اقتحمت مكتب زوجها، لترفع حاجبيها بصدمة عند رؤية سكرتيرته قريبة منه للغاية، تحرك جسدها بإغواء متعمد لجذبه، و ترسل إليه نظرات مليئة بالهيام، بينما هو يبدو مركزاً على الأوراق التي أمامه!
ضيّقت ياسمين عينيها بشك، ففريد الجندي يستحيل ألا يلاحظ محاولات أنثى للاقتراب منه!
<واضح أنني أتيت في وقت غير مناسب!>
ارتفعت نظرات فريد إليها، لتلمع مقلتيه بخبث بالتقاط الغيرة التي تشع من عينيها!
فحلوته تكون ألذ و أشهى و هي تعلن غيرتها عليه!
عضّ شفته السفلي بشهوة، و حدقتيه تتحرك على كامل جسدها بـ.. رغبة.
"أنتِ مرحب بكِ في كل وقت و كل مكان حلوتي.>
هتف بنبرة يعلم جيداً تأثيرها عليها، و رافقها بغمزة وقحة تشير إلى نواياه!
لترمقه ياسمين بغيظ من لا مبالاته، و تتجه نظراتها إلى الأخرى التي تجاوره و تنظر إليها بحقد، فيرتفعا حاجبيها باستهانة!
<اتركينا بمفردنا يا تالا.>
أخفت تالا ضيقها و غيرتها من زوجة رئيسها، لتهتف بنبرة مذيبة للأعصاب أشعلت ياسمين غضباً:
<أمرك سيد فريد.>
و تحركت بخطوات تُظهِر دلالها استفزت ياسمين تماماً، فمدّت ساقها متعمدة لتتعرقل الأخرى في سيرها!
فتهتف ياسمين بمياعة: <انتبهي حتى لا تسقطين على وجهكِ.>
لتشتعل تالا غيظاً، و تتحرك بخطوات غاضبة إلى خارج المكتب، ضاربة أرضيته بقدميها، بينما فريد انفجر ضاحكاً!
التفتت ياسمين إليه بحدة، محدقة فيه بنظرات متوعدة، استقبلها هو باستمتاع، و مد ذراعيه بينما يقول بنبرة خاصة:
<تعالي حلوتي.>
كتفت ياسمين ذراعيها و لم تتحرك من مكانها، ليعض فريد على شفته السفلى و جسده يشتعل شوقاً، ليكرر بنبرة مغوية:
<ألم تشتاقي إلى حضني حلوتي؟>
ارتعش جسدها استجابة، فثبتت قدميها أرضاً حتى لا تضعف و تتحرك نحوه، و سيطرت على نظراتها كي لا تُظهِر تأثرها، إلا أن فريد اكتشف ذلك بسهولة، فاتسعت ابتسامته التي تتلاعب بنبضاتها، و نهض بكسل خاطياً نحوها.
<توقف فريد.>
وصل فريد إليها ليسحبها بغتة من خصرها إلى أحضانه، و تتحرك أصابعه عليه بحركات دائرية انتفض لها جسدها.
ثم قال ببراءة: <أتوقف عن ماذا حلوتي؟>
بنبضات مبعثرة، و جسد خامل، مدّت يديها لتبعد أصابعه عن جسدها، و هي تقول بتذمّر:
<عما تفعله، فأنا غاضبة!>
<يالله، حلوتي غاضبة!>
هتفها بصدمة مفتعلة، ثم رفعها كالطفلة، ليذهب بها إلى الأريكة المقابلة لمكتبه، فيجلس و يُجلسها في أحضانه..
فتتحرك ياسمين فوراً لتجلس بجانبه، و عادت لتتكتف بذراعيها..
فمال فريد بجذعه العلوي نحوها، هامساً: <أوه أنتِ غاضبة فعلاً!>
برطمت ياسمين بشفتيها بطريقة طفولية محببة، ليختطف فريد قبلة سريعة منهما، قبل أن تبتعد ياسمين بوجهها عنه، مضيّقة عينيها بحنق.
<أتغضبين من فريدك حلوتي؟>
فقالت مؤكدة بقوة: <نعم.>
ليرفع فريد حاجبيه بدهشة، و يسحبها لتسقط نائمة على قدميه، فتتعلق نظراتها به، ليسألها:
<لماذا؟>
لتصدر ياسمين ضحكة ساخرة، و تقول باستهزاء: <و كأنك لا تعلم!>
ليتلاعب فريد بخصلات شعرها، و يهتف: <لا، لا اعلم.>
فترمقه ياسمين بعدم تصديق، و تشير بيدها إلى الباب الذي خرجت منه تالا منذ قليل، و تسأله بحنق:
<ماذا كانت تفعل هذه؟!>
فيرد فريد على سؤالها بسؤال: <مَن؟>
ليتعالى صوتها: <فريد لا تلعب بي!
أنت تعلم عمَن أتحدث، هذه الفتاة ماذا كانت تفعل؟>
ليسيطر فريد على ابتسامته بقوة، و يقول ببراءة مصطنعة: <أها تقصدين تالا..
كانت تعطيني بعض الأوراق التي تحتاج توقيعي.>
لتنهض ياسمين و تقف أمامه بعنف، لتقلد تالا في وقفتها، و هي تقول:
<و كي توقع على الأوراق، عليها أن تكون في أحضانك!>
ليبلل فريد شفتيه و رغبته بها وصلت أقصاها، فيقول بصوت أجش:
<لم تكن في أحضاني، مالت بجسدها لتشير إلى نقطة ما في الورقة..
و أي كانت وقفتها، فلن تكون مغرية كوقفتكِ الآن حلوتي.>
اعتدلت ياسمين في وقفتها، مبعدة خصلات شعرها عن وجهها، قائلة بحنق:
<يكفي فريد، لا تشتت انتباهي بكلماتك و أفعالك، فأنا حقاً غاضبة جداً، و غير راضية عما حدث!>
<و أنا مشتاق جداً، منذ ست ساعات لم اقترب منكِ.>
<فريد.>
أشار بالاستسلام بحركة مضحكة، ليزمّ شفتيه و يقول بضيق:
<حسناً ماذا تريدين الآن؟>
<لا أريد لهذه الفتاة أن تعمل معك من اليوم!>
ليرفع فريد حاجبيه، و يسألها بنبرة ذات معنى: <و المقابل؟>
فتخصّرت ياسمين في وقفتها، قائلة بدلال متعمد: <على قدر سرعة تنفيذك!>
و غمزت بعينيها بوقاحة، و نظراتها تعده بالكثير مما يتخيّله عقله و لا يتخيّله!
لتتعالى ضحكاته المذهولة، و يقول باستمتاع: <تغيرتِ كثيراً حلوتي!>
لتدنو منه ياسمين، و تتلاعب بأزرار قميصه بدلال متعمد، و تقول: <الفضل يرجع لأستاذي المتميز.>
فيحيطها فريد بذراعيه، و يميل مقترباً من شفتيها، هامساً: <ألا يوجد مكافأة لأستاذك إذاً؟>
لتضع ياسمين أصابعها على شفتيه مانعة إياهما من الوصول إلى هدفهما، و تهز رأسها بالنفي قائلة بمكر أنثوي:
<ليس قبل أن ينفذ طلباتي.>
فيرمقها فريد بفضول، لتشير برأسها اتجاه باب المكتب، و تقول:
<السكرتيرة!>
ثم تصدمه بـ.. تقبيله!
ثواني معدودة و ابتعدت عنه وسط دهشته، لتهمس بجانب أذنه بينما صوت أنفاسه الراغبة يتعالى:
<و هذا المقدَم، و إن نفذت طلبي ستكون لك ليلة خاصة.. جداً.>
و بللت شفتيها مقلدة إياه، ليهمس فريد: <أصبحتِ وقحة للغاية حلوتي!>
فتميل برأسها، و تقول بابتسامة: <الفضل يرجع لأستاذي أيضاً.>
ثم تعتدل في وقفتها، و تهتف بإغواء: <عندما تنفذ الطلب أخبرني، كي ابدأ في التحضير لليلة.>
ليسحبها فريد إلى مكتبه، ثم يستدعي تالا!
<طلباتكِ أوامر حلوتي مهما كانت.>
استأذنت تالا للدخول إلى مكتب سيدها، لتقف على مقربة من مكتبه، و عيناها تتجه رغماً عنها إلى زوجته التي تحتل أحضانه، فتمتلئ بالغيرة!
<تالا تعلمين كم أنتِ مميزة، و أنا اعتمد عليكِ في كثير من الأعمال.>
انتشت تالا من هذا الإطراء، فاستقام جسدها بغرور، بينما توسعت حدقتي ياسمين بصدمة مما يقوله، فضغطت على قدمه بكعبها بحقد، ليكتم فريد توجعه، و يبتسم لتالا و يتابع:
<الفرع الأخر للشركة به مشكلة، و تعلمين أن المدير هناك جديد و لا خبرة كافية له، لذا أنا أريدكِ بجانبه.>
تفاجئت تالا بما يقوله، لتتوتر في وقفتها، و تهمس بحزن: <لكن سيدي، أنا أفضّل العمل معك.>
تحفز جسد ياسمين بغضب عارم، و لاحظ فريد ذلك، فشدد من احتضانه لها، و ربتّ على ظهرها برفق، و هو يقول إلى تالا:
<اعلم، و لكنني بحاجة إليكِ أكثر في الفرع الأخر.>
ليأمرها بجدية لا تقبل النقاش: <بقيّة اليوم اجازة لكِ، و غداً تكونين في الفرع الاخر..
مفهوم؟>
لتطرق ياسمين برأسها مخفية ابتسامتها، و الأخرى تنظر لها بكره!
<مفهوم سيدي.>
ثم غادرت مكتبه و هي تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة، ثم تدعي على ياسمين التي حرمتها من الوجود بجانب مَن نبض له قلبها، بينما تأخذ أهم اغراضها لتغادر الشركة تماماً!
**********
<و الآن؟>
التفت سائلاً إياها بشغف، لتهتف ياسمين:
<الآن أنا سأغادر حتى استطيع اللحاق بالتحضير لليلتنا.>
ثم تعاود تقبيله مرة أخرى، و تهمس بنظرات مغوية: <لا تتأخر.>
لتتحرك من أمامه بخطوات متدلِلة تماثل خطوات تالا، لتتعالى ضحكات فريد، و يهمس:
<كل يوم تزدادين لذة يا حلوتي..
ليعينني الله عليكِ.>
**********
جاهدت لفتح عينيها و النظر إلى نفسها من خلال المرآة و لكنها لم تستطيع!
يا الله، إن كان خجلها يمنعها عن رؤيتها لنفسها، فكيف ستقف أمامه بهذا المظهر الـ.. مفضوح؟!
شجّعت نفسها همساً محاولة بث القوة في مواجهته إليها..
<لِمَ تخجلين من ارتداء القميص لي، بينما ها أنا أرى جسدكِ بأكمله عارياً؟>
تذكّرت سؤاله الوقح الذي طرحه عليها ذات مرة في إحدى لحظاتهما الخاصة.
لتفتح عينيها متأملة القميص الذي كان سيموت و يراه عليها..
فتشهق بفزع و هي ترى جسدها بأكمله عارياً، إلا من بعض الخيوط القليلة!
<الوقح، لهذا كان يصّر على أن أرتديه له!>
تأملت نفسها مرة أخرى، لتهز رأسها بقلة حيلة، فهي و مهما حاولت لن تستطيع الوقوف أمامه بهذا المنظر.
فشرعت في إزالة تلك الخيوط التي لا تعرف أهميتها من على جسدها، هاتفة إلى نفسها:
<الليلة لن تتوقف على هذا الذي لا أجد له اسماً مناسباً!>
و لكنها قبل أن تتخلص مما ترتديه، سمعت نبرته المذهولة:
<حلوتي!>
أغمضت عينيها بيأس، و جسدها ينتفض خجلاً مع كل خطوة يخطوها نحوها..
ليقف فريد أمامها، هاتفاً بعدم تصديق: <ارتديتِ القميص من أجلي!>
لتعترف باضطراب و هي لازالت مغمضة عينيها: <كان قراراً متهوراً في لحظة أكثر تهور.>
ليضحك فريد بارتعاش، و يحملها مقرباً إياها من أحضانه، و هو يقول بصوت أجش:
<أحببت التهور جداً.>
فتستسلم ياسمين له.. و لما يفعله بضعف يحبه، و يجعله يغرق أكثر في حلاوتها!
**********
مندسّة في أحضانه، جسدها مسترخياً باكتفاء، تحرك ذراعها ليحيط بجذعه متذكّرة لحظاتهما الخاصة بنبضات متسارعة..
ففي كل مرة يكون مختلفاً، يسحبها معه إلى عالم ترفرف فيه روحها، و ينتشي به قلبها، و يذوب له جسدها..
هو بنفسه عالم كبير.. غامض، تغوص فيه دون إرادتك حتى تغرق و تظن أن لا أحد سينجيك..
فيكون هو أول منقذ لك!
لقد غرقت في عالمه، غرقت رغماً عنها منذ بدأت العمل في بيته و أبدى إعجابه بها، صارعت للنجاة من أمواجه العاتية و لكنها فشلت، و عندما أعلنت استسلامها و ارتخى جسدها مستعداً للموت، مُدت يده إليها لينقذها!
تحركت نظراتها إلى الشهادة المُعلقة على الجدار، شهادة تخرجها و التي أصّر على وضعها في إطار و تعليقها، بل وعدها بفعل المثل مع شهادة الماجستير و الدكتوراة، مشجعاً إياها و مبيناً لها مدى أهمية دراستها لديه..
و بفضله -بعد فضل الله سبحانه و تعالى- أصبحت لما هي عليه الآن..
إمرأة مسئولة.. قوية.. قادرة على اتخاذ القرارات..
أم ناجحة.. تعرف كيف تعتني بطفلها و تربيه جيداً..
و زوجة جريئة.. وقحة، كما يحب!
ضحكت بخفة متذكّرة إثناءه على وقاحتها في اللحظات السابقة، مشجعاً إياها على التهور أكثر في الأيام القادمة!
لتتسلل نغمتها الرنانة إلى أحلامه، فيفتح عينيه بكسل، ليجدها مستيقظة!
<لم تنامين؟>
هزت رأسها بالإيجاب.
لتتحرك حدقتي فريد عليها، و يهتف معاتباً: <و لِمَ لم توقظيني إذاً؟>
لتتعالى ضحكاتها، و تسأله بدلال: <ألم تشبع؟>
ليميل فريد عليها، و يهمس أمام شفتيها: <و هل هناك عاقل يشبع من الحُلوى اللذيذة؟!>
أنت تقرأ
لست أبي (كاملة)
Romance"هل لي أن اعلم ما الذي فعلتِه؟ كيف ترفضين الزواج من إسلام؟ ألا تعلمين ماذا فعلت لكي يقبل الزواج بكِ؟" شعرت بقبضته القوية على ذراعها، همست متأوهة بألم، تحاول تحرير ذراعها دون جدوى.. تجاهلت ألمها عندما سمعت توبيخه لرفضها لإسلام، برقت مقلتاها بالتحدي،...