البارت الأول

8.6K 239 14
                                    


#حكاية شهرزاد

الكاتبة فاطمة عادل

عام ١٩٩٣

صرخت الصرخة الاولى في الدنيا لا أتذكر اي شئ من السنين المرت ولا تبقى بذاكرتي سوى موقف واحد حين بدأ عقلي يميز ويكبر ومااذكر سوى لقطات من الموقف

سنة ١٩٩٧
صراخي بشكل مرعب والمنزل يوجد فيه الكثير من الناس وأصوات الصراخ تتعالى وعانقت أبي بشدة وبابا منهار من البكاء وأنا أصرخ بكلمة واحدة فقط ( اريد ماما )
وشكل صندوق خشب يطوف حول المنزل مرفوع من الاطراف ع اكتاف اشخاص لا اعرفهم ولا اميز ماهم سوى بكائهم الذي استعجبني الامر بأن الرجال يبكون وهذه الخصلة بابا يقول لي عند النساء فقط

اني شهرزاد ماما تحب هذا الأسم وسمتني بي بس هواية ناس يقلدون ع أسمي وكمت أضوج منة
امي ماتت واني عمري اربع سنوات عندي تلث أخوان

عايشين بالبيت اني وأخ واحد فقط وبابا وبيبي وجدو أهل بابا
بابا لديه أخ واحد فقط يسكن في بيت كبير وحلو جدا وأمكانيتة عالية وبيوم من الأيام خسر التجارة وباع كل أملاكة لتسديد الديون وبقي لا ملجأ لهم ولا مأوى أتى الى بيت جدو و عاشو معنا لديه بنت واحدة اسمها نرجس

بابا يشتغل بالعقارات وية جدو والحمد لله
وماما عندها تلث خوات وأخوان أثنين بس عايشين بالخارج ومشايفيهم ابد

أني صحيح فقدت ماما بس بابا صار كل شي بحياتي معوضني عن حنان الام والاب و أخواني يدللهم بس مو مثلي

بعد وفاة ماما أخوية أكبر مني يعرف يعتمد ع نفسة أما أخواني الأصغر مني توئم ماما ماتت بعد ولادتهم بسنة
لان صار بيها مرض وحاول بابا يوديها للأطباء للمستشفيات وجان كلمة وحدة جوابهم الله يتولاها وفعلا المرض يمشي بيها وبابا ميكدر يسوي شي غير ينطيها المسكنات لحد مفد يوم فعلا الله تولاها وراحت يم البارئ

أخواني الاصغر مني أخذتهم مرة أقارب بابا عمرها ٤٥ سنة متزوجة وميصير عندها اطفال وفعلا معتنية بيهم وداريهم بأحسن حال وبابا ياخذنة اني وأخوية نشوفهم ونرجع

سنة ١٩٩٩

بابا لازم ايدي والجنطة ع ظهري ولابسة الملابس الجديدة الصدرية الكبس والجنطة الحمرة والظفيرة والشريط الابيض والجواريب الكراكش
وأكمز من الفرح لان كبرت ورح اداوم مدرسة
وصلني بابا للمدرسة وراح
دخلت واني ضايجة لان بابا راح وبدت الدموع تنزل من عيني بس ماأخلي أحد يشوفها وأكو كم طالبة تبجي المعلمة لعبتنة لعبة يكومون كل طالبتين يكتبون بالطباشر ع السبورة وكلنة فرحنة بهاي اللعبة وبدت حياتي بالمدرسة
أني شاطرة وذكية و بابا يدرسني يومية ومن ارجع أني وأخوية عامر من المدرسة يصعدنة للغرفة مالتنة وميقبل ننزل الة وقت الأكل

بيبي وجدو مرات يصيحونة وننزل نكعد وياهم بس مرت عمي تخليلي كرسي وأوكف ع السنك و أغسل المواعين ومن يجي بابا تكولي عوفيها وروحي كعدي

حكاية شهرزاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن