الفصل السابع و الثلاثون

11.3K 462 44
                                    

زودوا التفاعل، حطوا فوت و كومنت كتييييير علشان نختم حلو ❤️❤️❤️

تنبيه اولا ،ياسمين و أسيل و ليندا مش ظاهرين ، لأنه الفصل ده تقيل و لارا و مازن كانوا محتاجين كتير ،،لكن بإذن الله مشاهدهم الختامية في الفصول القادمة .

جالس أمامها و روحه ليست معها ، صامتاً لا يجد ما يقوله لها ..
مع أنه إن كان مع أخرى ، لم يكن يكف عن الحديث .. عن مشاكساتها لسماع ضحكاتها .. عن مداعباتها و إلقاء كلمات الغزل عليها .
أما هي ، فلم يجلس معها إلا تنفيذاً لرغبة والدته ، حتى لا تغضب الأخيرة فيؤثر هذا على صحتها .
يعلم أنه يظلم حورية ببعده عنها و تجاهله لها ، و لكن .. ماذا بيده أن يفعل و قلبه اختار أخرى لا يستطيع نسيانها ؟
**********
تمعنت في ملامحه .. مظهره ، شاب وسيم .. ذو مستوى اجتماعي كبير .. و تعليمي رفيع ، أي فتاة تحلم بأن تكون زوجة له
و لكن ما يثير ريبتها هو تباعده عنها و عدم اهتمامه بها ، تشعر أنه يجلس معها رغماً عنه .. أنه يتمنى أن يتركها !
لا تنكر أنها لا تحبه ، و أنها وافقت على الزواج عليه لأنه يناسبها من جميع النواحي .
و مع ذلك هي كأي فتاة ، تحلم بأن يكون زوجها فارسها ، يدللها و يأخذها إلى عالم وردي لا يوجد فيه سواهما .
تنهدت بقوة ، و قد بدأت تشعر بالضجر من صمته و شروده ، فقالت بفظاظة تمّلكت منها :
" إلى متى ستظل صامتاً ؟ "
و أخيراً انتبه إلى نفسه ، فحاول أن يجد أي ما يتحدث فيه معها ، ليقول بحماقة :
" ماذا تشربين ؟ "
أشارت إلى العصير الموضوع على الطاولة بسخرية ، و قالت بتهكم : " ماذا ترى ؟ "
شعر بالحرج .. ليحاول إخفائه ، فيقول بلباقة ، و كلمات والدته تتردد في أذنه :
" أعتذر إن كنتِ انزعجتي مني أمس ، لقد كنت متعباً و لم أكن أقوى على تحريك جسدي حتى " .
كانت ستصدقه ، حتماً كانت ستصدقه لو لم تكن ترى هذا التجاهل و البرود منه ، لكن تصرفاته و تعامله معها توضح أنه لا يريدها من الأساس !
" لا مشكلة ، المهم أن تكون بخير " .
ليتمتم ب ( الحمد لله ) ، و يعود لشروده مرة أخرى .
فتتأفف بانزعاج ، و تقول بحتق : " اسمح لي ، تذكرت أن لدي موعد هام .. و عليّ المغادرة " .
لم بمنعها ، لم يرجوها أن تؤجل موعدها أو تلغيه و تظل معه .. كما كانت تتمنى ، بل قال براحة ، و كأنه تخلص من عبء كان يُثقل كاهله :
" حسناً ، أراكِ قريباً " .
ليزداد حنقها ، و تغادر بخطوات غاضبة .
ليتنهد بتعب ، و يهمس بدون صوت : " أعتذر حورية ، و لكنني لا أستطيع " .
ثم تحرك هو الأخر مغادراً المكان ، بعد أن نفذ لوالدته ما أرادته ، و إن كان ما فعله لا يرضيها تماماً ، و لكنه أعتذر من حورية كما طلبت !
صعد إلى سيارته ، ليمسك بالمقود دون أن يديره ، و عيونه تشرد في أخرى .. اشتاق لرؤية ملامحها و الإحساس بها  ، يريد أن يراها حتى لو لدقيقة ، دقيقة واحدة يروي فيها شوقه و يطمئن عليها .
و لكن .. كيف السبيل لذلك ؟
لقد علم من أمير أن والد لارا أصر على اصطحابها إلى منزله ليعتنوا بها ، و كم أراحه ذلك ، فلقد كان خائفاً عليها من المكوث لحالها و هي غير قادرة على القيام بأقل احتياجاتها ، على الأقل الآن هو مطمئن عليها .
" ليحفظِك الله حبيبتي .. و يزيل الحزن من قلبِك " .
ثم قاد سيارته متجهاً إلى المنزل ، فليس لديه رغبة للقيام بأي عمل .
**********
قبل دقائق
فتح لها السائق باب السيارة ، لتصعد إليها بشرود ، بشار يشغل بالها .. يثير حيرتها ، شروده .. صمته .. و الحزن الذي تراه في عينيه ، كلها أشياء لا تدل إلا على شئ واحد .
شئ تتجاهله .. لا تريد تصديقه ، مقنعة نفسها أن الرجل لا يُجبَر على الزواج !
" أنتِ تتخيلين هذا الحزن ، و صمته بسبب عدم اعتياده عليكِ بعد ، لا تنسي أنه رآكِ أول مرة عندما تقدم لخطبتِك ..
لا تتخيلين أشياء ليس لها وجود و افرحي ، فخطيبِك ألف فتاة تتمناه " .
**********
لم تعي على نفسها إلا و كف قوي يستقر على وجنتها اليمنى ، و آثار أصابع تنطبع عليها .
لتُصدَر ثلاث شهقات ، اثنتين منهما من هبه و ريناد ، مصدومتان من حديث لارا .. و صفع إسلام لها !
و الثالثة من لارا ، و التي على ما يبدو قد انتبهت للتو إلى ماتفوهت به !
نظرت إلى والدها ، لتجد الحزن و خيبة الألم يعتلا ملامحه .
يا إلهي ..
ما هذا الذي قالته ؟
كيف تحدثت مع والدها بهذه الطريقة ؟
والدها الذي قضى عمره ليحميها و يحافظ عليها ، الذي لم يبخل عليها في شئ ، الذي كان ينفذ لها طلباتها قبل أن تطلبها ، الذي دائماً يقول أنها أول فرحته ، لم يفرّق بين بناته و بينها يوماً .
تساقطت دموعها ، لبس بسبب قوة الكف الذي استقر على وجنتها ، بل بسبب ما قالته لوالدها ، بكت مؤنبة نفسها ، بكت ندماً ..
و لكن ، بم يفيد الندم بعدما قالت ما قالته ؟!

لست أبي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن