❤((45))❤

1.9K 90 18
                                    

بداخل الفيلا تجهزت بحقيبة صغيرة ليحثها مجدداً على الهاتف فتلقفته وصرخت: حسناًاا حسنااً سأنزل .
قالتها بحنق وهبطت درجات السلم لتقابل عبير بالصالة فتسائلت عبير باستغراب :
إلى أين يا جمانة ؟
اجابتها بوجه مكفهر : هناك توقيع عقد ويريدني أن اذهب معه"
-آدم؟
-لا مراد"
استنفرت أعصاب عبير ما ان نطقت جمانة اسمه حتى وقفت ومشت تجاهها تتسائل: لوحدكما ؟
-على الأغلب نعم خالتي .
شدت عبير بغضب على قبضة يدها ليهبط مراد درجات السلم قائلاً بنفاذ صبر :
+ ألم تنتهي حتى الآن سنتأخر " . القت جمانة السلام على عبير مودعة فقالت عبير لمراد فوراً : -هل يعلم عابد بأنها سترافقك .
تطلع مراد بعيني والدته المحذرة وقد فهم مغزى نظراتها التي تخترقه ليردف بثبات: يعلم حتماً  ووالدي سيلحق بنا من مقر الشركة مباشرة وسنلاقيه هناك لن اختطف السندريلا أمي !!
ثم أردف ساخراً: سنوقع العقود وغداً منذ الصباح ستكون بأحضانك لا تقلقي، هيا جمانة "

حدقت عبير فيه بانزعاج: اليسا تبكي منذ الصباح....ورفضت حتى تناول الطعام.
هتف بعسيس: لا آخذ منها سوى البكاء...وندب حظه، ،دعيها تبكي حتى تشبع.
هزت عبير رأسها بغضب: عندما تعود...لي حديث طويل معك .

جلست جمانة بجانبه بالسيارة وهو يقود بصمت يحاول تهدئة اعصابه التي أتلفتها تلك الهوجاء التي غرق بحبها رغماً عن أنفه،
لاحظت جمانة انعقاد حاجبيه وسرحانه طيلة الطريق لكنها لم تتحدث فلا تريد شجاراً جديدا بينهما يكفي ما حصل هذا الصباح يكفي نا الذي فعله مع إليسا بسببها.....

كان الطريق يستغرق ساعتين تقريباً رفعت صوت المذياع وأرجعت رأسها إلى الوراء تستمع إلى الأغنية بعقلٍ شارد وهو يقاوم معركة عنيفة داخل صدره...

اسدلت جفنيها رغمًا عنها حينما شعرت بالملل لتغفو مسندة رأسها على الزجاج ليتنبه عليها بعد دقائق... وكيف لتلك الجنية أن تختطف قلبه دون رحمة بهذا الشكل، تطلع فيها رغماً عنه ورفع صوت المذياع أكثر ليكمل الطريق.....

ومر اليوم سريعاً جداً ما بين توقيع العقود وحفلة عشاءٍ بسيطةٍ ضمت رضوان ومراد مع العملاء ليعودوا إلى الفندق الذي تم حجزه مسبقاً،
كان كريم طيلة الوقت يحادثها.. صحيحٌ أنه غضب أشد الغضب كونها سافرت معه كونه يشعر بالغيرة من خصمه العتيد إلا أنها طمأنته... فتلك الجنية عند اللزوم جنيةٌ بحق وخاصة أن والده برفقته...ولن يفعل حتماً  شيئاً غبيا بحضور والده!

وأطل الصباح الجديد.... ومراد كعادته يدفن رأسه طيلة الليل على الطاولة يرتشف مشروبه الكحولي كان غاضباً حانقاً من تجاهلها طيلة الوقت وكأنه على هامش حياتها...
لم يتصل بإليسا، لم يطمأن عنها طوال رحلته وكأنه قام بمسحها من قاموسه ولربما هي بهذه اللحظة لا تريد اتصالاته ولم تعد تنتظره بعد قلح ما فعله !

استغل مراد فترة انشغال والده  خارجاً  وصار يطرق باب حجرتها فتحت له وهتفت :
-ما الذي تريده بحق الله !
-يجب أن نتحدث قبل أن نسافر" زفرت بتململ وهي تمسح وجهها بيديها وما كادت تخطو حتى دلف ورائها وأغلق الباب لتنتفض وهي تستدير مجدداً ناحيته : ما الذي تفعله مراد ؟ اخرج سأغير ملابسي وأوافيك للاستراحة الفندق"

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن