خلع آدم بذلته ليستبدلها ببنطال منامته وارتمى على السرير، ما زال فكره مشغولاً بتلك الفتاة التي اصتدم بها ولخبطت أفكاره، من هي ؟ ومن تكون ؟ تشبهها جداً.. نهض من على السرير وهرول درجات السلم وطرق الباب، كان الوقت متأخرًا لكنه يريد الاستفسار، رأسه سينفجر فتحت له عبير الباب واستغربت نزوله بهذا الوقت المتأخر ..
-آسف لأني حضرت الآن لكن ...
- لا حبيبي تفضل بالدخول .لاحظت الارتباك الذي تملك تقاسيم وجهه ، جلس على الأريكة وجلست قبالته فتسائل من فوره : هل لاحظت شيئاً غريباً اليوم في الحفل ؟
هزت رأسها وقالت بعدم فهم : مثل ماذا ؟ .
تنحنح مجدداً وسأل : أحضري صور والدتي رجاءً .
-الآن ؟ حدثته بصدمة فاومئ لها مؤكداً : نعم بعد إذنك ، الآن .
قامت عبير باستغراب لتجلب له صور والدته وعادت بعد دقائق وهي تحمل بيدها ألبوم الصور ، تناوله منها وصار يقلب بالصور وتوقفت عيناه عند صورة لوالدته وقد كانت بالعشرين تقريباً من عمرها دمعت عيناه وتبسم وهو يمرر بيده على الصورة ثم قال : ما أجملها .تنهدت عبير وجلست بجانبه وصارت تمسح على شعره بحنو : لما تذكرتها اليوم ؟ ما بك .
أمال برأسه على كتفها قائلاً : وهل نسيتها لحظة واحدة !"
ثم اردف بعد فترة : إحدى المدعوات كانت تشبهها جدًا " العينين الرائعتين ، الفم .
تبسم مردفاً : حسبتها تشكلت أمامي من جديد ! "
نهض آدم فجأة وهو يضع يديه بجيب بنطاله ثم قال بابتسامة باهتة: آسف خالتي، صدعت رأسك بثرثرتي "أجابته عبير وهي تسير خلفه وهو يتجه إلى الباب محتضنا الألبوم ...
- نم جيدا يا آدم ولا تفكر بشيء الآن اتفقنا
أومئ لها ثم استدار وقبل جبهتها وصعد إلى شقته ، قال رضوان من خلفها بوجوم : لن ينسى الماضي، سأخبره بكل شيء قبل أن تتعقد الأمور "توجه إلى شرفته، أشعل لفافة سجائر وشرع بتدخينها وهو يتأمل نجوم السماء ، هو كان لا يدخن إلا قليلاً جداً ، فلربما تشغله تلك اللفافة عن حزنه ، تلهيه ولو لدقيقة او اثنتين عن غضبه ! ولو أنه إلهاء كاذب، ولربما يشعر حينها بأن هنالك شيء يحترق لأجله فقط ! او تتشارك اللفافة وصدره بالاحتراق ! .
عاد بذاكرته إلى سنوات طوال ....
كان جالساً على حجر خالته عبير شعر بيديها تحاوطان جسده الصغير وهما يتشاركان بالنظر إلى نجمتين لامعتين السماء، قال لها : أين هما الآن ؟لتقول عبير وهي تشير للنجوم : والدك ووالدتك أصبحا نجمتين ساطعتين في السماء، يراقبانك دائماً ، تحدث معهما كل يوم إن رغبت ..في حزنك وفرحك سيستمعان إليك .
وأختي؟
غسقت عينا عبير بقلب محترق: واختك...اختك أكبر وأجمل نجمة في السماء.
بعقله الصغير أجاب : وأنا أريد أيضاً ان أصبح نجمة في السماء معهم لناذا تركوني ورحلوا؟ .
أحتضنته عبير بشكل أكبر ودموعها تتساقط على شعره وسارت تتمتم : لييعد الله الشر والأذى عنك يا صغيري .ختم ذكرياته بابتسامة ناحية النجوم ، لربما كبر آدم على حديث خالته بأن والديه وشقيقته نجوم في السماء، لكننا على أي حال غالباً ما نتعلق بالأكاذيب التي تسعد أرواحنا وحتى ولو كانت غير منطقية..
أمال براسه إلى الناحية اليمنى السفلية من الفيلا ليتطلع إلى غرفة نور التي ما تزال أنوارها مضاءة .
أخرج هاتفه المحمول وخط رسالة لها من أربعة حروف فقط ولأول مرة بحياته !
-(( أحبك )) لتقرأ الآن الرسالة بصدر مضطرب.. وبذات اللحظة ...بنفس التوقيت رهن هاتفها وهي ما تزال تتأمل رسالة آدم طال رنين الهاتف...طال واستمر فأجابته بتردد :- أهلاً كريم.
أنت تقرأ
جنوني بعينيكِ انتحار
Romanceقد تخلو الزجاجة من العطر..لكن الرائحة ستبقى عالقة فيها...كما الذكريات تماماً قد يخلو القلب من الحب, لكن آلام تلك الذكرى التي تسيطر على القلب ستبقى....فلذكرياتنا رائحةٌ تعبق بالقلب ولا تزول. قد تعتقدون أنها مجرد قصة حب جامحة تنتهي بالنهاية الحتمية حي...