كانت الصدمَة تعتلِي ملامحَ إيڤلِين، بيّنما هاري مُحيطاً خصرُها من الخلف بإبتسامَة ناميّة على ثغرِه مُتذكراً كيفَ قام برسمِ اللوّحات المُغطّاة بشغَف، وكيفَ كان مُدقِقاً ومُهتمّاً لأصغر التفاصِيل..
حيثُ أنهُ رسمهَا باللوّحة الأوّلى حيّنما خرجَت من مطبخِ المقهى وهيَ مُلطّخةً بكريمة الكعك، بذلكَ اليُوم الذيّ عَلِمَ هاري بهِ عبر جهاز التصوير، أنها من تقوم بكتابة الرسائِل له..
"هَل أعجبتك؟" همسَ مُتسائِلاً.
"كثيراً. أعنِي كثيراً حقاً!" أجَابته ثُم إللتفّت علِيه وعانقتهُ بشدّة مُكملةً بخجلٍ وسعادّة "أنا حقاً أحببتُها".ضحِكَ هاري بخفّة وشعرَ بالسعادّة ثُم قال
"يُمكنُكِ رؤية اللوّحتان المُغطّاة كذلِك".
فصلَت العِناق وقالت "هَل هُناكَ المزيدُ منِي؟" وقهقهتْ بسعادّة وخجَل ليومئ لها بإبتسامةٍ واسِعة..إتجهتْ لإحدى اللوّحات الأُخرى وأبعدَت عنها الغِطاء لتظهرَ رسمةً لها حيّنما كانت سرِحة بإحدّى المرّات وهيَ قابعةً على مِقعد المقهى، وحِينها أخرجَ هاري كُتيّبه وقلمُه وكان يرسُمها..
قهقهتْ بسعادّة وهيَ تُحدّق بالرسّمة وكيفَ كان مُتقِناً إيّاها، مُدّققاً بأصغر تفاصِيلها..
ثُم إتجّهت لآخر لوّحة وأبعدَت الغِطاء وكان مرسُوماً بِها ملامحُها الذابِلة حيّنما أتَت للمقهى لتطلُب من السيّد أدوارد إجازةً بسبب كدماتِها التيّ تسبب بِها والدها حيّنما تشاجَر مع والدتها..
"لقَد كنتِ هُنا حزيّنةً حقاً، مُرهقة وذابِلة" تحدّث هاري مُشيراً على اللوّحة.
"لقَد كُنت كذلِكَ بالفِعل" قالت إيڤلِين وهيَ تبتسمُ على ماصنعتهُ يداهُ المُبهِرّة ثُم أكمَلت "أنتَ إستطعتَ رسميّ بشكلٍ دقيقٍ حقاً"."حيّنما يُحبّ المرءُ فعل شيء، سيستمتّع بفعلِه وسيكُون مُدققاً لأصغر تفاصِيله، لقد كنتُ مُستمتعاً للغايّة وأنا أقُوم برسمك، كمَا لو أنّها المرّة الأولى التِي أقوم فِيها بالرسم، كَـرسّامٍ قاطع الرسمَ لفترة وعاد إليه مُتلهفاً شغوفاً.."
تحدّث هاري وهوَ ينظُر لها مُلاحِظاً وجنتاها التيّ توردّت بالفِعل والإبتسامة التيّ أخذَت مجراها على شفتيّها جراءَ حدِيثه.."كُلما جِئتُ لهُنا أتأمّلُكِ مراراً وتكراراً" أردَف فأنزلَت هيَ نظرُها وأخذَت تعبثُ بأطرافِ فُستانِها الأبيّض بخجل، ثُم رفعَت نظرُها إليّه مُجدداً هامسةً "كمَا كُنت أتأمّلُكَ كُلما جِئتَ للمقهى؟".
فأطلقَ هوَ ضحكةً بسيّطة وخجِلة أظهرَت تِلك الحُفرتيّن بوجنتيّه لتُشاركه إيڤلِين وتقتربَ منهُ أكثر واقِفةً على أطرافِها طابعةً قُبلة على وجنتِه.
أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Fantasy"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.