
- تشرفنا أستاذ آدم، أنا جمانة .
تشرفت بمعرفتك آنسة جمانة ،
ثم أردف بعدها : إن احتجت لأي شيء فأنا في الخدمة .
وهذا الحديث قد تطور فيما بعد ومشاعره كانت تتعمق تجاه هذه الفتاة مشاعر دافئة ...غريبة لا تشبه مشاعر عشقه لنور الواضحة وضوح الشمس...جمانه قد فتحت مشاعره لناحية أخرى ..كحاجتها للحماية وحاجته لاحتواء شيء يخصه ...لم يعرف كيف يوصف مشاعره ولمن سيوصفها ولم يقدر على تجاهل الحديث معها كلما سنحت له الفرصة...وجمانة كانت ترى في هذا الشاب جمالاً داخلياً أشعرها بالطمأنينة ...
أنت تقرأ
جنوني بعينيكِ انتحار
Romanceقد تخلو الزجاجة من العطر..لكن الرائحة ستبقى عالقة فيها...كما الذكريات تماماً قد يخلو القلب من الحب, لكن آلام تلك الذكرى التي تسيطر على القلب ستبقى....فلذكرياتنا رائحةٌ تعبق بالقلب ولا تزول. قد تعتقدون أنها مجرد قصة حب جامحة تنتهي بالنهاية الحتمية حي...