إستلقَت على فِراشها وأغمَضت عينيّها مُستعدّةً للنُوم، لتُهاجمها أفكارُها بوحشيّة، تذّكرت إبتسامة هاري المُزيّفة حيّنما سألتهُ إن كان يعِيش فِي المنزِل بمُفرده..
تذّكرت والدُه، لمَا لا يعِيشُ برفقتِه، أيّن والدته، هل يملكُ أشقّاء؟ شعرَت أنها توّد أن تقتحمَ حياته، أن تتقرّب أكثرَ منه وتبقى برفقتِه وتُخبره بأنها هُنا لأجلِه إن لمْ يكُن هُناك أحدٌ يُصغِي إليه أو يُشاركهُ أفكارُه..والكثيرُ من الأفكار التِي راودتها حتى سقطَت بالنُومِ أخيراً..
-
ومن الجهةِ الأُخرى، يجلسُ هاري على أُرجوحة حديقة منزِله الخلفيّة، يدفعُها بخفّة ليُداعِب النسِيم خُصلات شعرهِ الكستنائيّة، والهدُوء يُجسِّدُ المكانَ من حولِه..
لايزال يتكرر صوتُ تِلك الصغيّرة بذهنِه، حيّنما تحدّثت عن والدُها مِمَا أدّى لتوتُّر إيڤلِين..
هَل كانت تِلك الكدماتِ بسببِه؟ أيّنَ والدتُها؟ هَل عائِلتُها هيَ سبباً في تعاستِها وحُزنِها؟..لم يهدأ لهُ بالاً والكثِيرُ من الأسئِلة التيّ طُرحِت ولازالت تُطرَح بذهنِه، الكثيرُ من الأسئِلة التِي لا إجَابة لها..
-
-
-صباحاً، بعدما أوصلَت هِيلدا للمركزّ وإتجهَت هيَ لجامعتِها، وقضَت يومها كأيّ يومٍ دراسيّ، إتفقَت مع آندرو بأنّها ستأتِي لهُ عند السابعة مساءً..
فهيَ تملكُ عملاً اليُوم!.خرجَت من الجامعة وأخذَت هِيلدا من المركزّ ليتجهُون للمنزِل..
ركنَت سيّارتها وترجّلت لمقرّ عملِها الذيّ لن يستغرِقُ الكثِير من الوّقت للوصُول إليه سيراً على الأقدام..
فَـقد كانت الأجوّاءُ لطِيفة والشمسُ دافِئةً وتُحيطها بعضَ الغيُوم، والنسيمُ الهادِئ يُداعِب أوراقَ الشجر وخُصلاتِ شعرِها الحريريّ..
تسلَلت بعضُ المُوسيقى الهادِئة لأُذنِها لتتقدّم أكثَر فتجِدُ فتاةً تعزِفُ على آلة البيانو أمام إحدى المطاعِم، توّقفت أمامها قليلاً وهيَ تبتسمُ بخفّة وتُحدّق بِها مُتذكِّرةً هاري على الفُور، حيّنما أُفتُتِنَت بعزفِه وصُوته وهوَ أمام المقهى..
أكملَت سيرها حتى لا تتأخّر و وصلَت للمقهى ثُم دخلَت بهدُوء ولَم يكُن هُناك أحدٌ سِوى آماند التِي صرخَت فور رؤية إيڤلِين وركضَت بإتجَاهِهَا لتُعانقها بشدّة.
ضحِكَت إيڤلِين وهيَ تُبادِل آماندا العِناق ثُم قالت "إشتقتُ لكِ".
إبتعدَت آماندا لتنظُر لإيڤلِين مُتمعنةً ملامحها لتهمس
"إشتقتُ لكِ أيضاً، كثيراً بحّق!" وعانقتها مُجدداً لتُقهقه إيڤلِين.

أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Fantasy"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.