❤((29))❤

1.8K 88 19
                                    

صحى عابد وخرج من الغرفة ليرى مراد ممداً على الأريكة وآدم نائمٌ على الأريكة المجاورة، تبسم بعطفٍ وتقدم ناحية مراد ليقوم بتغطيته وكذلك فعل لآدم ليقوم بتغطية جسده جيداً، تنهد بعمق وهو يتأمل آدم وملامحه الهادئة وهو نائم، لامس قلادته الفضية التي تدلت من عنقه بأطراف أصابعه و دغدغت صدره ذكرياتٍ قديمة لاحت أمام ناظريه عندما كان آدم طفلاً صغيراً،

(( دلى السلسلة أمام رغد التي حدقت بها بفرح : إنها جميلة جداً" قالتها وهي تنتشل القلادة من يديه فقال مازحاً وهو يستند بذقنه على رأسها : ليست الهدية لكِ هذه المرة، إنها للصغيرين" قهقهت رغد وهي تتأمل القلادة التي اتخذت شكل الشمس ودون عليها اسما آدم و جمانة وتاريخ ميلادهما. تناولها من راحتها عابد قائلاً: صممتها خصيصاٍ لهما؛ مصنوعة من البلاتين .
,حدقت به رغد باستغراب وتسائلت : إنها غالية جداً!

فقال بحنو: ليست بأغلى من اجمل هديتين وهبهما الله لي"
فقالت بعتاب: هديتين فقط!
غمغم وهو يقبل جبهتها: هديتين ..من أعظم شيء حصل في حياتي كلها،"   ثم فصل القلادة بحركة من يده مردفاً : هاقد أضحت قلادتين ومبدئياً أسمح لك بارتداء قلادة جمانة لأنها ما تزال رضيعة" ثم قام بإلباسها القلادة وقبل رقبتها بهدوء، اعتدل بوقفته و نادى على آدم ليهرول الصغير ناحيته متسائلاً ماهذا؟ انحنى عابد تجاه آدم ليقول : هذه القلادة هدية مني إليك لا تخلعها أبداً اتفقنا يا بطل"
هز آدم رأسه ليحتضن القلادة بكفيه الصغيرتين ويهمس: جميلة ...شكراً بابا.))
*****
تنهد عابد وخطى تجاه المطبخ ليقوم بإعداد القهوة ولم ما تزال الذكريات تصر على مهاجمته هذا اليوم؟ تبسم بلا إرادةٍ منه وهو يراقب تراقص النار تحت إبريق القهوة وعادت به ذاكرته للعام (1981)

حينها كان رغد وعابد قد تجاوزا الحدود للدخول إلى الدولة المجاورة، استقبلهم هنالك أحد عملائه القدماء مستضيفاً إياهما...كانت رغد طيلة أسابيع تشعر بالألم والوحدة على ضياع مستقبلها، تشعر بالألم على موت والدها وبالحزن على عدم رؤيتها لشقيقتها عبير وتعرف انها لن تلتقيها في القريب.  وصلا إلى منزل العميل فارتمت رغد من فورها على السرير  بعد رحلةٍ شاقةٍ استنفذت طاقتها على الصبر, بعدما استحم عابد ونظف نفسه من آثار الطريق، ارتدى ملابسه وهي ما تزال متقوقعة على السرير مغطية وجهها باللحاف تنشج بألم، جلس أمامها على الأرض ليمسح على شعرها بلطف: رغد
نادى باسمها بخفوت لتهتف بألم: أنا بخير, إتركني عابد, إتركني.

تنهد بقلة حيلة وهو يرى الألم يطل من عينيها، وقال بصوتٍ خافت: استحمي لتريحي أعصابك ثم خذي قسطاً من الراحة وأنا سأخرج كيلا يزعجك أو يأسرك وجودي في هذا الجناح .
راقبته وهو يخطو خارجاً والإنهاك باديا عليه، جلت حلقها قليلاً لتقول بخفوت: لا تتركني وحيدة هنا أنا خائفة" ضربت كلماتها القليلة قلبه بعنف ليتنفس بعمق وشبح ابتسامة غزت محياه، اقسم بأنها ستصيبه بالجنون! لا تريده وتريده بآن معا، ترغب ببقائه ولا تريد منه البقاء!

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن