❤((42))❤

1.9K 95 22
                                    

وأعلن الغروب عن انتهاء نهارٍ جديد، تخللت خيوط الليل لتمتزج بنفحات الشمس البرتقالية المتوارية في الأفق، وختمت حكاية النهار ليلج الليل بسكونه ... عبرت السيارة بوابة الفيلا الحديدية وتوقفت أمام المبنى لتترجل منها جمانة ويتبعها مراد بخفة،

لاحت منه اتفاتةٌ ناحية إليسا الشاردة ليتوجه ناحيتها بهدوء بينما القت عليهما جمانة نظرةً عابرةً ودلفت إلى الداخل ...اقترب مراد من زوجته بهدوء ليربت على كتفيها بحنو ثم يقبل رأسها برقة: بمَ أنتِ شاردة؟
قالها وسحب كرسياً ليجلس بجانبها لتتبسم له :
لا شيء محدد " أحنت رأسها للأسفل وهي تتلمس بطنها وقالت بخفوت : خائفة "
ضيق ما بين حاجبيه متسائلاً : والسبب!

أطلقت تنهيدةً عميقة وهي تتطلع بعينيه : مراد.. صمتت قليلاً قبل أن تقول مجدداً : أنت تغيرت جداً في الآونة الأخيرة، لم أعد أفهم مابك، دائم الشرود والتفكير، أصبحت سريع الغضب، أنا خائفةٌ من المستقبل، ومن هذا الطفل الذي لا أعرف كيف سأهتم به وأرعاه "
أطرقت رأسها أرضاً لتنهمر دموعها مردفةً وهي تمسح دموعها بطفولية: خائفةٌ من عدم إكمالي لدراستي ومنك ومن عدم اهتمامك بي "

ابتلع غصةً بحلقه وانحنى تجاهها أكثر ليحتويها بذراعيه وقد سحقته كلماتها والتي هي فعلا محقةٌ فيها : أنا ... أنا لم أعد من أولوياتك دائم الانشغال عني لم تعد تجالسني لنتحدث.لم تعد تصطحبني خارجاً كما كنت تفعل سابقاً أشعر بالوحدة الشديدة وبالألم "

مسح على شعرها بكفه ثم قبل جبهتها قبلةً طويلة وقال بخفوت :الحياة في بعض الأحيان تجبرنا على سلك طرقٍ لم نحسب لها حساباً.. لا تعرفين مقدار الألم الذي أعاني منه "
أغمض عينيه بينما يعترف لها وقلبه قد تعاظمت حدة نبضاته، ابتعدت عنه قليلاً لتقول ببراءة : أنت لا تحكي لي ما يؤلمك ؟ سأتفهم ما تمر به، أخبرني فقط لا تتركني وكأنني هامشٌ في حياتك"

أخذ نفساً عميقاً وهو يمرر بأصابعه على خصلات شعرها : أنا فعلاً وبهذه اللحظة لا أعرف مابي" قالها بتهكمٍ وهو ينظر شارداً ناحية السماء، لست الوحيدة الخائفة يا إليسا أنا كذلك خائف"

تعالت ضحكات جمانة ونور وعسل وهي تسحبها من ساعدها لتجلس على الأرجوحة.ط
-هيا ادفعيها لأطير عالياً" قالتها عسل وهي تقهقه بفرحٍ بينما صارت جمانة تدفعها لتتحرك الأرجوحة، شرد بها وقال وهو يقرب إليسا أكثر إلى جسده ليحوط خاصرتها بذراعه :خائفٌ من المستقبل وما يحمل من مفاجآت"
وبالكاد انتشل عينيه عن جمانة ليحدق بالبراءة المطلة من عيني إليسا التي تقتله بهذه بنظرات اللون...شعر بهذه اللحظة أنها تعرف...تعرف مشاعره لابنة خالته لكنها تريد منه أن يفصح ويعترف، رفع كفه الثانية ليحتضن وجهها قائلاً بخوفٍ جليٍ ظهر من خلال حروفه المهزوزة : لا تكفي عن حبي رجاءً , ما أريده فقط هو أن أعود في كل مرةٍ إليكِ، لربما أستلف القليل من هذه البراءة التي تحييني دائماً "

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن