كانت نور تقف أمام السور وهي تنظر للاسفل بسعادة غامرة تتأمل مراد وهو يراقص اليسا همس آدم من خلفها : يبدوان رائعين سوياً أليس كذلك .
دق قلبها بعنف فهتفت به وهي تستدير : لم تصدر أي صوت ! أرعبتني آدم
- آسف لم أقصد.
- ما الذي كنت تريد إخباري به ؟
فقال متسائلاً : لم تري الجانب الأيمن من السطح ؟
أجابت بالنفي فقال باسماً إذن تعالي معي،
-لكن الحفل آدم !! سيفوتنا الكثير ،
فقال ضاحكاً وهو يسحبها من كفها : جميع الأعراس متشابهة نوارة ...لن نتأخرانصاعت ورائه حتى التفا خلف الغرفة التي في السطح للوصول الى الجانب الآخر توقفت بعدها و نظرت بصدمة لما رأته.
كان قد زين لها تلك الزاوية بباقات الزهور الحمراء والبيضاء بل جعل تلك الزاوية المخبأة جنة من الزهور !.انفرجت عيناها بصدمة وتوقفت ضربات قلبها على الخفقان لوهلة من الزمن قال مجدداً من خلفها :سرقتها من زينة الزفاف لا تخبري أحدا ...
ضحك بارتباك فصفقت بمرح وهي تخرج الهاتف وترفع لتلتقط صورة للمكان فرفع كفه وقبض على الهاتف وكفها سويا وأنزلها لأسفل....أردف وهو يحاصرها بعينيه: لا...لا تصوير الآن...
أخبرتك..أن نظراتي لم لكِ لم تعد كما السابق، والآن أعترف....ربما كلمة أحبك قليلة جداً عما في قلبي تجاهك .
شدت بقبضتيها على طرفي الثوب مرتبكة من اعترافه المباغت وترقرقت عينيها بدموع ندية..أردف وهو يضع الهاتف بجيب بنطاله ورفع كفها لناحية صدره:
انتظرت طويلًا جداً حتى انتهائك من الامتحان كيلا أشتت تفكيرك وبعدها لم أعد استطع صبراً على الصمت أكثر ...أشعر أن كل يوم اتأخر فيه...سيبعدني عنك أشواطا ..و...أخاف .رفعت بصرها تجاهه لتتلاقى عيناهما لوهلة وعاودها ذلك الشعور العذب الذي لطالما شعرت به وهي برفقته، أخذ نفساً عميقاً ونظر إلى السماء التي تزينت بنجومها تنهد باسماً ثم قال وهو يتطلع ناحيتها :
- أحبكِ أكثر من روحي، لم تعودي بنظري ابنة خالتي الشقية التي أتشاجر معها دائماً على أتفه الأمور، لم تعودي تلك الصغيرة التي يحق لي احتضانها كيفما شئت...ولا اللعب معها طالما أردت ..بل كبرت...كبرت فجأة ورأيت أمامي نور مختلفة عمن ألفتها.. أصبحتِ جزءاً من قلبي.... جزءاً من روحي.
اختلجت ضلوعها واشتدت ضربات صدرها واصطبغ وجهها بحمرة الخجل فأشاحت بوجهها عنه لتزداد فتنةً ولمعاناً تبسم لخجلها الذي يعشقه ثم همس ضاحكاً وهو مرتبكٌ كذلك ومتفاحئ كونه استطاع ترتيب هذه الكلمات التي ما تدرب عليها ولو لمرة ....يكفيه أن ينظر إلى عينيها فقط أن يغرق فيهما لينطق مافي قلبه:
-آدم...أنا" تلعثمت حروفها أمام كلماته التي ما توقعت أن تكون بهذه العذوبة يوما...وأن تكون بهذا التأثير عليها...وضع أصابعه على شفاهها راجياً: لا...لا تتحدثي الآن فكري فقط بما قلته...وفكري بمشاعري .ودعي الكلام لما بعد.ابتعد عنها تدريجياً ثم هبط درجات السلم مهرولاً إلى الأسفل وما زالت ضربات قلبه تتضاعف وتتصارع داخل صدره يكافح كيلا يأخذها بين ذراعيه، كان منفصلاً عن الواقع تماماً مندفعاً بغير وعي وعند المدخل الرئيسي للفيلا وحينما كانت جمانة تدخل الفيلا للذهاب إلى الحمام لتصحيح زينتها اصطدم آدم بها وكادت أن تسقط على الأرض، تنبه وأسندها براحة يده متمتاً باعتذارات لم تكن مفهومة حتى بالنسبة له، أما جمانة فتعلقت عيناها على قلادته الفضية التي تدلت من عنقه، تنبه لنظراتها وبادلها إياها بعدم استيعاب، وهو يحدق بعينيها خفق قلبها بعنف ولم تفهم السبب وشعر هو بشيء غريب بصدره من نظرات هذه الفتاة ...التي تشبه والدته كثيراً التي طالما طالع صورها وتذكرها بذاكرته الضبابية. !
أنت تقرأ
جنوني بعينيكِ انتحار
Romanceقد تخلو الزجاجة من العطر..لكن الرائحة ستبقى عالقة فيها...كما الذكريات تماماً قد يخلو القلب من الحب, لكن آلام تلك الذكرى التي تسيطر على القلب ستبقى....فلذكرياتنا رائحةٌ تعبق بالقلب ولا تزول. قد تعتقدون أنها مجرد قصة حب جامحة تنتهي بالنهاية الحتمية حي...