❤((39))❤

1.8K 113 19
                                    

- كيمو كيمو كيمووووو
ليست تلك صفارة سيارة إزعاج بل قنبلة إزعاج اندفعت مقتحمة غرفة كريم الذي انتفض من على فراشه بسبب صوتها المزعج ..
فتح عيناه بغيظ وضرب مؤخرة رأسه بتاج السرير وهو يعطيها ابتسامة مثلجة تنم عن انزعاجه:
-كفى كسلا..هيا انهض يا ابن خالتي الجميل "
رمي اللحاف بنزق وهو يشتم جيرين: والله..والله لم أرى أوقح منك حتى ببلاد الصين..ألا تقدرين كوني رجل أعزب حتى تقتحمين غرفتي بهذا الشكل!
أطلقت جيرين زفرة على تزمته الغريب! ثم هتفت فيه باسمة وهي تقرص وجنتيه الحليقتين: أنت أخي يا أحمق..
- نعم ...لذلك والدتك تصر على زواجنا! اعتقيني منذ الصباح ...هل حضرت والدتك برفقتك!
- جلست على السرير أمامه وهزت رأسها نافية: شعرت بالملل فحجزت على أول طائرة وحضرت ..وأشك أن نازلي هانم الآن تستشيط غضبا.
مسح وجهه بكلتا يديه ثم تمتم بنزق: أنت مصيبة..هيا انهضي وانقلعي من غرفتي...
كانت رهف واقفة على عتبة الباب تضحك من سخافة أفعال جيرين والتي حضرت لتوها من اسطنبول ...فحدق فيها كريم بانزعاج وكلمها بالعربية: خذيها من هنا ..الآن.
- والله يا أخي لو استطعت انت إخراجها فلا تنتظر.
قلبت جيرين نظراتها المغتاظة بينهما: هالله هالله! تتكلمان بالعربية حتماً عني أيها الوغدان!
ضحك كريم وهو ينهض من على السرير قائلاً بطلاقة باللغة التركية : ماشاءالله فهيمة مع مرتبة الشرف نعم طلبت منها أن تطردك من غرفتي..هيا إلى الخارج سأوافيكما لاحقا .
اومأت جيرين وقالت بحدة: وستخبرني كل شيء.
-كل شيء عن أي شيء !؟
فهمس جيرين : عن السندريلا الهاربة.
تطلع كريم بشقيقته رهف مهدداً : فأدارته جيرين ناحيها : هيي قبطان حديثك معي..أنا من اجبرتها على أن تحكي لي آخر تطوراتك....لكن فعلاً.. فعلاً برافو! من تسبيلة عين واحدة من ابنة خالة ابن عمك وقعت في غرامها وشطبت نور ..
-جيرين!! إلى الخارج يا مختلة "

*****
داس مراد بقدمه بعنفٍ على السيجار السابع واتكئ بمرفقيه على السور الحجري وهو يميل برأسه لأسفل...لمن سيحكي عما يلم بقلبه هو يشعر باختناقٍ فعلي ! من سيخبر عن مشاعره الغبية الغير مفهومة !! قهقه بغضبٍ وعاد يتمتم: لآدم مثلاً! لشقيقها سأحكي له أم لعابد !! أو ربما لكريم الذي يحاول أن يشفى من مشاعره تجاه نور من خلالها!! سحقاً"

ضرب بقبضته السور الحجري ثم اتجه ناحية الغرفة التي على السطح دفع الباب بعنفٍ وخطى داخلها ليرتمي على الأريكة واضعاً ساعده على جبهته داعبت أفكاره إليسا...بات يشعر بتأنيب الضمير تجاهها يشعر بالقرف من نفسه ولأول مرة على تصرفاته الماضية،على خيانته وضلاله، أخذ نفساً عميقا وأطلقه بينما يغمض عينيه لكنه فعلياً لم يخنها بعد الزواج !.

بعد العشاء وقبيل انتصاف الليل ووسط ضحكاتكم وأحاديثهم بقليل استدار عابد تجاه رضوان قائلاً بوقار:
-أظن أن الوقت قد حان يا رضوان لنستكمل أفراحنا"
تطلع فيه رضوان بعدم فهم بينما تبسمت عبير وقد فهمت علام يلمح عابد بحديثه،فالموضوع أضحى واضح جداً ...وهي كأم تدرك جيداً مشاعر آدم...وانقلاب حاله حينما تكون نور موجودة، أردف عابد بعد برهة:
-ومن الآخر...يشرفنا أن نطلب نور على سنة الله ورسوله ..فطبعاً الجميع باتَ ملاحظاً أن المسكين غارقٌ حتى النخاع "
احتقن وجه نور وتعاقبت ألوان الطيف لتقبض على فستانها بارتباك بينما انفرج حاجبا رضوان دهشةً وكتمت عبير وإليسا ضحكتيهما..

جنوني بعينيكِ انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن