"إنهُ إبنَ المُدير!!" أردفَت أماندا بصدمّة لتومئ إيڤلِين قائلةً
"لم أتوّقع ذلك ولا واحد بالمئة"..
أخذ هاري مجلسهُ المُعتاد لتسِير إيڤلِين بخطوّاتِها نحوّه حتى تأخُذ طلبُه ولكنهُ أوّقفها قبل أن تصِل لهُ قائلاً بإبتسامة طفِيفة
"لا شُكراً، لا أُريد شيّء".
أُومئتْ إيڤلِين وعادت مكانها فلم يبدأ الناس بالمجيّء بعد، حيثُ أنهُ إللتقطَ ذات الكتاب وأكملَ قراءته بيّنما تختلسُ إيڤلِين النظر لهُ بين الحينِ والآخر، هيَ حتى الآن لا تعلم ماسببُ إنجذابها نحوّه تماماً..قليلٌ من الوّقت وقد بدأوا الأشخاص بالتجمُع لتبدأ إيڤلِين بعملِها مُتجاهلةً رغبتها العارِمة بالنظر لهاري و رؤيتهِ مُندمجاً بالقراءة..
حتى دخل رجلٌ مُسن..وكان يمشِي بِبُطئ رفقاً بكُبر سنّه، مُتجهاً لإحدى الطاوّلات، فإستقام هاري وسمحَ لهُ بأن يجلس مكانُه ليشكرهُ الرجُل وإبتسمَ هاري إبتسامةً لطيفة أظهرَت غمازتهُ فإبتسمت إيڤلِين معهُ دون شعورٍ منها..
ثُم أخذ الكتاب وإتجّه لمكتب والده مُكملاً قراءته، لتتجّه إيڤلِين وتأخُذ طلبَ الرجُل المُسنّ..وحيّنما إقتربَ مُوعد إنتهاء عملِها، كانت تجلِسُ على مقعدِها تُفكّر بجامعتِها غداً حتى سمِعَت صوت الجرس مُعلناً دخُول أحدهُم فنظرتْ نحوّ الباب لتجِد المدير، دخلَ مُتجهاً لحُجرته، ليخرُج هاري بعد بعضِ الوّقت من حُجرة والده حيثُ إنتهَت ساعاتُ عملِ إيڤلِين وكانت مُتجهةً للخارِج، توّقفت قليلاً ليخرُج هاري أولاً ولكنّهُ فتحَ الباب وقال "تفضلِي.."
فشعرت هيَ بالخجل وهمستْ "شكراً" ليومئ لها بإبتسامةٍ طفِيفة ثُم خرجت وخرجَ بعدها..أُعجبت إيڤلِين بنُبله، ولطافته مع الرجُل المسنّ، أُعجبت بإبتسامته أيضاً بالرُغم من أنهُ يبدو صارماً بارداً بعضَ الشيّء، ولكنهُ يبدو لطيفاً وطيّب القلبْ أيضاً..
"أنا عُدت!" قالت إيڤلِين لتخرُج هِيلدا من حُجرتها ولكنّ ملامحها بدَت حزيّنة وعابسّة..
قطّبت إيڤلِين حاجبيها بقلق وصعدتْ السلالِم مُتجهةً لهِيلدا مُتسائلة "مابِك؟".
"أيّن أُمي؟" تساءلتْ هِيلدا وهيَ تنظُر لأصابع يدها التِي كانت تعبثُ بِها.
صمتت إيڤلِين وتعجّبت من سؤال هِيلدا، لترفع هِيلدا نظرُها لإيڤلِين وتهمسْ بتقطُع "هيَ لا تُحبني..ولكنيّ..إشتقتُ لها".
عانقتها إيڤلِين سريعاً وقالت "أنا أُحبك، وأُمي سافرت للعمل.."بالرُغم من أن إيڤلِين لازالت على عدم تصديق ماتفوّهت بِه والدتها حيّنما أخبرتها أنها ستُسافِر من أجل العمل..هيَ تشعُر أنها تُخبئ شيئاً ما..
"أُوه إيڤلِين، لقد عُدتي!" فصلت إيڤلِين العِناق لتستدير وترى جدّتها كارمِن تقِف بنهاية السلالم وتنظُر لهُم وتبتسِم فنزلتْ مُجدداً لتُعانقها، وإتجهوا سوياً للمطبخ ليُجهزون طعام العشاء وهُم يتحدثُون بشأن المركزّ المُختّص الذيّ ستقُوم إيڤلِين بتسجيل شقيقتُها هِيلدا فِيه..
"والآن النوم، فلقد أصبحتِي كبيرة وستتعلمِين أشياء جديّدة، هَل أنتِ مُستعدّة؟" سألتها إيڤلِين..
"لا!" أجابت هِيلدا، وبدت وكأنها مُنزعجة مِمَا ستواجههُ غداً.
تنهدتْ إيڤلِين وقالت وهيَ تستلقِي بجانبها "ستعتادين، هيّا للنُوم" وبدأت تقُصّ علِيها إحدى القصص التِي تُفضّل سماعها هِيلدا..
حتى نامَت، وإستقامَت إيڤلِين لتتجّه لحُجرتها وتنام هيَ الأُخرى.
.
.
.
( ٦:٠٠ صَ )
"هِيلدا عزيزتِي، هيا إستيظِي" همسَت إيڤلِين لتُقطّب هِيلدا حاجبيّها بإنزعاج..
"هيّا الإفطار بإنتظارنا وأصدقاءك الجُدد بإنتظارك" قالت إيڤلِين لتتكوّم هيلدا على ذاتِها قائلةً "لا أُريد".
"لا حلوى طوال الأسبُوع" قالت إيڤلِين بغضبٍ مُصطنع، وإستدارت لتخرُج، هيَ فعلت ذلك لكونها تعلم أن هِيلدا ستستيّقظ الآن، فهيَ لا تُحب أن ترى إيڤلِين غاضبّة منها..
"حسناً" همستْ هِيلدا وجلستْ وهيَ تفرُك إحدى عينيّها..وصلوا للمركزّ المُختّص بالأطفال المصابُون بالتوّحد، فدخلوا وكانت هِيلدا مُتشبثّة طوال الوّقت بإيڤلِين ومُلتصقةً بِها ولا تشعُر بالإرتيّاح بتاتاً..
"إهدئِي" همَست إيڤلِين بنبرةٍ هادئة مُحدثةً هِيلدا لتُهدئها حيثُ إنتهَت من الإجراءات وأخذتها للداخِل وكان هُناك بعض الأطفال والألعاب وكانت هُناك الأُستاذّة لتتقدّم وتُرحب بإيڤلِين..
"مرحباً أنا ساندي" قالت وهيَ تمُد يدها مُصافحةً إيڤلين لتُبادلها إيڤلِين بدورها وتقول "مرحباً ساندي، أنا إيڤلِين، وهذهِ شقيقتِي هِيلدا" فإنحنَت ساندي بإبتسامة لتُرحب بـهِيلدا التِي إنكمشَت على ذاتِها بالفعل، شاعرةً بالذعر من هذا المكان والأطفال وهذه الامرأة..تفهّمت الأُستاذّة ومسحت على رأس هِيلدا هامسةً
"لا داعي للخوّف ياصغيرتِي، حسناً لا بأس" وعانقتها وكانت هِيلدا ضامةً كِلتا يداها لصدرها..
"هيا ياعزيزتِي فلتبقِي هُنا وأنا سأذهَب للجامعة وحينما أنتهِي سأبتاعُ لكِ المُثلجّات وآتي لأخُذك وأُعيدك للمنزل، إتفقنا؟" قالت إيڤلِين لتدمع عيّنا هِيلدا وهيَ تُحرّك رأسها بالنفِي..
حاولوا بِها حتى أصبحت شِبه موافقة، على الأقل تقبّلت قليلاً، فقد كانت ساندي تُحضر لها الألعاب وتُحاول أن تجعل هِيلدا تستلطفُها بالرُغم من أن هذا صعب..ولكنّها تعرفُ كيفيّة التعامُل معهم..ودّعت إيڤلِين هِيلدا وقبّلت وجنتها ثُم خرجت لتتجّه لجامعتها، فقد تأخرت بالفعل..
كان الأُستاذ يشرح وحيّنما دخلت إيڤلِين توّقف عن الشرح و وجّه نظرهُ لها، ثُم نظر لساعتِه وقال "لقد تأخرتِي عشرُ دقائِق!" وأعاد نظرهُ لها مُجدداً..
"أعتذِر عن ذلك، لقد.." كادت إيڤلِين أن تُبرر ولكن أُومئ لها الأُستاذ قائلاً "تفضلِي" فإبتسمتْ لتفهُمه ودخلت وسلّمتهُ ورقة الواجب التيّ طلبها عن أبرز الشخصيّات المُضطربّة وجلستْ مكانها..___________________________
-أهلاً!!(؛.
أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Fantasía"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.