28:

942 65 127
                                    

صدمةٌ إعترتهُ لِـما تفوّهت بهِ إيڤلِين فجأة، مِمَا أدّى لخفقانِ قلبِه وتثاقُل تنفُسه مُحدّقاً بها غير قادرٌ على الحدِيث..

لتعتدّل إيڤلِين بجلستِها أمامهُ وهيَ تعبثُ بأصابع يديّها وتنظُر لزُمردّيتاه، خائـِفة ما إن كانت تسرّعت في قولِها لذلِك، خائـِفة ما إن كان لا يرى سِوى أنها صديقةً إستلطّفَ توّاجدها برفقتِه..

"أحببتُكَ منذُ مُدّة وخشيتُ الإعترافِ فقط.." همسَت وأنزلَت نظرُها لأصابعَ يديّها وقلبُها يخفقُ بشدّة..

ليضعَ هاري سبّابتهُ أسفلَ ذقنها رافعاً رأسها نحوّه بهدُوء لتتلاقى أعيُّنهم، فإقتربَ أكثر لتختلِط أنفاسهُ بخاصتِها، آخذاً شفتيّها بين خاصتِه..

"كنتُ خائفاً من الشيّء ذاتِه إيڤِي..ولكن ليسَ بعد الآن.."
همسَ لها بعدما فصل القُبلّة وأكمل "أُحبك أيضاً..وكثيراً إيڤلِين.."

فدمعَت عيّناها لشدّة سعادتِها بتِلكَ اللحظّة التيّ أبتْ أن تُصدّقها، لترتميّ بينَ ذراعيه مُعانقةً إيّاهُ بشدّة، دافِنةً وجهُها بعُنقِه..غير قادِرةً على تصدِيق ما حدثَ تواً..

بيّنما ذراعاهُ مُحيطةً خصرُها وإبتسامةً واسِعة مرسُومةً على ثغرِه..

فأن تعلمَ بأن الشخص الذيّ تُحبه يُبادلك ذاتَ المشاعِر، نعيمٌ يُحيط عالمك ويُنبت بيّن أضلُعِ صدرك زهوراً مُفعمةً زاهيّة..

"لطالما بعثَت رسائلُكِ روحاً لحياتِي، لدرجة أننيّ خصصتُ صندُوقاً لأحتفِظَ بِها داخِله.." همسَ هاري وهوَ يُحسس على ظهرها صعوداً ونزُولاً لتنظُر إيڤلِين لهُ بإبتسامة وهيَ تمسحُ دمُوعَ عيّناها التيّ نُتِجَت أثر سعادتِها، فوضعَ يداهُ على وجنتيّها ليمسحَ على عينيّها بإبهامِه برقّة، ثُم طبعَ قُبلةً هادِئة علِيها ونظرَ لها مُبتسماً..

"كُنت أُحب رؤيتكَ دوماً في المقهى، لطالما إختلستُ النظر إلِيك أثناءَ إنشغالكَ بالقراءة..لطالما كُنتَ أفكاريّ البدِيلة التِي تستوّقفنِي عن التفكِير بكُل شيءٍ سيئ حدثَ ليّ، لطالما كنتَ السبب في إبتسامتِي دون عِلمك.."
أردفَت إيڤلِين وهيَ تنظُر لهُ وعادتْ تُعانقه بشدّة لتتسّع إبتسامتهُ هامساً
"كما تفعلِينَ بيّ تماماً إيڤِي، حتى أن عميّ إدوارد لاحظَ ذلِكَ بيّ.."
وضحِكَ بخفّة لتُردِفَ إيڤلِين ضاحِكة "حقاً!.."
فأوّمأ هاري لها وقبّل وجنتها هامساً
"كان مُجرد نطقهُ لإسمك، يُفقدنِي السيّطرة على تِلك الإبتسامَة التِي تتخذُّ مجرَاها على شفتايّ.."

فقهقهت إيڤلِين بخجلٍ دافِنةً وجهها بعُنقِه ليُشاركها القهقهة..

-

Cafe 49 |H.S| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن