ركنتُ سيارتِي جانباً وخرجتْ لأترّجل لمقرّ عملِي، مقهى تسعٌ وأربعُون المُتواضِع والمُمتلِئة أرفُفه الخشبيّة بالكُتب القديمة والحديّثة..
دخلتْ وإرتديتُ زيَّ العمل، لأبدأ بأخذ طلباتِ الزبائِن وأُعطيها لآماندا فتبدأ بدورها إعداد طلباتهم لأُوصلها لهُم مُجدداً..جلستُ فوق المقعد حيّنما إنتهِيت من أخذ طلبات الزبائِن وأخفضتُ رأسِي مُفكرةً بحلّ واجبِي الآن بما أننيّ لا أملكُ شيئاً لأفعله..
إللتقطتُ إحدى أوراقِي وبدأتُ أُفكر ببعضِ أبرز الشخصيّات المُضطربّة..
"ماذا تفعلِين؟" سألت آماندا وهيَ تجلسُ بجانبِي.
"أقوم بتدوين بعض أبرز الشخصيّات المُضطربّة، لأُسلمها للأُستاذ ببداية الأسبوع المُقبل" أجبتُها لتومئ وتعبث بهاتفِها بيّنما بدأتُ أنا بكتابة بعضِها..-أولاً: الشخصيّة المُرتابة أو الشكاكة (إساءة الظن بالآخرين)
ومن سماتها، تغلِيب سوء الظنْ والمُبالغة في الحذر..
-ثانياً: الشخصيّة البسِيطة (المُستغلّة)
ومن سماتها، الثقة الزائدة بالناس..
-ثالثاً: الشخصيّة العدوانيّة (المُتسلطّة)
ومن سماتها، عدم مُراعاة حقوق الآخرين..
-رابعاً: الشخصيّة النرجسيّة (التِي تُحب ذاتها)
ومن سماتها، الإعجاب الزائِد بالنفس..
-خامساً: الشخصيّة المُضادّة للمُجتمع (السيكوباثية)
ومن سماتها، المراوّغة والإحتيّال للحصُول على مُرادها وضُعف الضمير وقسوة القلب..دوّنتُ أبرز الشخصيّات المُضطربّة برفقة إحدى سماتهم وإبتسمتُ برضى لكونِي إنتهيّت، هذا يعنِي أننيّ سأكون مُتفرّغة من مهامٍ منزليّة طوال هذا الأسبُوع، وهذا حقاً جيّد..
سمعتُ صوت جرس المقهى مُعلناً دخُول أحدهُم لأنظُر نحوّ الباب وأستقِيم تاركةً ورقتِي وقلمِي جانباً، لأتجّه وأخُذ الطلبْ..
'كعكةُ الموز، قهوّة سوداء' كتبتُ الطلب في كُتيّب المقهى الصغِير وإتجهتُ لآماندا لأنزع الورقة وأُعطيها إيّاها لتُعِد المكتُوب بِها وأوصله للزبون مُجدداً..( ٥:٠٠ م )
تبّقت ساعة على إنتهاء عملِي وبدأ المقهى يُصبح فارغاً تقريباً، حيثُ أن القلِيل هُنا يرتشفُ من كوب قهوتِه ويقرأ كتاباً، حتّى سمعتُ صوت غناءٍ آتٍ من الخارِج فألقيتُ بنظريّ من خلال الواجهة الزُجاجيّة وأنا مُقطبةٌ حاجبايّ بغرابّة، لأرى فتاً يقِفُ خارجاً أمام المقهى ومعهُ قيتارُه، يعزِف ويُغنِي بصوتٍ هادئ، حتّى أن الأشخاص الذين بالمقهى أللقوّا بنظرهم على ذلك الفتى الذيّ لا أستطيعُ أن أرى منهُ شيئاً سِوى ظهرِه، إرتسمَت إبتسامة طفِيفة على ثغريّ لدندنته الهادئِة وشعرتُ بالإنسجام.."صوتهُ عذب" أردفَت آماندا عندما إنتهى الفتى من الغِناء لأنظُر لها وأنا أومئ موافقةً إيّاها الرأيّ "مُريحٌ أيضاً".
