4:

1.3K 102 66
                                    

"أنا تعِيسة لأنّكِ لم تلعبِي معِي منذُ عدّة أيّام"
قالت هِيلدا مُحدّثةً إيڤلِين وهيَ تنظُر للأسفّل حيثُ أصابع يدها التِي تعبَثُ بِها..
"أنا آسفةٌ للغايّة، أعدُك أننا سنمرحُ غداً فلا أملُك جامعة ولا عمَل!"
قالت إيڤلِين وهيَ تُعيد خُصلات هيِلدا خلفَ أُذنها لتنظُر لها وتومئ برضى..
إبتسمَت إيڤلِين وقالت "والآن هيّا للنُوم"..

( ٩:٣٠ صَ )
"هيا هِيلدا الإفطارُ جاهِز!" همسَت إيڤلِين وهيَ تُيقظ شقيقتُها لتُقطِب هِيلدا حاجبيّها بإنزعاج ثُم فتحتْ عيّناها بِبُطئ لترتسِم إبتسامة طفِيفة على شفتيّها..

"كيفَ حالُكِ ياعزيزتِي؟" سألتْ الجدّة مُحدثةً هِيلدا لتومئ بخفّة وهيَ تنظُر لطعامها هامسةً "بخِير"..
"بعد الطعام، سنلعَب أنا وهِيلدا وسأخُذها للبقّالة لتبتاع ماتُريد وسنتنزّه قليلاً، مارأيُكِ هِيلدا؟" قالت إيڤلِين وهيَ تبتسِم بوسُع.
"لا أُريد التنزّه" أردفَت هيلدا بعبُوس، فهيَ تكره الإزدحام أو التواجُد بمكانٍ يحتويه البعض من الأشخاص الذينَ لا تعرفهُم..
"بلى، وإلا لنْ نذهَب للبقّالة!" قالت إيڤلِين مُصرّة، فهيَ الآن تُحاول تنفِيذ ماسمعتهُ من أُستاذها حيّنما قال أنهُ يجب أخذ الأطفال المُصابون بالتوّحد للأماكن العامّة ولا يجبُ مُجاراتهم في كونهم يُريدون البقاء في المنزل مُتقوقعِين كعادتِهم..
"لا! حسناً أوافق" قالت هِيلدا وهيَ تنظُر لإيڤلِين.
"جيّد، هيا أكملِي طعامَكِ الآن ياصغيرتِي" قالت إيڤلِين لتبتسِم الجدّة كارمِن على إعتماد إيڤلِين بشقيقتُها، هيَ تعلم مدى تعلُّقهما ببعضهما البعضّ، وتعلَم أيضاً أن حتى إبنتها لا تهتّم بهيلدا كما تفعل إيڤلِين التِي أقبَلتْ على مجالها الجامعِي بسبب شقيقتُها..

بعد إنتهاء الطعام وترتِيب المائِدة، قضَت إيڤلِين بقِية الوقتْ برفقة هِيلدا وجدّتُها، يلعبان ويتحدّثان ويُعلِّمان هِيلدا بعض الأشياء الجديّدة..

"والآن سنذهَب للبقّالة ثُم نتجّه للحديقة!، هَل تُرافِقينا جدتِي؟"
قالت إيڤلِين وهيَ تبتسِمُ بوسُع وقبلَ أن تنطِق الجدّة كارمِن قالت هِيلدا صانعةً تواصلاً بصرياً بيّنها وبيّن جدّتِها "رافِقينا جدتِي.."
إبتسمَت الجدّة كارمِن بوسُع قائلةً "وأنا لنْ أرفض!".

بدّلوا ثيابهم وخرجُوا من المنزّل مُتجهِين لإبتيّاع المُسليّات ثُم إتجهوا للحديّقة التِي تقنُط بنهاية الشارِع، جلسُوا وكانت هِيلدا لا تشعُر بالراحّة بتاتاً، عرِفت إيڤلِين ذلك من حركاتِها وإستمرارُها بالنظرِ للأرّض أو لأصابع يدها التِي لم تتوّقف عن العبثَ بهُما، بيّنما كانت إيڤلِين تُحاول خلقَ الأحاديث ولكن لا فائِدة من ذلِك..
إستقامَت إيڤلِين وقالت "هِيلدا مارأيُك بالمشيّ قليلاً؟"
لتُحرّك رأسها بالنفِي سريعاً قائلةً "لا، لا أُريد، سأبقى معَ جدتِي".
"إذهَبِي معها هيّا، ستبتاعُ لكِ المُثلجّات!" قالت الجدّة كارمِن لترفع هِيلدا نظرها لإيڤلِين فإبتسمَت إيڤلِين مومئة لتستقِيم هِيلدا بعد وقتٍ من التفكِير..

ذهبُوا يمشوا قليلاً وأثناء سيرهُم لعربة المُثلجّات لمحَت إيڤلِين شابّ يُشبه ذلك الذيّ كان يُغنِي وزار المقهى مرتّين، أكمَلت إيڤلِين سيرها وهيَ تنظُر بين حينٍ وآخر للفتى الواقِف معَ بعضِ الأشخاص حيثُ لايظهَر منهُ سِوى جانبُه..

"شُوكولاة؟" سألت إيڤلِين شقيقتُها لتومئ بخفّة، فطلبَت واحدةً بالشوكولاة وأُخرى لها بالڤانيلا، وأخذوا طريقهُم للعودّة ولكن كان ذلك الفتى قادِمٌ نحوّهُما فخفقَ قلبها صدمةً لهذِه الصُدفة التِي جمعتها بِه مُجدداً..إنهُ هوَ ذاتَ الفتى!
نظر لها وإبتسِمَ بخفّة لكونهُ يعلمُ أنها ذاتَ الفتّاة التيّ إصطدمَت بِه قبلاً، والتيّ تعملُ بالمقهى أيضاً، بادلتُه إيڤلِين الإبتسامّة ثُم أزاحت عيّنها سريعاً مُكملةً طريقُها للعوّدة للمكان الذيّ كانوا يجلسُون بِه، بيّنما ذهَب الفتى وإختفى عن ناظرِها..

وحيّنما بدأ الليلُ يحل، كان الصمتُ يحّل بينهُم ويحدقُون بالسماء بصمتْ، كانت إيڤلِين تتذكّر ذاك الفتى والكتاب الذيّ كان يقرأُه حتى أخرجها صوتُ جدّتها من شرُودها "اذاً هَل نعُود الآن، فأنا أشعُر بالنُوم"..
"أجل هيّا" وافقتها إيڤلِين وإستقامُوا ليتجهُون للعربّة عائدين للمنزّل..

بعد يومٍ لطيف برفقة هِيلدا وجدتِي إستلقيتُ أخيراً على فراشِي لتبدأ الأفكارُ بإقتحام ذهنِي حتى غفوت.

( ١١:٣٠ صَ )
إستيّقظتْ على صوت مُنبّه هاتفِها فهيَ تملكُ عملاً اليُوم، وإستقامَت لتتجهّز وتنتهِي ثُم تأخُذ طريقُها لعملها..

"إشتقتُ لكِ!" قالت أماندا وهيَ تُعانِق إيڤلِين لتُبادلها بدُورها وهيَ تبتسِم قائلةً "إشتقتُ لكِ أيضاً أماندا".
قاطَعهُم صوتُ جرسِ المقهى مُعلناً دخُول أحدهُم لينظرُوا كليّهما نحوّ الباب وكان ذاتَ الفتى، ثُم خرجَ المُدير من حُجرته ليبتسِم لهُ الفتى فيُردف المُدير "هاري، أتيّتَ بموعدك، هذا جيّد فلتُبقِي إنتباهُكَ مع المقهى ريّثما أعُود".
"حسناً أبيّ سأفعَل" قال هاري ليُربت المُدير على كتفِه ويخرُج..
كانت أفوّاه إيڤلِين وأماندا تكادُ أن تصِل للأرض لصدمتهِم!!.

_________________________
-أهلاً!(؛.

Cafe 49 |H.S| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن