صباحٌ جديّد كانت فِيه إيڤلِين بكامِل نشاطها وسعادتِها، تتناوّل إفطارها بإبتسامة ناميّة على ثغرِها كُلمّا تذّكرت كيفَ جعلت هاري يبتسِمُ بالأمس..
قطّبتْ الجدّة كارمِن حاجبيّها بإبتسامة قائلةً
"تبدين بمزاجٍ جيّد اليُوم".
لتُقهقه إيڤلِين بخفّة وتُجيب "أنا فعلاً كذلك" فإتسّعت إبتسامةُ كارمِن.بعد الإنتهاء، ودعت إيڤلِين جدّتها بيّنما هِيلدا عابسّة ولا تشعُر بشعورٍ جيدٍ البتة..
وصلوّا للمركز لتدخُل إيڤلِين حتى تُوصل هِيلدا لصفّها وتستقبلُها سانديّ بإبتسامةٍ لطيّفة بعدما أللقت التحيّة على إيڤلِين، ثُم خرجَت إيڤلِين مُتجهةً لعربتِها لتسِير بتجّاه جامعتِها..
بدأ الأُستاذ يشرح وكانت إيڤلِين تُجيب على بعض الأسألة التِي يطرحُها وتُدوّن البعض..
وبعدما إنتهَت ساعاتُ الدراسّة إستقامَت لتُجمّع أغراضها من فوق طاوّلتها وتتجّه للخارِج، تشعُر بالحماس للذهاب لعملِها، ولا شيء جعلها تشعُر بهذا الحماس سِوى هاري بالطبّع!.
أوّصلت هِيلدا للمنزل ثُم إتجهت للعمل، دخلتْ بإبتسامة لتنظُر لها آماندا بتلاعُب هامسةً "ماسرّ هذه الإبتسامة همم؟".
فقهقهتْ إيڤلِين قائلةً "أشعُر بأن مزاجِي جيدٌ اليُوم".
"أنا أرى ذلك بالفعل" قالت آماندا وقهقهتْ بخفّة، ليبدأو الأشخاص بالمجيّء فيبدأ كلٍ من إيڤلِين وآماندا بالعمل..كانت إيڤلِين قابعةً بمقعدها بإنتظار هاري الذيّ لم يأتِي حتى الآن..
تنظُر لساعتها تارة وتُعِيد نظرها للباب تارةً أُخرى على أمل أن يدخُل، ولكنهُ لم يأتِي حتى إقتربَ مُوعد إنتهاء عملِها..
شعرتْ ببعضِ الضيّق، هيَ متعجبّة حقاً من أمرِها! أصبحتْ مُجرد عدم رؤيتهُ تُصيبها بالإنزعاج.نظرَت إيڤلِين لساعتها لتجّد أن عملها قد إنتهى وهوَ لم يأتِي، تعجّبت كثيراً من عدم مجيئِه وخرجتْ عائدةً لمنزِلها بـبالٍ مُنشغل..
.
.
.
مضَت ثلاثةُ أيّام وهوَ لمْ يزور المقهى، وكان ذلك سبباً في إنزعاج إيڤلِين بشكلٍ ملحُوظ، فكانت طوال الثلاثة أيّام الفائِتة تنتظرهُ وتُحدّق بـِباب المقهى على أمل مجيئه..هيَ تشعُر أنها إفتقدته..إفتقدتْ رائحةُ عطره التِي تستطِيع أن تُميّزها..إفتقدت إحدى أشياءُها الروتينيّة والتِي تجعلُها تشعُر بشعورٍ لا يُشابه أيّ شعورٍ قد مرّت بِه من قبل..نظرَت لساعتها لتجّد أنهُ تبقّى القليل من الوّقت على إنتهاء ساعاتِ عملها، فأخذت القلمْ وإحدى الأوراق الصغيّرة..
'ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك - تسعٌ وأربعُون'.
نثرَت حرُوف رسالتِها على الورقة ثُم أخذتها مُتجهةً لمكانه المُعتادّ لتلتقِط الكتاب الذيّ كان يقرأُه، ثُم فتحتهُ على الصفحة التيّ وصل عند قراءتِها، حيثُ أن طرفها كان مطوياً من الأسفل، وأدخلتْ الورقة التِي كتبتها لهُ ثُم أغلقَت الكِتاب و وضعتهُ مكانه على الرفّ، ونظرتْ لساعتِها لتجِد أن عملها بالفعل قد إنتهى..
رفعَت رأسها لتسير بعيداً عن طاوّلتِه ولكن تفاجأت بآماندا تنظُر لها وكِلتا يديّها أسفل وجنتيّها..
"أنتِ بالفعل تفتقديه، لما تُكابرين حيّنما اسألُكِ وتُجيبينِي بأنكِ لا تفعلِين؟" تحدّثت آماندا بهدُوء..
تنهدتْ إيڤلِين لتُردف "أنا حقاً لا أعلمْ، أعنِي، يُصيبُني ذلك بشعورٍ سيّء، أعنِي..لكونِي لم أراه منذُ ثلاثة أيام، رُبما لأننيّ إعتدتُ على رؤيته هُنا آماندا!".
"أنتِ تحملِين بعضَ المشاعر له، ولا تستطيعِين إنكار ذلك"
قالت آماندا وإبتسمَت بخفّة ثُم أخذت حقيبتُها وأكمَلت وهيَ تتجّه للخارِج "نحنُ نعِيشُ مرةً واحدّة إيڤلِين"..
وخرجَت تاركةً إيّاها مشوشّة بعض الشيّء، لتستجمّع أنفاسُها وتطلقُها بهدُوء ثُم تخرُج هيَ الأُخرى عائدةً لمنزلِها..إستلقَت على سريرها بعدما تناوّلت طعامَ العشاء برفقة جدتّها وهِيلدا بينما دخلت هِيلدا لتنام برفقة الجدّة كارمن..
"رائِع حقاً، ثلاثةُ أيام لم أراه، وغداً إجازة، ولنْ أستطيع رؤيتهُ أيضاً"
حادثَت إيڤلِين ذاتها وهيَ تُحدّق بسقفِ حُجرتها ثُم تنهدت مُفكرةً كيفَ إستطاع فعل ذلك بِها ولم يحصُل بيّنهُما أيُّ تواصلٌ طويل أو أحاديثَ كثيرة، لاشيّء سِوى نظراتُها الخاطفّة والمطوّلة تجاهُه، دون أن ينتبِه لها! حتى أخرجها من شرُودِها صوتَ هاتفها مُعلناً وصُول رسالة، لتلتقطهُ فتجّد أنّها رسالةً من آماندا..-آماندا: مارأيُّكِ بالإفطار سوياً غداً بإحدى المطاعِم؟.
فكّرت إيڤلِين قليلاً قبل أن تُجيبها ثُم أجابَت..
إيڤلِين: حسناً اذاً.
-آماندا: كونِي جاهزّة عند الثامنة والنِصف.
إيڤلِين: جيّد، سأكون بإنتظارِك.
-آماندا: تُصبحين على خير.
إيڤلِين: عُمتِ مساءً.___________________________
-هايي(؛.
![](https://img.wattpad.com/cover/197632919-288-k3240.jpg)
أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Fantasy"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.