❤((33))❤

1.7K 96 20
                                    

استدار كريم تجاه عابد وقال بابتسامةٍ ساخرة: أهلا بعابد، أهلاً بوالد الغالي آدم...اشتقنا لك يا رجل"

بهتت ملامح آدم و تبدلت نظراته بينهما لا يفهم...عقله لم يستوعب عءه الكلمات التي اخترقت أذناه....أردف كريم بحقد وهو يخاطب آدم : آه عفواً ....ألم يخبروك بعد أنه والدك؟!

-اخرس أيها المجنون: نطقتها نور وضربته على صدره باكية بينما تقدم آدم خطوات متباطئة  ناحية عابد وقال بجمود: هل ما يقوله صحيح؟!

نطقها بحروف بالكاد خرجت من فمه، طال صمت عابد ليغمض عينيه بألم مفجع ليردف كريم وهو يخطو بعيداً عنهما: سأترككما الآن لتحلا مشاكلكما العائلية "
ثم حياهما ببسمة لئيمة وغادر ....مسحت نور وجهها بكفيها بخوف وتقدمت ناحية آدم وتمسكت بذراعه: آدم ! نطقتها بلوعة لينفض يدها عنه بعنف ويهتف وقد نفذت طاقته عن الصبر ليعيد سؤاله لعابد : هل..هل ما يقوله هذا الرجل صحيح؟!

- آدم بني..... كنت سأخبرك لكن " قالها عابد بلعثمة واضحة فأردفت نور باندفاع: اسمعه رجاءً  كان ينتظر الوقت المناسب لإخبارك"
تطلع فيها كذلك نظرات خاوية..ضائعة  ووقف مبهوتاً حتى هي كذبت عليه ! حتى نور   شاركتهم هذه الدناءة!؟
هز رأسه وضحك ضحكةً متقطعة حانقة ورفع كفيه ليمسح شعره  : والدي !
ولاهما ظهره  وقد اضطرب تنفسه فربتت على كتفه لينفضها عنه بعنف ويهتف: أغربي عني" استدار وتقدم يضرب الأرض ضربا تحت قدميه ثم صرخ بغضب وهو يشير لعابد: قضيت عشرون عاماً بكذبة! ، عشرون عاماً يا عابد  وأنا مستسلم لواقع أني يتيم، عشرون عاماً ويعاد ذلك الكابوس اللعين مراراً ومراراً يوم حادث السفينة حينما قتلت والدتي أمام عيني، وأنت...! أنت ببساطة تعود بعد تلك السنوات على أنك رجل آخر ! بل وتعيش معي بذات المنزل تراني كل يوم على أنك غريب ...ماهذه القسوة والأنانية التي تتحلى بها يا رجل !؟

آدم ! نطقتها نور بلوعة فاستدار ناحيتها وصرخ بجنون : اخرسي أنت "
غطت شهقاتها الباكية ليعيد آدم صب غضبه على عابد الذي توقف متحجرا أمام ابنه :
-طيلة السنوات السابقة ألم تشعر بالفضول ناحيتي؟ ألم تتسائل كيف قضيت سنوات عمري !؟ اغفلت روحك وبصرك عن ابنك الوحيد. ...أفهموني أنك ميت ! لما ! واين كنت طيبة عشرين عاما؟! أين كنت مختفٍ !؟ تركتني لهم وغادرت.. هل تزوجت؟ هربت كيلا تتحمل مسؤولية ابنك ؟!

-كنت في السجن " نطق عابد تلك الكلمات بعيون جامدة ليتعالى لهاث آدم الغاضب وتتسع حدقتيه بصدمة فأردف عابد بجلادة:

-عشرون عاماً قضيتها في السجن بتهمة تهريب السلاح ... وكنت مستسلماً لحكم المؤبد الذي أصدر بحقي، كنت فعلا ميتاً، ميتٌ بالنسبة لك وبالنسبة للجميع، ولم يجدر بي أن تعيش طوال حياتك بوصمة عارٍ تلاحقك "

هز آدم رأسه بعصبية وصرخ به مجدداً : لاا.
ضرب على صدره بقبضة يده بعنف وصرخ : -أقسم بالله أنك أحرقت حياااتي بظنونك، وحتى لو كنت سجيناً، مسافرا ً، هارباً من العدالة ..... سفاح ، أهون علي من أن تكون ميتاً، أتدرك شناعة هذه الكلمة ! أتدرك لوعة قلبي طيلة سنوات بسبب أنانية تفكيرك !؟ .
قبض عابد على ساعد آدم بقوة وقال مشدداً على حروفه : لن أدرك حتماً، لأن لكل منا أوجاعه وآلامه الخاصة .

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن