8:

1.1K 103 151
                                    

آماندا: أنا بالأسفل.

أرسلَت آماندا لتقرأ إيڤلِين رسالتها وتنزل مُتجهةٌ للخارِج ولكنّها رأت جدّتها تجلسُ بغُرفة المعيّشة..

"إلى أيّن؟" سألتها.
"سأذهبُ مع صديقتِي آماندا لنتناوّل الإفطار، أتُريدين منيّ أن أحضر لكِ شيئاً عند رجُوعي؟" قالت إيڤلِين.
حرّكت الجدة رأسها بالنفِي قائلةً "فقط إنتبهيّ على ذاتك".
لتومئ إيڤلِين وتُقبّل رأسها ثُم خرجت وكانت آماندا تنتظرُها بالعربّة..

"اذاً سيكُون الحفل بنهاية الأسبُوع، وهذا سيكون رائِع حقاً.."
قالت آماندا بنبرةٍ حماسيّة.
"أجل، هَل يجبُ عليّ أن أحضُر حقاً؟" أردفَت إيڤلِين بتملُل.
"أجل بالطبع! وإلا سينزعِجُ السيّد إدوارد، فلقد أكمل المقهى أربعُون عاماً، ولهذه المُناسبة قرر أن يُقيم الحفل" قالت آماندا ثُم أكملَت
"ورُبما سيكون هاري هُناك" وقهقهتْ بخفّة لتُقلّب إيڤلِين عينيّها وتُشاركها القهقهة، وأكملوا أحاديثهُم حتى أتى النادل ليضَع الطعام أمامهُم على الطاوّلة..

"أراكِ غداً" قالت آماندا بعدما أوصلَت إيڤلِين لمنزلها.
"أراكِ" قالت إيڤلِين وهيَ تبتسم وتخرُج من العربة لتدخُل المنزل وتجِد جدتُها كارمِن وشقيقتُها هيلدا يجلسُون بغُرفة المعيشة ويُشاهدون التِلفاز فإنضمَت إليّهُم قائلةً "مرحباً أنا عُدت".
"أهلاً إيڤلِين" قالت الجدّة وهيَ تبتسمُ بوسع بيّنما هِيلدا مُنسجمةٌ بالمُشاهدّة ولم تُبدي أيّ ردّة فعل.

جلسَت إيڤلِين بجانِب هيلدا لتهمس مُحاولةً لفت إنتباهِها
"إيڤلِين عادت ياهيلدا" لتنظُر لها هِيلدا وتُعيد نظرها للتلفاز قائلةً
"إيڤلِين لا تُحبني".
وسّعت إيڤلِين عينيّها قائلةً "ماذا! من أخبركِ بهذا؟".
"لا أحد" أجابَت بخفُوت ثُم أكملت مُتحدثةً بِبُطئ
"إيڤلِين لم ترويّ علي قصّة، وتأخُذني لمكانٍ يُزعجنِي، إيڤلِين لم تعُد تُحبني" ولمعَت عينيّها وكأنها على وشكِ البُكاء، فخفقَ قلبَ إيڤلِين بشكلٍ غير مُحبب لتأخُذ هِيلدا لعناقٍ دافئ وهيَ تهمس
"آسفة، أعدُك أننيّ سأرويّ لكِ قصةٌ اليُوم وأنامُ بجانبكِ أيضاً، ولكن يجبُ عليّ أن أخُذك للمركز ياعزيزتِي، لتتعلمِي الكثِير".
فبادلتها هِيلدا العِناق لتبتسِم إيڤلِين وعلِمَت أنّها قبلت إعتذارها.

قضَت بقيّة يومها برفقة جدّتها وهِيلدا، يتحدثُون ويلعبُون ويُشاهدون الرسُوم المُتحرّكة التيّ تُفضّلها هِيلدا، حتى حلّ الليّل فدخلت الجدّة لحُجرتها ودخلَت هِيلدا حُجرتها أيضاً لتُرافقها إيڤلِين وتستلقِي بجانبِها وتبدأ برواية إحدى القِصص علِيها حتى نامَت لتنام هيَ بعدها..

صباحاً، إستيّقظت إيڤلِين على مُنبّه هاتفِها وأغلقتهُ سريعاً حتى لا تستيّقظ هِيلدا، ثُم إستقامَت بخفّة و وضعت الغِطاء على هِيلدا جيداً وخرجَت لتتجّه لحُجرتها وتتجهّز ثُم تذهَب لعملِها، فإنهُ السبت، ولا يملكُ أيّاً من إيڤلِين وهِيلدا دراسة.

وصلَت ودخلت مُتمنيةً أن يأتِي هاري اليُوم، وبدأت بعملِها هيَ وآماندا حتى إنتهوّا وكانا كلاهُما قابعاً بمقعدِه بصمت، آماندا تعبثُ بهاتفِها وإيڤلِين تنظُر نحوّ الباب بين الحينِ والآخر..

"إيڤلِين.." قالت آماندا مُخرجةً إيڤلِين من شرودها.
"همم؟" همهمتْ وهيَ تنظُر نحوّ الباب لتُكمل آماندا
"لقد صنعتُ كعكة الفراوّلة مارأيُك بتزيينها؟" وقهقهَت بخفّة.
وجّهت إيڤلِين نظرُها لآماندا وقالت وهيَ تبتسمُ بوسُع "أجل أجل!" لتستقِيم آماندا وتتجّه للداخل وبرفقتِها إيڤلِين، فهيَ تُحب تزيين الكعك.

جهّزت آماندا إحتياجات تزيين الكعك لتقول إيڤلِين
"فلتخرُجي وتجلسِي أنتِ لتُبقِي إنتباهك ما إن دخل إحدى الزبائِن أو طلبَ أحدهُم شيّء، وأنا سأُنهي تزيينها ثُم سأجعلُكِ ترينها".
أُومئت آماندا وقالت "حسناً" ثُم خرجَت لتجلِس على المقعد وتعبَث بهاتفِها، بيّنما إيڤلِين تقوم بتزيين الكعك بالداخِل..

رنّ جرس المقهى مُعلناً دخُول أحدهُم لترفع آماندا رأسها فتجد هاري، وقعَت عيّناه على المقعد الذيّ تجلسُ بهِ إيڤلِين أولاً ثُم نظر لآماندا وإستقامَت حتى تتجّه لهُ وتأخُذ طلبُه ولكنهُ حرّك رأسهُ بالنفِي بمعنى أنهُ لا يُريد شيئاً فأُومئت وجلست مُجدداً..
كادت أن تُخبر إيڤلِين أنهُ أتى ولكنّها ودّت أن تجعلها تتفاجئ وحدها حيّنما تنتهِي من تزيين الكعك وتخرُج..

جلسَ هاري بمكانهِ المُعتاد مُلتقطاً كتابهُ ليُكمل قراءة الصفحة التيّ وصل عِندها، فوجد الورقّة التِي كتبتها لهُ إيڤلِين، أمسك بِها وقرأ المكتُوب فِيها ليرمش مرتيّن وترتسِم الإبتسامة على ثغرِه، فقامَ بطيّيها وأدخلها لجيبِه، ثُم إللتفتَ حولهُ وكأنهُ يُحاول معرفة مِن مَن يتلقّى هذه الرسائل التيّ تجعلهُ يبتسم رُغماً عنه، وتبعثُ بداخله المشاعِر اللطيّفة، فقد باتَ الأمرُ غريباً مُحيّراً بالنسبة له..فإستقامَ ليسِير بتجّاه آماندا..

"من فضلِك.." همسَ لترفع آماندا نظرُها من على الهاتِف وتجدهُ أمامها فأكمل "هَل رأيتِي شخصاً ما كان يجلسُ مكانِي هُناك، أو يلتقطُ إحدى الكُتب كَـ كتاب عُزلة وإقتحام؟".
تذّكرت آماندا مافعلتهُ إيڤلِين وقالت "لـ..لا!".
"آماندا آماندا لقد إنتهِيت" صدر صوت إيڤلِين المُتحمّس من الداخل ليُقطّب هاري حاجبيّه قليلاً للصُوت المُفاجئ، فخرجَت إيڤلِين بيديّها التيّ كان بِها بعضُ الكريمة وأنفُها و وجنتِها كذلك لتقول وهيَ تبتسِم بوسُع
"آماندا لقد إنتهـ.." كادت أن تُكمل لولا وقُوع عينيّها على عيّنا هاري الذي كان ينظُر لها بالفعل لترتسِم إبتسامَة طفيّفة على شفتِيه لمنظرِها الذيّ بدا لطيفاً بنظرِه..

______________________________
حسيت بالحُب وأنا أكتُب نهاية البارت😭😭😂.
كيف كان البارت؟.

Cafe 49 |H.S| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن