❤((21 ))❤

1.9K 117 19
                                    

لم يستطع مراد صبراً لأكثر من ثلاث ساعات وهو يعيد بذاكرته أحداث ما جرى، شعر بوخز عميق داخل صدره وضميره على نهرها بتلك الطريقة الفظة ، اتصل بها لعدة مرات لكنها لم تجبه بل اكتفت بتجاهل اتصالاته أحياناً وبقطع الاتصال أحيانا أخرى بطريقة استفزته فلم يعتد سابقاً على تجاهله بهذا الشكل من أنثى ! ، أرسل لها بعد أن نفذ صبره من عنادها رسالة : أنا في طريقي إليكِ ، ليس مراد من تتجاهلينه يا وقحة "
ثم قال لراغب وهو يستقل السيارة : انطلق إلى منزل جمانة وبسرعة "

كانت جمانة تدور داخل منزلها كاللبوة وهي تفكر بطريقة تستفزه بها فقد أغضبها ذلك الأحمق اليوم بشدة ، تمتمت بحنق قبل أن تخرج من منزلها : -أقسم ان أجعلك تبيت ليلتك بقسم الشرطة "

وما كادت تندفع لتغيير  ألبستها حتى رن جرس الباب فتحت الباب ظنا منها أنها زوجة مسعود فصرخت وقد فوجئت به يقف أمامها كالمارد..

تنبهت لما ترتديه ...وفي نظرة واحدة التهمها مراد بعينين متسعتين فما كادت تغلق الباب بوجهه حتى اندفع وأغلق الباب واستند عليه، تراجعت إلى الوراء بذعر من نظراته التي ارتكزت عليها ..كانت ترتدي كنزة لأحد الأندية الرياضية وصلت لما قبل ركبتيها بقليل ..حجمها الضئيل يتنافيان مع شراستها .....
-اخرج أيها الأحمق من تظن نفسك لاقتحام منزلي بهذا الشكل ..
-يجب أن نتحدث"
تجاهلها وارتمى على الأريكة قائلاً  بعنجهية:..
-حلوة كالعسل....
اعتصرت قبضتي يديها كيلا تفلتهما على وجهه المستفز فأردف : قهوتي.
اندفعت إلى المطبخ تعارك لإعداد القهوة ..أنا مراد فجال بعينيه محتويات الصالون ...منزل متهالك فوضوي كشخصية من تقطنه حدق بقطعة ثياب مرمية على الأرض...فأمسك ما بين عينيه باسما بيأس...إنها كارثية، حياتها كارثية...وجمالها كارثيا!
شعرها القصير الأسود ...عيناها السوداوان الواسعتان كارثيتان!
نهض بحذر ناحية المطبخ يراقبها وهي تحرك القهوة على الموقد بشرود وغضب ظاهر ..
- هل هذا هو السيناريو الذي يتكرر كل مرة تعملين فيها؟
انتفضت على صوته لكنها جاهدت للتحكم في اعصابها واستدارت ناحيته وهو يقترب مع كل كلمة تنطقها: لأنه...وفي كل عمل يخرج شاب أحمق غير محترم ...ولا أخلاقي..يتحرش بنظرة..بلفظ أو يتواقح.
همس بشرود فيها:  تظنين نفسك قوية لكنك ضعيفة جداً،  ما تزالين صغيرة  على مجابهة العالم الشرس خارجا "
قالت بغيظ: تلك الصغيرة التي تتحدث عنها عانت ما لا تستطيع أنت كرجل أن تتحمله "
تلك الصغيرة جابهت قذارة الرجال خارجًا واستطاعت أن تحمي نفسها منهم طوال سنوات ،  دائما ما اطرد من العمل لكن لا يهمني ما دمت على صواب...أخسر ألف عمل ولا أخسر كرامتي.
ابتسم لا إراديا وهو يهمس: كرامتك محفوظة..ماعاش من يهينك..أحرقه حيا.
اقترب منها أكثر ومد ذراعه بجانبها وأطفئ الموقد هامسا: القهوة كادت أن تنسكب "
فأجفلت من اقترابه الشديد لكنها تمالكت نفسها سريعا حينما ابتعد وعاد أدراجه ناحية الصالون فصبت القهوة في فنجانين وتقدمت منه فقال وهو يتناول الفنجانين من الصينية بذات الوقت ووضعهما على الطاولة  :
- من أين اكتسبت هذه التناحة و القوة بالله عليك!
وضعت الصينية الفارغة جانباً واجابت بجمود؛- لم أكتسبها سوى من مجابهتي لك ولأمثالك من الوحوش البشرية .

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن