بعد يومٍ دراسيّ طويّل عادتْ إيڤلِين وأخذتْ هِيلدا من المركزّ التعليمِي وإبتاعت لها المُثلجّات كما وعدتها..
"كيفَ كان يومك؟" سألت إيڤلِين.
"سيّء" أجابتْ هِيلدا وهيَ تلعقُ مُثلجاتِها، فهيَ بالطبّع لم تُحب هذا اليوم الذيّ كانت فيه بعيّدةً عن حُجرتِها وأللعابِها و واجهت فيه أشخاصٌ غريبون، هيَ فقط غير مُعتادّة ولن تعتاد بسهُولة..
"ستعتادين ياصغيرتِي" قالت إيڤلِين حيثُ وصلوا للمنزّل وأدخلت هِيلدا لتستقبلها جدّتها وتسألُها عن يومها بيّنما خرجَت إيڤلِين مُجدداً مُتجهةً لمقرّ عملِها..جلستْ على المقعد بإنتظار الزبائِن لتتقدّم منها آماندا وتجلس بجانبِها قائلةً "تبدين مُرهقة"..
"أجل، اليُوم كان مُرهقاً ومُملاً بالجامعّة" أجابتها إيڤلِين ليُرنّ جرسَ المقهى مُعلناً دخُول أحدهُم وكان بعضُ الأشخاص لتستقِيم وتبدأ بعملِها حيثُ تأخذ طلباتهُم، وعادت تجلس بالمقعد تعبثُ بهاتفِها قليلاً، ليُرن الجرس مُجدداً فرفعت نظرُها عن الهاتِف لتجّد هاري يبدُو مُستاءً مُنزعجاً، أخذ خطواتهُ لطاوّلته ولكنهُ لمْ يلتقِط كتابه بعد فقد كان يُحرّك إحدى قدميّه وكأنهُ شارد الذهن، يبدو أن يومهُ لمْ يكُن جيداً..إستقامَت إيڤلِين لتأخُذ طلبُه وكان كالمُعتاد، قهوةً سوداء، فإتجهَت لآماندا لتنزع الورقة من الكُتيّب وتناوّلها إيّاها لتبدأ آماندا بدورها إعداد الطلب..
إنتهَت ثُم أخذت إيڤلِين الطلبْ مُتجهةً لهاري لتضعهُ على طاولتِه، وعادتْ تجلِس فوق مقعدها، تُراقبه بهدُوء بيّنما كان هوَ يبحثُ بجيبهُ عن شيءٍ ما، فإستقام مُتجهاً للخارِج لتخطُر لإيڤلِين فكرةً مجنُونة رُبما..أخذتْ إحدى الأوراق الصغيّرة وكتبتْ بِها..
'أوّل مرةٍ رأيتُك تبتسِمُ بِها، شعرتُ أن الزهُور نُبتت بتِلك الحُفرة التيّ توّسطت وجنتّك - تسعٌ وأربعُون'.
وإتجهَت نحوّ طاوّلته دون أن ينتبِه لها أحدٌ ما، فجميعُ الأشخاصِ هُنا مُنشغلُون بالقراءة..
رفعَت كُوب القهوّة بِبُطئ و وضعت الوّرقة ثُم أعادت الكُوب فوقها، وعادت مكانُها سريعاً وكأنّها لم تفعلُ شيء.."ماذا كُنتِي تفعلِين عند طاوّلتِه!" سألت آماندا بغرابّة لتتلعثّم إيڤلِين..
"لـ..لم أكُن أفعلُ شـ.." كادت إيڤلِين أن تُكمل لولا مُقاطعة آماندا لها قائلةً بتعجُّب "مابِك إيڤلِين!".
"لا شيّء، أعنِي، حقاً هذا الفتى يجذبُني، أشعُر أنهُ ليسَ كأي فتى" أجابتْ إيڤلِين لتتسّع أعيُّن آماندا بصدمّة
"إيڤلِين، تُجذب لأحدهُم! أنا لا أُصدّق، لطالما كنتيّ لا تُبالِين لأي لعنة!!" قالت لتُقهقه إيڤلِين بخفّة، ودخل هاري مُمسكاً بهاتفِه، ويبدو أن هذا ما كان يبحثُ عنه..جلسَ مكانهُ و وضعَ هاتفهُ جانباً وإللتقطَ ذاتَ الكتاب مُجدداً، حيثُ أن إيڤلِين تُراقبه بهدُوء وقلبُها يخفّق..
رفعَ كوب قهوته ليرتشفَ منها فقطّب حاجبيّه بخفّة مُتفاجئاً بتِلك الورقة، إللتقطها وأعاد كوب القهوّة مُجدداً وبدأ بقراءة مابِها، ليبتسِم رُغماً عنه فشعرتْ إيڤلِين أن قلبها إبتسمَ معه، رفعَ نظرهُ عن الوّرقة متلفّتاً حوله بذات إبتسامته وكأنهُ يبحث عن صاحِب هذه الرسّالة، بيّنما أنزلت إيڤلِين رأسها سريعاً وهيَ تبتسِم..قامَ هاري بطيّ الورقة وأدخلها بجيبه وهوَ بذات إبتسامته وأكمل قراءة كتابِه.. بيّنما إيڤلِين تعمَل حتى إقتربَ مُوعد إنتهاء عملِها..
عادت للمنزّل وصعدت لحُجرة هِيلدا ولكنّها لم تكُن موجُودة، عقدت حاجبيّها بغرابة وإتجهت لحُجرة جدّتها، طرقَت الباب مرتِين لتسمع صوت جدّتها من الداخل "أدخُلي إيڤلِين.."
فدخلتْ ورأتْ هِيلدا نائمةً بجانِب جدّتها لتبتسِم بوسُع قائلةً
"هذا تقدُّم رائِع!".
أُومئتْ الجدّة وقالت "لقد كانت برفقتِي طوال اليوم منذُ أن أعدتِيها".
"هذا جيّد حقاً" قالت إيڤلِين وتحوّلت إبتسامتها لقهقهةٍ بسيّطة..
"هيّا إذهبِي وبدّلي ثيابكِ ولقد جهّزتُ لكِ طبق الطعام بالأسفل"
قالت الجدّة لتقترب منها إيڤلِين وتُقبّل رأسها قائلةً "شكراً لكِ جدتِي".خرجَت وإتجهت لحُجرتها لتُبدّل ثيابها ثُم نزلتْ وبدأتْ بتناوّل عشاءها وهيَ تُشاهد التلفاز ولكن عقلُها يُعِيد ماحصلَ بالمقهى، حتى شعرت بالشبع وعادت لحُجرتها حتى تنام ولازالتْ تُكرر تِلك الأحداث وإبتسامتهُ بعدما قرأ رسالتها..
بالرُغم من أن بداية يومها كانت شاقّة ومُملة، إلا أن نهايتها كأنها بعثَت لها يوماً جديداً وسعادةً غلّفت قلبها.._____________________________
-(((؛.
أنت تقرأ
Cafe 49 |H.S|
Fantasy"ثمّة من ينتظرُك، ويُقدّس شذايا عطرُك".. "ثمّة من هوَ مُعجبٌ حتى بحاجبيّك المعقُودان عند غضبِك".. "تسعٌ وأربعُون".. -إيڤلِين ويلسون، هارِي ستايلز.