"أوّد إللقاء نظرةٍ عن قُرب" قالت وهيَ تستقِيم لتُكمل "هيّا رافقينِي!"
فإستقمتْ ولكن قبل أن نصِل لبابِ المقهى كان قد رحَل بالفعل..
"اللعنّة هذا هوَ حظِي!، ظننتُ أنهُ سيُكمل الغِناء!" قالت آماندا بغضبْ، لأُقهقه بخفّة على ردّة فعلِها وقُلت
"لا بأس، الأهمّ أنهُ جعلنا نحظى بسماعِ صوتٍ مُريحٍ وهادئ"..بعد إنتهاء ساعات عملِي، بدّلتُ ثيابِي وخرجتُ مُتجهةً لسيارتِي لأُدير المُحرك وابدأ بالقيّادة تجّاه البقَّالة لأبتاع الحلوى المُفضلّة لشقيقتِي هِيلدا..
ركنَت سيارتِها ونزلت لتدخُل المنزل مُتجهةً لحُجرة هِيلدا البالغة من العُمر أربعة سنوّات..
"مرحباً هِيلدا" قالت إيڤلِين حيّنما دخلتْ حُجرة هِيلدا، لتراها كعادتِها مُتقوّقعة برُكنية حُجرتها تلعبُ بالدُمى، إقتربَت هِيلدا من إيڤلِين لتُعانقها بخفّة بالرُغم من أنّها لا تُحب العِناق كثيراً ولا التحدُث كثيراً، ولكنّها تُحب إيڤلِين أكثر من أي شيءٍ حولها، كما تفعلُ إيڤلِين..
"أحضرتُ لكِ حلوّاكِ المُفضلّة" قالت لتبتسِم هِيلدا بوسُع وتُصفق بخفّة، ناوّلتها إيڤلِين الحلوى لتلتقطُها هِيلدا وتهمسْ "شُكراً"..
"إنتظرينيّ ريّثما أُبدّل ثيابِي وأُحضّر الطعام لكلِينا، إتفقنا؟"
قالت إيڤلِين لتومئ هِيلدا وتجلسُ فوق سريرها مُحاولةً أن تفتح حلوّاها، راقبتها إيڤلِين تُحاول فتحها ولكنّها لم تستطيع فأخذتها منها قائلةً
"لقد علمتُكِ هذا مُسبقاً وسأُعلمُكِ مُجدداً حتى تُتقنِين!"..
وأخذتْ تفتحُ الحلوّى بِبُطئ حتى تتعلّم هِيلدا، ثُم أعطتها الحلوى وقبّلتْ رأسها وخرجتْ من الحُجرة مُتجهةً لحُجرتِها لتُبدّل ثيابها وتنزل لتبدأ بتحضِير الطعام.."والآن، بعدما تناوّلنا الطعام ستُبدلِين ثيابك لثيّاب النوم لأقرأ لكِ قصّة ماقبل النُوم" قالت إيڤلِين وهيَ تبتسِم لتومئ هِيلدا بسعادّة مُلتقطةً ثياب نومِها المُعتادّة، فهِي تُحبها كثيراً وتغضَب حيّنما لا تجدُها أو لا ترتديّها عِند النوم..
"وعِندها، فازت السُلحُفاة وخسِر الأرنَب!" إنتهَت إيڤلِين من رواية القصّة على هِيلدا التِي نامَت بالفعل، لتُحدّق بِها قليلاً بإبتسامّة طفيّفة وتنهدتْ لتُقبّل رأسها وتستقِيم مُتجهةً لحُجرتِها لتنام هيَ الأُخرى، وفورما وضعتْ رأسها على الوسادّة وأغمضَت عيّنيها،
بدأت أفكارُها تتخبّط بجدران عقلِها..
حديثُ والدتها مُسبقاً عن ماتُريد فعله بهِيلدا كان أول أفكارِها..
__________________
💛💛.
أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Viễn tưởng"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.