17:

1K 85 221
                                    

أغلقَت إيڤلِين باب المنزِل بعدما رحَل هاري وكانت تشعُر بالسعادّة حقاً لما قضتهُ من الوّقت برفقتِه، هوَ فقَط يستطيعُ أن ينتشلُها برفقٍ كُلمّا شعرَت بالغرق وسطَ دوّامة ذهنِها التيّ تُلقِي بِها نحوّ أفكارِها السيّئة..

حملَت أغراضِها لِتصعَد لحُجرتِها مُكملةً كتابة بعضِ الفرُوقات بينَ الحُزنِ والإكتِئاب..

-الحُزن.:
حالةٌ نفسيّة مؤقتة، يختفِي مع مرُورِ الوّقت، يُمكِن لبعضِ الأنشطة الترفِيهية تُساعِد في عبُوره بشكلٍ أكبَر..

-الإكتِئاب.:
أكثرُ حدّة من الحُزن الطبيعِي، يستمِر لفتراتٍ طويّلة أكثر من أسبُوعِين مُتواصلِين، اليأس، الإحبَاط، عدم وجُود دافِع، فُقدان الإهتمام بالأنشِطة التيّ كان يجدُها الفَرد مُمتعة قبلاً، عدم الرغبَة في قضاء بعض الوّقت معَ العائِلة أو الأصدقاء، يعُوق الفَرد عن أداء نشاطاتِه و واجباتِه المُعتادّة..

كتبَت إيڤلِين تِلك المعلُومات مُكتفيّةٌ بِها، ثُم أعادتْ أغراضُها وبدّلت ثيابِها لمنامةٍ مُريحة وإستلقَت على فراشِها مُغمضةً عيّنيها لتنام..

-

صباحاً، بعدما أوصلَت إيڤلِين هِيلدا للمركزّ وإتجّهت لجامعتِها، قضَت يومها كأي يومٍ آخر، أخبرهُم الأُستاذ بأن الرسمات التيّ سيُقدمُونها قد تدخُل بمشاريعهِم ولن يُضطروّا لإعداد مشرُوعٍ كبير لِذا يُفضّل أن يشتركوّا كُلّ إثنان برسمَة وأن يُسلمُوه هذه المُهمّة بداية الأسبُوع المُقبِل..

-

"إيڤلِين.." همسَ ذلِك الصُوت أثناء سيرِها خارِج الجامِعة لتنظُر نحوّه فتجِدهُ آندرو، إبتسمَت لهُ مُنتظرةٍ مايُريد التفوّه بِه..
"منذُ البارحة أردتُ أن أقول لكِ إن كان بإمكانِنا أن نرسُم الرسمَة معاً، أعنِي، تعلمِين أنا أستطيعُ الرسمَ جيداً وسيسُرّنِي إن كنتي برفقتِي" تحدّث وهوَ ينظُر لها..

تعجّبت كثيراً مِمَا قاله، فهيَ وآندرو لا تجمعهُم علاقةً قويّة ليُسمى حتى صديق! إنما فقَط زميلُ صفّها وحسب..
شعرَت أن ذلِك لُطفٌ مِنه ولكن بِماذا ستُخبِر هاري الذيّ يُفترض أن تذهَب لهُ الليّلة ليُساعدها بالرسم كما إتفقّا؟.

"حسناً إذاً، سأرى كيفَ تسيرُ الأمُور وأُخبرُك" قالت بإبتسامةٍ طفِيفة..
"إتفقنا" أردف وذهَب لتسيرُ هيَ أيضاً بتجّاه سيّارتِها ولازالت مُتعجّبة بعضَ الشيّء، تُفكّر لما لمْ يختار إحدى أصدقائِه مثلاً!.

-

"جيّد" تمتمَت هِيلدا بخفُوت وهيَ تنظُر من خِلال زُجاج نافِذة العربَة، لتُقطّب إيڤلِين حاجبيّها بغرابة مِمَا تمتمَت بهِ هِيلدا.

Cafe 49 |H.S| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن