كلمة الختام ..

2.2K 87 41
                                    



وانتهت رحلتنا ... بين سطور هذه الرواية التي أثرت بي أثناء كتابتها, لربما لتعدد المشاعر المتداخلة التي تداخلت بين شخصياتها, بين حبٍ وغيرةٍ وكرهٍ وأنانية..

بين ماضٍ وحاضرٍ ومستقبل, لأول مرةٍ أنهي روايةٍ بهذه السرعة لكن الأفكار كانت تتدفق بسرعةٍ بحيث أجلس بالساعات وأنا أكتب بشخصياتها وأحداثها المتباعدة والمتداخلة بذات الوقت ...

عابد ورغد ....وبداية الألم التي انتهت بحبٍ جارفٍ أبعده عن ماضيه الأسود, حبٍ عن طفلين صغيرين ظن بأنهما سيستقران بحياةٍ هانئة بعيداً عن الماضي , أبعده حبه فعلاً عن ماضيه ليلقيه بواقعٍ أشد وحشيةٍ وقسوة حينما تعرض للغدر من أقرب الناس إليه , عمه الذي دمر مستقبل ابن أخيه في سبيل تحقيق انتقامه..

فما بين قتلٍ واعتقالٍ وتشريد لطفلين فصلهما الواقع بكل وحشيةٍ.... سنتوقف للحظاتٍ لنأخذ نفساً عميقاً قبل أن نستكمل الطرق الذي امتلئ بالأشواك...جمانة االرضيعة التي اختطفت وتم بيعها من قبل مديرة الميتم طمعاً بحفنةٍ من النقود...ادم الذي احتضنته خالته بكل حبٍ لكن حبها لن يضاهي شعوره باليتم بعيداً عن عائلته ..

عابد ... ذلك الرجل الذي تلقى العذاب أضعافاً عن غيره بهذه الرواية, عشرون عاماً مرت عليه ليضحي وحيداً... قسمت ظهره قسوة الحياة ولاكت أوجاعه بكل جشع وعندما استسلم لواقعه الأليم ..انبثق الأمل من جديد... فالدنيا كدائرةٍ كبيرةٍ تدور ...

كثيرٌ منكم تسائل عن شخصية إليسا .. الصغيرة التي لم تشعر بخيانة مراد ...وحتى حينما علمت في وقتٍ من الأوقات بها تعاملت بسلبية وسذاجة قاصر لم تعرف معنى الحياة بعد.. خسرت إليسا لربما برائتها, تعليمها حينما تزوجت برجلٍ يكبرها بأكثر من خمسة عشر عاماً...لكن هي حالةٌ كآلاف غيرها ممن تتزوج بهذه الطريقة ! لكنها في النهاية استطاعت رسم مستقبلٍ أفضل لنفسها

, ومراد ....على الرغم من محبته لزوجته الصغيرة إلا أنه صورةً عن الرجل العابث , من لا تشبعه امرأةٌ واحدة .... من كان هذا منهج حياته واعتاده لن يبتعد عن ضلاله ...لربما تعلق بجمانة لأنها الوحيدة التي لم تعطه المجال ليتمادى بتصرفاته معها ... أحبها لأن نهاية ضلاله وعبثه بالنساء كانت على يد تلك الجنية التي أذاقته ولأول مرة معنى الحب و الألم الحقيقي الذي كان يذيقها لغيرها بأنانيته ..

وكريم ... من خسر مرة حبه الأول ... وارتأى للابتعاد عن حبه الثاني في سبيل اسعاد صديق طفولته وابن عمه , لربما كان على خطأ في تصرفه لكنه بالنهاية التمس الحب الحقيق, الحب الذي أعاد التوازن لروحه وقلبه .

في أرض الواقع كثيراً ما نتعرض لمواقفٍ متشابهة, لن تقف الدنيا بك عندما تبعدك الدنيا عن أحبابك ... لن يتوقف الزمان عندما تنفصل عن شخصٍ اعتقدته محور الكون...لأن الكون لا يقف على محورٍ واحد ..الحياة ستسير ... بأفراحنا, بأحزاننا, بآلامنا ... سنستكمل الطريق وحتى عندما يتوقف بنا قطار الزمن بمحطاتٍ لم نحسب حساباً لها, لا بد وأن ينطلق القطار من جديد نحو مستقبل أفضل..

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

بالنهاية ... لا تبخلوا علي بآرائكم حول هذه الرواية لأنها طبعاً تعني لي الكثير..

وإلى أن نلتقي بعملٍ جديد....استودعكم الله

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن