ما هي إلا ثوان معدودات حتى أدركت نور أن كريم قد أطيح على الأرض يصرخ معتصراً معدته بألم بعدما تلقى لكمة عنيفة من آدم الذي ظهر من العدم !
برزت عروق عنقه يكاد ينفجر من الغيظ، حدق فيها بنظرات مشتعلة كفيلة بسحقها وانتظرت صفعة منه فأغمضت عيناها بخوف وهي تتراجع خطوتين إلى الوراء، لكنها بعدما سمعت صوت ارتجاج باب السيارة لمحته يبتعد وهو يحمل عسل النائمة بين ذراعيه، كان يرتدي بنطالاً رياضة وقميصاً قطنيا أسود يبرز عضلات جسده وقدميه تضربان الأرض بعنف وكأنه سيسحق تراب الأرض تحت قدميه .حدقت في كريم بذهول وما كادت تمد له يد العون حتى وقف بقفزة واحدة ليلحق في آدم لكنها اندفعت ناحيته راجية : لا...لا يا كريم ارجوك لا نريد فضائح أرجوك ...يبدو أن ليس بوعيه .
بالكاد خلع عينيه عن الباب المفتوح الذي اختفى فيه آدم وأعاد نظراته إليها بوجوم: هل تأذيت..
هزت راسها نفيا فأمسك بكفيها مجدداً واعتصرهما بقبضتيه: ادخلي المنزل أما أنا فلي حديث طويل مع ذلك الصبي...ما مشكلته معك!! انطقي أيوجد شيء بينكما!
-كريم لست أنقصك ....لا يعقل !
زفر كاظما غيظه وأردف :آسف..ادخلي ادخلي.
وفي الداخل قابلت عبير آدم حين فتحت له الباب
- أهلا آدم ،آه وصل الأولاد
فهز رأسه يحييها باقتضاب واتجه ناحية غرفة عسل ليمددها على السرير ويدثرها بلحافها ثم خرج من الغرفة ليرى نور في آخر الرواق..قد وصلت لتوها... كادت أن تنطق لكنه تجاهلها وعينيه تقذفان لهيبا سيحرقها لا محالة. وأكمل خطواته العنيفة صاعداً إلى شقته .دلفت نور إلى غرفتها لتندس على سريرها فورًا ذارفة دموعها قهراً لدمار نهاية ليلتها بهذا الشكل المريع تتسائل بعقل لم يستوعب بعد مشاعر آدم وكريم تجاهها : ما هذا المجنون ! مابه ؟
أطلقت زفيرًا حادا لتغطي وجهها بلحافها محاولة تجاهل آخر عشر دقائق لتنعم ببعض الراحة فغدا لديها يوم دراسة طويل .
أو ربما لتناسي هذا اليوم بأكمله!
كان آدم يدور في شقته بنيران تكاد تحرقه غيظاً، ود لو أنه ينزل حالاً ليضرب نور التي سمحت لكريم بتقبيل كفها بهذه الطريقة، بل تمنى بهذه اللحظة أن يفجرهما سوياً ! لكن ما فعله معها صباحاً قد رد عليه أضعافاً خلال ساعات قليلة ! ماهي إلا دقائق قليلة حتى طرق بابه بعنف تقدم وفتح الباب ليفاجئ بكريم فصاح حانقا ً:
- وقاحتك تخولك طرق بابي
كانت عينا كريم محتقنتان بغضب لم يتفوه بحرف بل دفع آدم بعنف على صدره بكلتا يديه ليرتد إلى الوراء وأعقبها يلكمة على فكه، احتقن وجه آدم وهو يتلمس موضع اللكمة لكن كريم لم يعطه حتى فرصة الرد فانهال عليه لكمات متتاليةٍ جراء إتقانه رياضة الملاكمة فهو يعرف جيداً أين يوجه لكماته، ترنح آدم من الألم وكريم يزئر كالوحوش مهدداً بعدما تمسك بتلابيبه :
- اسمعني أيها العلقة لا تظن بأنك ستخاف على ابنة عمي أكثر مني، من اليوم ولبضعة أشهر إياك حتى ولو لمجرد تفكير أن تتدخل بها، أو بأي شيء يخصها .... كلامي واضح، لقد اكتفيت منك.
أنت تقرأ
جنوني بعينيكِ انتحار
Romanceقد تخلو الزجاجة من العطر..لكن الرائحة ستبقى عالقة فيها...كما الذكريات تماماً قد يخلو القلب من الحب, لكن آلام تلك الذكرى التي تسيطر على القلب ستبقى....فلذكرياتنا رائحةٌ تعبق بالقلب ولا تزول. قد تعتقدون أنها مجرد قصة حب جامحة تنتهي بالنهاية الحتمية حي...