20:

1.1K 83 216
                                    

قادَ هاري بإتجّاه المقهى بعدمَا أعادَ هِيلدا، وسألَ مُحدّثاً إيڤلِين
"إذاً، كيفَ كان يُومكِ؟" ونظرَ لها بإبتسامة ثُم أعادَ نظرهُ للطريق.
"مُمِلٌ للغايّة" أجَابتهُ وهيَ تنظُر لهُ مقوّسةً شفتِيها.

همهمَ هوَ لتطرحَ علِيه ذاتَ السؤال "ماذا عنك، كيفَ كان يُومك؟".

"ذهبتُ للمتحفّ، أكملتُ بعضَ رسُوماتِي هُناك، ونحتتُ البعض، وقد تمّ بيعُ البعض من اللوحات اليُوم، وكان ذلِكَ جيداً" أجَابها بإبتسامةٍ واسِعة.
"رائِع!!" أردفَت بسعادّة وهيَ تنظُر لهُ، ثُم أكملت بذاتِ نبرتِها السعيّدة "فَـرُسوماتكَ مُذهِلة وماتقُوم بنحتِه مُذهِلٌ أيضاً!".
ضحِكَ هاري بِـبعضِ الخجَل المُختلَط بالسعادّة وقال
"سعيدٌ أنّكِ أحببتِيها".

وصلوّا للمقهَى فنزلَت إيڤلِين وسبقتهُ لِـباب المقهى لتفتحُه، ولكنّها تفاجأت بـكونهِ مُغلَق!

إستدارتْ لتجِد هاري يقِفُ خلفهَا طاوياً يداهُ للخلفْ ويُراقبُها بإبتسامةٍ هادِئة..
رمشَت مرتِين وتحدّثت "المقهى مُغلَق، ماذا يحدُث!".

لَم يُجبها بل إكتفى بوضعِ يداهُ على كتفيّها ليُبعدها عن الباب برفقٍ وهوَ يضحَك، وأخرجَ من جيبهِ مفاتِيح المقهى ليفتحَ الباب وجعلها تدخُل ثُم دخلَ بعدها وأغلقهُ مُجدداً..

"أيّن آماندا والسيّد أدوارد؟" تساءلتْ بغرابة.
"ألَم يبعثُ والديّ لكِ رسَالة؟" أجَاب سؤالها بسؤال مُقطّباً حاجبيّه.

تعجّبت إيڤلِين وإللتقطَت هاتفُها لتجِد أن السّيد أدوارد أخبرهُم في رسالةٍ هيَ وآماندا ألّا يحضرُوا اليُوم بسبب أنهُ لن يكُن مُتواجداً لبعضِ الأعمال..

"أُوه.." همسَت إيڤلِين بعدما قرأت رسالتهُ وأغلقَت الهاتِف لتنظُر لهاري وتُقهقِه بحماقّة مُكملةً "لَم أنتبِه، ولكن لِـما نحنُ هُنا؟".
"سنرتشفُ القهوّة ونقضيّ بعضَ الوقتِ معاً، مارأيُك؟" همَس وأمسكَ بيدها ليأخُذها بإتجاه المطبخ..

إبتسمَت إيڤلِين بوسعٍ وقالت "سيكُون رائعاً!!"..

أعدّوا القهوّة معاً ثُم إتجّهوّا لطاولتِه المُعتادّة وجلسَ هوَ بمكانِه وجلسَت هيَ أمامُه..
أخذوّا يرتشفُون القهوّة ويتحدّثُون ببعضِ الأمُور التِي لم تكُن مُهمّة جداً، وقرأوا قليلاً من كِتاب عُزلة وإقتحَام بيّنما إيڤلِين تعرفُ كُل ماهوَ مكتوبٌ بهِ بالفعل، فكانت تُراقبُ هاري وهوَ يقرأ ويُعجَب بما هوَ مكتُوب أكثرُ مِمَا تقرأ برفقتِه..

"إقتحِم عُزلتِي أيُّها الغرِيب.."

Cafe 49 |H.S| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن