شوفتوا كل ما بتتفاعلوا اكتر بينزل الفصل بسرعة ازاي 😁😁 مش تنسوا بقى الفوت و الكومنت علشان الجديد يجيلكم في أقرب وقت 😅😅😅
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
سحب سعيد السيجارة منه ليأخذ منها نفس طويل ، ثم قال بخبث : " لا أعلم لِمَ تتعب نفسك معها ؟ ، بإمكاننا إحضارها إلى الشقة ، و إعطائها مخدر ما ، و وقتها ستكون تحت سيطرتك الكاملة " .
لمعت عينا خالد بخبث من أفكار صديقه الشيطانية ، و هتف بتساؤل : " و كيف يمكننا إحضارها إلى الشقة ؟ "
ازدادت ابتسامة سعيد اتساعاً و قال ببساطة : " ليس صعباً .. فتياتنا كثر .. و أكثر من واحدة تستطيع إحضارها لنا بسهولة " .
نالت الفكرة إعجاب خالد و هتف بمكر : " و وقتها ستكون لي بكامل إرادتها .. و سأُشبع رغبتي بها ، لا أعلم كيف لم تخطر لي هذه الفكرة من قبل " .
هتف سعيد بمرح : " حتى أنا لا أعلم .. فهذه أسهل طريقة للحصول عليها " .
و أردف بخبث : " المهم ألا تنسى نصيبي فيها عندما تشبع منها " .
أحاط خالد كتفيه و قال بوعد : " و هل يمكنني أن أنساك ؟ ، يكفي أنك مَن جئت لي بهذه الفكرة " .
ثم ابتعد عنه ليقول بتردد : " لكن " .
رفع سعيد أحد حاجبيه بتساؤل و قال : " لكن ماذا ؟ ، لا تخبرني أنك لن تنفذ هذه الفكرة " .
ألتقط خالد السيجارة ليأخذ منها نفس ، ثم قال : " هذه الفتاة .. الواحد لن يشبع منها مرة واحدة ، سأحتاج أن أتذوقها لأكثر من مرة " .
تساءل سعيد بتعجب : " و ما المشكلة في هذا ؟ "
هتف خالد باستنكار : " ما المشكلة ؟!..، كيف ستأتي إلينا مرة أخرى بعد ما نفعل معها ما سنفعله ؟! "
ابتسم سعيد بخبث و قال : " بسيطة أيضاً ، نصورها و هي معنا و نهددها بالصور " .
حرك خالد رأسه بعدم اقتناع و قال : " فكرة جيدة و نسبة نجاحها كبيرة ، إلا أن هذه الفتاة متهورة و تصرفاتها غير متوقعة ، من الممكن أن تخبر أحد أفراد عائلتها و بعدها سنضيع نحن ! "
زفر سعيد أنفاسه بيأس و قال : " إذاً ، كيف سنحصل عليها ؟ "
صمت خالد مفكراً ، ليتابع سعيد التفكير دون جدوى ، فكل أفكاره قد أدلى بها لصديقه !
صاح خالد فجأة بسعادة : " وجدتها " .
ثم صمت مبتسماً بسماجة و هو يرى أنظار الطلاب تتوجه إليه ..
هتف سعيد بلهفة : " ماذا سنفعل ؟ "
ابتسم خالد بغموض و قال : " سأتزوجها " .
انصدم سعيد مما قاله ، فنهض صائحاً باستنكار .. ملفتاً المزيد من الأنظار إليهما : " تتزوج مَن ؟ ، أ جننت ؟ ، كي تمتلك فتاة تورط نفسك و تتزوجها ! "
أجلسه خالد بالقوة و قال : " أسمعني يا غبي " .
هتف سعيد بعدم رضى : " أسمع ماذا ؟ ، جنونك !..، اسمعني أنت ؛ أنا لن أجعلك تتورط في هذا " .
صاح خالد بخفوت كي يصمته : " أنا لن أتزوجها " .
انعقد حاجبي سعيد بعدم فهم و هتف بارتياب : " ستتزوجها و لن تتزوجها !..، قد بت أتأكد أنك جننت ! "
زفر خالد أنفاسه بنزق و قال : " لو تسمعني فقط " .
تربع سعيد في جلسته و قال : " أطربني بأفكارك العبقرية " .
هتف خالد بحماس ممتزج بالكثير من الدناءة : " سأعقد قراني عليها .. وقتها سيمكنني الإقتراب منها كيفما أشاء دون أن تعترض ، و حتى إن أعترضت فسأستطيع السيطرة عليها ببعض الكلمات الغزلية ..
و حالما أشبع منها أحولها إليك ، لتتمتع بها مرة و بعدها نرميها إلى والدها و أطلقها " .
هتف سعيد و هو يفكر في خطة صديقه : " و هل أنت واثق أن والدها سيوافق عليك ؟ "
هتف خالد بغرور : " بالطبع .. مَن ذا الذي يرفض خالد غنيم ! "
ابتسم سعيد و قد بدأ يشعر بقرب حصولهما على الفتاة التي لطالما رغب صدبقه بها ، ليقول بثقة : " و لارا سيكون لها دور في موافقته أيضاً ، لذا عليك التأثير عليها قبل أن تتقدم لها " .
هتف خالد بثقة مماثلة : " بالتأكيد ، ثم لا تقلق أنا أشعر بإعجابها بي ، يكفي غضبها من معاملة صديقتها لي ، هذا أكبر دليل على أنها تحمل لي مشاعر خاصة " .
صفق سعيد بجذل و هو يقول بسعادة متمكنة منه : " و أخيراً سنستمتع " .
لمعت عينا خالد بالرغبة و قال : " و سنتذوق تلك الفاتنة ! "
**********
صعدت لارا إلى السيارة لتحيي علاء و أمير بخفوت : " السلام عليكم " .
ردا عليها علاء و أمير ، ليعقد علاء حاجبيه باستغراب ، فهذه أول مرة تصعد إلى سيارته دون مرحها و شقاوتها المعهودة ، كان ليرجح هذا على أنه خجلاً من وجود أمير ، إلا أن ما حدث بينهما من قبل جعله يبعد هذا عن عقله !
نظر إليها من خلال المرآة و قال باستغراب : " ماذا بكِ حبيبتي ؟ "
ردت لارا بتجهم و ملامح عابسة : " بعض الإرهاق من طول اليوم " .
هز علاء رأسه بتفهم ، في حين أن أمير سألها بشوق جاهد كي لا يظهر في نبرته : " كيف حالكِ لارا ؟ "
أجابته باقتضاب : " بخير عمي " .
و لثاني مرة تناديه بهذا اللقب !
قبض على كفه بغضب ، يود أن يصيح بها بأنه ليس عمها ، أن مشاعره نحوها أبعد ما تكون عن هذا اللقب الغبي ..
عض على شفتيه بقوة ليمنع نفسه من التفوه بهذه الكلمات ، على الأقل الآن !
لكن قريباً سيكون له كل الحق في قول ما يريده .. دون أن يلومه أو يمنعه أحد !
سيعاقبها على كل مرة دعته فيها بعمي بطريقته الخاصة ، و سيحاسبها على مجابهتها له بتلك القوة ذلك اليوم الذي كانت تجلس فيه مع أصدقائها !
قال علاء مقاطعاً أفكاره : " إلى أين تود المدللة الذهاب ؟ "
عبست لارا بملامحها ، كانت ترغب في الذهاب إلى أي مكان و الإستمتاع بهذا الجو المنعش ، لتنسى تحكم والدها بعلاقاتها مع أصدقائها ، و الحزن الغريب الذي سيطر عليها منذ أن منعها عن الحديث مع خالد !
إلا أن وجود أمير مع عمها بالتأكيد لن يمنحها الإسترخاء الذي تنشده ، بل على العكس .. من الممكن أن يزيد من توتر أعصابها !
لذا باستسلام قالت : " لنذهب إلى البيت عمي ، أشعر بالتعب و أريد النوم " .
اندفع علاء بالقول مستغرباً : " لارا ترفض الخروج !..، ماذا حدث بالدنيا ؟ "
تأففت و لم ترد عليه ..
في حين سيطر على أمير هاجس أنها تراجعت عن رغبتها في الخروج بسبب وجوده ، و دون أن يعطي نفسه فرصة للتفكير ، قال كي يتأكد من ظنونه : " إن كنتِ لا تريدين الخروج معي فأحب أن أطمئنكِ بأن علاء سيصلني لبيتي أولاً " .
سارع علاء يقول بحرج : " لا تظلمها يا أمير ، تعلم كيف يكون اليوم الدراسي طويلاً و مرهقاً ، ثم ما بينكما كي ترفض الخروج معك !..، أنت تبالغ في ظنونك " .
بينهما الكثير .. يكفي ما حدث بينه و بين اللزج صديقها ، و لولا أن أبن عمه هو مالك المطعم ، لكان النادلين طلبوا لهم الشرطة حرصاً على سمعة المطعم ..
لم تبالي لارا بحديث عمها ، و هتفت بشجاعة تميز شخصيتها و صراحة معتادة عليها : " جيد أنك أخبرتني ، إذاً عمي سأفكر في مكان ما لنذهب إليه لحين أن تصل صديقك إلى منزله " .
تلون وجه علاء من الحرج ، و التفت إليها ليقول بعتب ممزوج بالغضب : " لارا ، احترمي نفسكِ و لا تتحدثين " .
قاطعه أمير قائلاً بكذب : " لا تشغل بالك علاء ، كلماتها لا تؤثر بي ، فبالنهاية هي لازالت طفلة " .
ليتابع بداخله : " طفلة تستحوذ على قلبي دون أن أدري " .
لمعت عينا لارا بغضب من نعته لها بالطفلة ، ما باله كل مرة يراها بها يطلق عليها اسم مختلف ..
مرة كومة شعر ..
مرة القزمة ..
و الآن طفلة ..
تُرى ماذا سيدعوها المرة القادمة ؟!
هتفت بوقاحة غير مبالية بحرج عمها : " لِمَ تعنفني عمي ؟ ، من حقي أن أختار الأناس الذين سأتنزه معهم ، و أنا لا أحبذ الخروج مع هذا الرجل ، فهو يثير استفزازي و يجعلني " .
" اخرسي " ، صاحها علاء بحدة و هو يود لو أن يصفّ السيارة خصيصاً كي يضربها على وقاحتها و عدم احترامها لصديقه ..
سارع أمير يقول برجاء : " بالله عليك أهدأ و لا تبالي بكلماتها ، اجعلها تقول ما تريده لا أهتم " .
تنفس علاء بقوة و قال بغضب : " أتركها لتتواقح أكثر !..، صحيح أننا دللناها أكثر مما ينبغي " .
زمت لارا شفتيها بضيق ، من حديث عمها عنها .. خاصة أمام أمير ، و قالت بعتاب : " أ فرطوا في دلالي أنا عمي ! "
هتف علاء من بين أسنانه : " أخرسي لا أريد أن أسمع صوتكِ ، و لعلمكِ أنتِ ممنوعة من الخروج لمدة أسبوع ، حتى تتعلمين الأدب " .
هتف أمير بهدوء مثيراً استفزاز لارا : " ليس هناك داعي لهذا يا علاء صدقني " .
هتفت لارا بحنق : " لن يطلب منك أحد التدخل " .
تأفف أمير بقوة و همس : " ناكرة الجميل " .
هتف علاء بصرامة : " لا حديث أكثر في هذا الموضوع ، و حسابنا عندما نعود إلى المنزل يا لارا " .
صمتت بعدها لارا متأففة .. و حزينة في نفس الوقت لأنها أغضبت عمها منها ، و لكن كله بسبب هذا المتطفل !
صفّ علاء السيارة و هو يقول : " لقد وصلنا يا أمير " .
ثم لمح والد أمير و هو يخرج من البيت ، فترجل كي يحييه ..
التفت أمير إلى لارا قبل أن يترجل و قال : " قريباً .. عندما يكون لي حق بكِ سأحاسبكِ على ما فعلتيه اليوم " .
و للمرة الثانية .. و دون أن يعطيها فرصة للرد .. ترجل من السيارة .. متجهاً إلى والده و علاء ..
عقدت لارا حاجبيها بقوة ، هذا .. ما قاله الآن ، مشابه لما قاله لها من قبل ، عندما أقنعها أنها تتخيل و أنه لم يقول شيئاً !
و لكن اليوم .. تقسم أنها لا تتخيل ، لقد قال أنه سيكون له الحق فيها ، و كأنه سيملكها !
مَن يظن نفسه ليقول لها هذه الكلمات بهذه الثقة ؟!
ثم .. ماذا تعني كلماته ؟
حركت رأسها باستهزاء ، أ تتساءل عن معناها و هو واضح وضوح الشمس !
سيكون قريب منها .. له الحق فيها .. يحاسبها على أفعالها ..
هل يريد الزواج منها ؟
ارتسمت الصدمة على ملامحها ، و نظرت له و هو يقف مبتسماً مع والده و عمها ..
عقدت حاجبيها بتفكير ؛ هي .. تتزوج من هذا الطويل !
هذا الرجل الذي لا ينفك عن إثارة استفزازها و الإستهزاء منها في كل مرة يتقابلا !
هل جن ليفكر في هذا ؟!
ثم .. كيف له أن يتحدث بهذه الثقة و كأن موافقتها أمر مفروغ منه ؟
هل يظن أنها سترحب بالزواج منه .. قافزة على السحب من السعادة ؟
مخطئ إذاً ؛ فهي لن توافق على الزواج منه و لو انطبقت السماء على الأرض !
**********
وقفت في أحد الأركان تنظر له بحذر دون أن ينتبه إليها ، أو هكذا تظن هي !
تأملته ملياً ؛ بتواضعه في التعامل مع العاملين ، بملابسه البسيطة و التي تجعله يبدو كواحداً منهم ، بابتسامته التي تجعل نبضات قلبها تتسارع دون أن تدرك !
أمالت برأسها قليلاً متمعنة في كل حركة يقوم بها و على شفتيها ابتسامة غريبة ، في الحقيقة .. لقد بدأت تعتاد وجوده في حياتها ، تعتاد اقترابه منها كل يوم و سؤاله المختصر .. الخجول عن حالها ، و نظرته إليها !
مشاعر غريبة تنتابها في وجوده لا تعلم ماهيتها و لا متى سيطرت عليها ، إلا أنها تمنح حياتها لوناً مختلف !
و ما يجعلها تتمادى في مشاعرها هو أنها تظن أنه يشعر بما تشعر به !
و إلا ما السر في لمعة عينيه و هو ينظر إليها ؟
و اسمه الذي لا ينفك عن إخبارها كم هو رائع من شفتيها ، و كأنه يتعمد إحراجها !
أنزاحت عينيها عنه للحظة ، لحظة كانت كافية لرسم الحزن على ملامحها .. و الغيرة في عينيها !
فهناك على إحدى الطاولات ، كانت تجلس عائلة مكونة من أب و أم و طفلة ، طفلة كانت تتدلل على والديها بابتسامة شقاوة تزيد من جمال ملامحها ، و والداها يستقبلان دلالها هذا برحابة صدر و رغبة في إسعادها مهما كان ما تريده !
يا الله .. كم تتمنى أن تكون مكان هذه الطفلة ، أن تعود السنوات إلى الخلف .. عشرة أو أكثر ، يكونا والديها لازالا على قيد الحياة .. و هي تعيش معهما ، ألا تدخل لهذا الدار الذي لم تجد فيه سوى البؤس و الحرمان ، أن تكون كأي فتاة في مثل سنها حالياً ، تخرج و تتنزه و تشتري الكثير من الملابس و أحدث الأجهزة الإلكترونية ، لا أن تعمل ليلاً و نهاراً لتوفر ما يكفي لإطعامها و إيوائها ..
ليت والدبها لم يمتا ، ليتها تملك عائلة تحتويها ، على الأقل كان حالها سيكون أفضل مما عليه الآن !
**********
كان مدركاً لتأملها له .. و عينيها التي تحاصر كل ما يفعله ، و كم أسعده ذلك !
ففكرة أن تكون تبادله الإعجاب تجعل قلبه يقفز سعادة ، لا ليس الإعجاب .. بل الحب ، لقد تعدى معها مرحلة الإعجاب بمراحل ، إنها تجذبه .. بعفويتها .. بابتسامتها على الرغم من الحزن الذي يلتمع بعينيها .. بشجاعتها و عدم خوفها طالما هي على حق ، إنها تمثل بالنسبة له نموذج مختلف تماماً عما يعرفه من خريجي دار الأيتام ، و هذا ما يجعله لا يتوقف عن التفكير فيها و تحليل تصرفاتها .
التفت بوجهه قليلاً .. لتقع نظراته عليها ، محاولاً ألا تنتبه هي لذلك ، فتفاجأ و قد أبعدت عيونها عنه .. لتتركز مع عائلة تجلس على إحدى الطاولات .
نظر إلى ما تنظر إليه ، لينقبض قلبه بألم عليها ، لقد كانت هناك طفلة لا يعطيها أكثر من عشر سنوات .. تضحك بسعادة و والدتها تُطعمها برفق .. و والدها يشاكسها في نفس الوقت .
عاد بنظراته إلى ريناد ليرى الغيرة التي تلتمع بعينيها ، و لم يحتاج إلى الكثير من الذكاء كي يدرك سبب هذه الغيرة ، فرغبتها في أن تكون مكان تلك الطفلة كانت جلية .
اقترب منها و الشفقة تظهر في عينيه رغم كل محاولاته كي يزيلها ، كي لا تحزن هي أكثر !..، و كم تمنى أن يقترب منها أكثر و يعوضها عما لاقته في الدار و عن رحيل والديها !
وقف بجانبها .. إلا أنها ام تشعر بوجوده ، فما كانت تنظر إليه استحوذ على كل انتباهها و مشاعرها ، و هو بدوره أبقى نظراته على تلك الطفلة ، و همس و هو ينظر إليها :
" ليحفظها الله لوالديها " .
أجفلت على وجوده بجانبها ، و مع ذلك لم تنظر إليه .. خشية من أن ينتبه على الألم و الحزن المرتسمين على ملامحها ، و همست :
" ليحفظ والديها لها " .
التفت إليها و سألها : " جميلة ، أ ليس كذلك ؟ "
ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها و قالت : " جمالها ينبع من سعادتها و شقاوتها " .
سألها فجأة ، دون أن يفكر حتى في سؤاله : " و أنتِ ؟ "
سألته بعدم فهم : " أنا ماذا ؟ "
صمت للحظة منتبهاً إلى ما قاله ، يا له من غبي !
كان يقصد بسؤاله إن كانت سعيدة أم لا ، و كأن من تحيا مثل حياتها تطرق السعادة أبوابها !
ابتلع ريقه بتوتر لا يعلم ماذا يقول لها ، بل لا يعلم ما الذي جعله يتوتر و يسألها هذا السؤال !
و عندما وجدته صامتاً تحركت من أمامه و هي تقول : " اسمح لي سيد بشار ، سأذهب لأتابع عملي " .
أوقفها بسرعة ، لا يريدها أن تبتعد عنه : " ريناد ، ألم تزوري دار الأيتام الذي كنت فيه بعدما خرجتي منه ؟ "
لينتبه إلى تهوره للمرة الثانية ، فيعض على شفتيه بندم .
وقفت مكانها في صدمة ، ليرتسم الجمود على ملامحها فجأة ، التفتت إليه ببطئ و قالت :
" عفواً ، ما سبب هذا السؤال ؟ "
لم يستطع أن ينظر إليها و هو يقول بحرج : " انسي الأمر ، لقد كان مجرد فضول " .
إلا أنها قالت بجمود : " ذهبت إليه مرة واحدة لأسأل عن صديقتي ، و وقتها طردتني المشرفة متذمرة من عودتي إلى هناك مرة أخرى ، و كأنني عائدة إلى الجنة ! "
أطرق وجهه بحزن ، و برر سؤاله قائلاً : " لقد أعتقدت أنكِ تذهبين إلى الدار باستمرار لرؤية صديقاتكِ " .
ابتسمت بسخرية و قالت : " صديقاتي .. اثنتين منهما خرجتا من الدار و هما لم يتما العاشرة بعد ، فأنستهما الحياة و جمالها صديقاتهما ، و الأخيرة خرجت من الدار و لا أستطيع العثور عليها ، ثم مَن تخرج من دار مثل ما كنت فيه لا تعود إليه مرة أخرى .. حتى لو لزيارة ! "
همس بأسف : " أعتذر على تطفلي " .
ابتسمت بسماحة ، تود أن تخبره أنها مرحبة بتطفله هذا طالما أنه لن يجعله ينظر لها بشفقة ، أو يراها أقل منه !
مع أنها بالفعل أقل منه في كل شئ ، كمادياً و علمياً ، حتى في الشكل .. تعتقد أن ملامحها البسيطة أقل بكثير من ملامحه الجذابة الواثقة !
هتفت ببساطة : " لم أشعر بأي تطفل " .
ثم سارت لتتابع عملها ، في حين هو تابعها مبتسماً و عينية تلمع بطريقة .. جعلت قلب رشدي ينقبض خوفاً مما قد يحدث في المستقبل !
**********
فتحت عينيها لتجد نفسها مستقرة في أحضانه و ذراعيه تحاوطنها ، نظرت إلى جسدها لتجد أن الغطاء فقط ما يغطيه !
بدأت تسب نفسها بقسوة على استسلامها له و السماح له بالتمادي معها ، لا تعلم كيف حدث ذلك ؟ ، تقسم أنها كانت ستبعده عنها ، و لكنها لم تشعر بنفسها ، و كأنه فصلها عن العالم بقبلاته و مشاعره !
أغمضت عينيها بقوة و هي تطرق الوسادة برأسها ، غبية يا نشوى ، غبية و حمقاء كما تقول عنكِ والدتكِ ، ماذا دهاكِ ؟
كيف نسيتي طارق بهذه السهولة و سمحتي لرجل أخر باحتلال مكانه بهذه السهولة ؟!
فتحت عينيها على وسعها بصدمة من أفكارها ، مَن نست ؟
و مَن احتل مكان مَن ؟
بما تهذي ؟
لابد أنها أصيبت بالجنون لتفكر أن وحيد احتل مكان طارق !
هو لم يحتله .. و لن يفعلها ، هي لا تحب .. و لا تريد سوى طارق ، طارق و فقط ، و أي ذكر غيره ليس رجلاً في عينيها !
صوت قوي من جانبها جعلها تنتفض في مكانها ، التفتت .. لترى وحيد يفتح عينيه ، و يرفع يديه بقوة ماطاً بجسده ..
لحظات و نظر إليها مبتسماً و همس : " صباح الخير يا حلوة " .
نظرت له بامتعاض ، و كلمته البسيطة أثارت استفزازها بلا سبب !
" من الواضح أنك لازلت نائماً ، أنا نشوى .. لست لمار " .
تأوه بسخرية و قال مثيراً استفزازها أكثر : " أعتذر ، تعرفين تأثير النوم و هكذا ، صباح الخير يا حمقاء " .
توسعت عيونها بغضب و صاحت باستنكار : " حمقاء ، أنا حمقاء ! "
تأفف بضجر و قال : " إن كنتِ لستِ حلوة .. و لستِ حمقاء ، فماذا تكونين ؟ "
رفعت ذقنها بغرور و قالت : " أنا نشوى ، ليس أي لقب يليق بي " .
حرك رأسه بقلة حيلة و همس بصوت بالكاد يُسمع : " أقسم أنكِ حمقاء " .
صاحت بقلة احترام : " احترم نفسك يا وحيد ، و انتبه إلى مَن تتحدث ! "
سحبها بقوة لتسقط بين أحضانه ، ثم أمسك ذقنها و ضغط عليها بقوة ، مما جعلها تتأوه بألم ، و قال بغضب مكبوت :
" أتحدث إلى زوجتي ، و التي لا تكف عن محاولاتها لإغضابي ، هل تريدبن أن نتشاجر من أول النهار ؟ "
حاولت إبعاد يده عن ذقنها بضعف و هي لا زالت تتأوه ، ليسحب هو يده بقوة .. فيسقط رأسها على صدره ، ثم أبعدها عنه بقسوة لتعود إلى جانبها من السرير .
نهض وحيد ليدلف إلى الحمام و هو يقول : " أعدي الفطور حتى أخرج " .
اعترضت باندفاع : " لن أعد لك شئ " .
وقف أمامها ليقبض على ذراعها بقوة و هو يقول : " كما توقعت إذاً ، تريدين افتعال مشكلة من الصباح ، حسناً و أنا أكثر من مرحب بذلك ، فحتى الآن لا زال هناك غضباً بداخلي منكِ أجاهد لأسيطر عليه ، لكن من الواضح أنكِ تريدين رؤية وجهي الأخر مرة أخرى ، و هذه المرة سينفجر كل غضبي ، فأنا لم أتخلص من ربعه حتى " .
ابتلعت ريقها بخوف من كلماته ، و نظر هو لها بحدة و هو يقول مشدداً على حروفه : " سأخرج و أجد الطعام معداً " .
أومأت برأسها عدة مرات بلا شعور و نظراته ترعبها ، ليقول بنبرة قوية : " لم أسمع " .
همست بطاعة : " حسناً " .
ابتعد عنها و هو يحدجها بنظرة قوية مهددة ، ثم دلف إلى الحمام مغلقاً الباب خلفه .
جلست نشوى في مكانها .. ترمش بعينيها بعدم تصديق !
ماذا حدث معها ؟
كيف أطاعت أمره ؟
بل كيف سمحت له أن يتحدث معها بهذه الطريقة ؟!
هي التي لم يرفع أحدهم صوته عليها من قبل ، يأتي هذا يصيح عليها و يهددها و يأمرها !
ضربت الوسادة بقوة و هي تصيح من بين أسنانها : " ما الذي يحدث لي ؟ ، لِمَ أصمت أمامه دون أن أستطيع أن أعترض بحرف ؟ ، أنا لم أكن هكذا ، حتى طارق كنت أقف أمامه و أجابهه بكل قوة دون ذرة خوف !
لِمَ لا أفعل هذا مع وحيد ؟ "
جاءها صوته صائحاً : " دقائق و سأخرج يا نشوى ، أرجو أن يكون الفطور جاهزاً " .
قفزت من مكانها بسرعة و هي تهمس : " سأفكر في هذا لاحقاً ، لأحضر له الآن الفطور حتى لا أرى وجهه الأخر هذا ، يكفي أن وجنتي بقت تؤلمني لثلاثة أيام عندما رأيته أول مرة ! "
دلفت إلى المطبخ و حضّرت الفطور ، ليدلف وحيد إليها فيرى أنها نفذت ما أمرها به ..
نظر إلى الطعام الموضوع على المائدة و قال : " تيم و لمار لا يأكلون البيض المسلوق ، أقلي لهما بيض و بطاطس حالما أوقظهما " .
أعترضت بتذمر : " لا .. لقد تعبت في إعداده ، و لن أعد شيئاً أخر ، إن لم يعجبهما لا يأكلا " .
رفع حاجبيه باعتراض و هو ينظر إلى ما أعدته بسخرية ، ثم نظر لها و قال : " تعبتي في وضع البيض في الماء على الموقد ، أم إخراج الجبن و المربى و وضعهما في الصحون ، لا تقولي أن إعداد الفول و تقطيع الخيار هو ما أتعبكِ " .
زمت شفتيها من سخريته الواضحة ، إلا أنه لم يعطيها فرصة للرد ، حيث أردف بأمر : " أعدي ما أمرتكِ به حتى أعود " .
خرج من المطبخ و هو يتأفف بضيق ، فهي تضطره بأن يتعامل معها بطريقة لا بحبها و لا يفضلها ، و لكنها هي مَن تجعله يخرج عن شعوره باستفزازها و عدم احترامها له ، أ لا يكفي أنه مازال متزوجاً منها على الرغم مما فعلته مع طليقها السابق !
إلا أنه يفهمها جيداً ؛ هي تفعل كل هذا كي يطلقها ، و لكنه لن يستسلم لها بهذه السهولة ، إن كان استعاذ من الشيطان و سيطر على غضبه عندما تحدثت مع طليقها و لن يطلقها ، فهل يطلقها لأنها تسنفزه بطفولة ؟!
نعم هي طفلة ، طفلة بجميع تصرفاتها و حركاتها ، و هو سيربيها من جديد !
**********
لست أبي
أنت تقرأ
لست أبي (كاملة)
Romance"هل لي أن اعلم ما الذي فعلتِه؟ كيف ترفضين الزواج من إسلام؟ ألا تعلمين ماذا فعلت لكي يقبل الزواج بكِ؟" شعرت بقبضته القوية على ذراعها، همست متأوهة بألم، تحاول تحرير ذراعها دون جدوى.. تجاهلت ألمها عندما سمعت توبيخه لرفضها لإسلام، برقت مقلتاها بالتحدي،...