دلفت نور إلى المنزل وقد تعالت وتيرة نبضات قلبها بعد عرض كريم المفاجئ بالزواج منها، لم تتوقع أن تؤول الأمور إلى هذا النحو...لم تنكر أنها استمتعت إلى حد ما باعترافاته سابقاً وبلهفته عليها ومساعدته بل واستغلتها على قدر استطاعتها...نوع من غرور أنثوي كونها مدللة العائلة، محاطة منذ صغرها بمن يقومون بتدليلها ومسنادتها ...
تواجهت مع والدتها في الصالة فألقت السلام بعجالة لتهرب لكن عبير نادتها ...
-توقفي...ما الذي جرى.
تمهلت واستدارت ناحية والدتها واجابتها بتوتر: -لقد...أظن أنني أجبت على معظم الأسئلة .
كتفت عبير ساعديها وأكملت: وبعد....مع كريم ما الذي جرى.. أين جلستما وبماذا حدثك؟
امتقع وجهها وهمهمت باضطراب:لا..لاشيء أوصلني إلى هنا فقط .
-نور!
هتفت فيها عبير وهي ترفع حاجبيها فهزت نور راسها برفض :
-انا..أنا متعبة واحتاج إلى الراحة أرجوك .
و هرعت من فورها ناحية غرفتها لتستلقي على السرير أغمضت عينيها باستسلام فهي حتى لا تقوى على التفكير بما قاله لها، هي سعيدة اليوم فقط لانتهاء فحوصات الثانوية ولاقتراب موعد زواج مراد واليسا ، تذكرتها فنهضت من على السرير فجأة واتصلت بها لتطلب منها الحضور..ربما كانت اليسا لا تفهم بهذه المواضيع وحتى لو أخبرتها نور عن حقيقة مشاعرها والتي حتى هي لا تعرف ماهي ..
اليسا لن تستوعب...حين يتعلق الأمر بالحب والزواج تصبح اليسا مبرمجة على أقوال مراد التي زرعها بداخها..
لبت اليسا الدعوة فعلاً و انشغلت الفتاتان بالثرثرة كعادتهما بالتجهيزات للحفل ...بعد صمت قصير أخبرتها عما قاله كريم، لتصفر اليسا بمرح وتجيب :
-اه جميل جداااا ، ما الذي فعلته انت ؟
زفرت نور وقلت بضيق : لا شيء ...طلبت منه أن ان يقلني الى المنزل .
عقدت اليسا حاجبيها وتسائلت : نعم !!! ألست سعيدة ؟ ما قرارك بشأنه هل ستوافقين ! إنه شاب رائع ...وسيم وقوي و...
ضحك نور وهي تشوح بيدها على حماس اليسا:
-لا لم أفعل اهدئي قليلاً... انا مرتبكة، ما زلت صغيرة ًعلى الزواج ...أريد أن أعيش حياتي لحظة بلحظة ،الدراسة ..الجامعة .. العمل ثم الحب والزواج ومسؤولياته
قهقهت اليسا وقالت بمرح : اه ما زلت صغيرة فعلاً على الزواج .
ضربتها نور على كتفها بانزعاج :
-اخرسي اليسا، انت حمقاء ذاتاً ولا أريد أن اتورط بالمسؤوليات من الآن كما فعلت انتِ..الزواج بحد ذاته ورطة...فما بالك بمن ستتزوج بمراد!
دارت عينا اليسا للطرف المقابل وابتسامة شاحبة ارتسمت على ثغرها ..-ماما تقول أنه وقت مثالي للزواج وهو زوج لا يعوض....ومراد يقول أنني لم أعد صغيرة إذن ما من مشكلة .
عقدت نور حاجبيها وحدقت فيها بتمعن: وأنت...ماذا تقولين ...اكيدة بأنك لن تظلي تنجرين دائما لأقوال الماما ومراد ...أين شخصيتك أنت ..حاولي البحث عنها وسط هذه الفوضى اليسا ..انت فعلا لم تعودي صغيرة لكن ليس على الزواج بل على أن تكون لك شخصية مستقلة واعية ومدركة بأن حياتك لا يجب أن تسير على أفكار وتعليمات الآخرين .
انكست اليسا برأسها تبحث عن قرار واحد اتخذته هي ...من تلقاء نفسها..عدا العابها او ارتداء الفساتين التي تحبها..لكن حتى الفساتين كانت بأحيان كثيرة تقيدها آراء والدتها ثم مراد .
أنت تقرأ
جنوني بعينيكِ انتحار
Romanceقد تخلو الزجاجة من العطر..لكن الرائحة ستبقى عالقة فيها...كما الذكريات تماماً قد يخلو القلب من الحب, لكن آلام تلك الذكرى التي تسيطر على القلب ستبقى....فلذكرياتنا رائحةٌ تعبق بالقلب ولا تزول. قد تعتقدون أنها مجرد قصة حب جامحة تنتهي بالنهاية الحتمية حي...