تابع الفصل الثاني عشر

10.7K 381 14
                                    

هل تفعلها ؟
و إن فعلتها هل سيكون هناك أمل لها ؟
عقلها يخبرها أن ترضى بما كتبه الله لها و تكتفي بلارا ..
و قلبها يرتجف خائفاً من أن يتركها إسلام في يوم و تخسره ، و يخبرها بأن عليها فعل ما بوسعها كي تضمن وجوده بجانبها ..
حسمت قرارها و تحركت خطوة لتدلف إلى عيادة الطبيبة النسائية التي كانت تتابع معها من قبل و في نيتها متابعة علاجها !
أجرت التحاليل التي طلبتها منها و بعدها جلست أمامها بقلق منتظرة حديثها ..
هتفت الطبيبة بنبرة عملية : " للأسف سيدة هبه لازال لديكِ بعض المشاكل التي تعوق إنجابك " .
و أردفت و هي تلتقط ورقة و تدون بها العلاج : " سأكتب لكِ العلاج الذي كتبته من قبل و عليكِ المواظبة على تناوله " .
همست هبه بتوتر : " و لكن دكتورة ، لقد أخذت هذا العلاج لمدة خمسة أشهر و لم يجدي معي " .
هتفت الطبيبة بنفس نبرتها : " نعم و لكنه المناسب لحالتكِ " .
و أردفت بشفقة : " لا تيئسي سيدتي ، هناك من يستمرون على العلاج لسنوات ليس بضعة أشهر ، و في الأخير يرزقهم الله بما ينير عليهم حياتهم " .
عادت كلمات مشيرة تطرق رأسها لتتساءل بخوف ..
هل سينتظر إسلام لسنوات ؟
هل سيفي بوعده و يكتفي بلارا ؟
أم سيكون كمصطفى ؟
نهضت مودعة الطبيبة بشكر مع وعد على الإلتزام بالعلاج !
**********
" أبي .. سأبدأ في البحث عن شقة لنسكن بها أنا و نشوى " .
نظر له محمد بسخرية لقد كان يتوقع أنها ستطلب هذا ، و لكن ما لم يتوقعه أن يوافقها ابنه بسهولة !
" كنت أظن أنك تفضل أن تمكث معنا في نفس المنزل " .
شعر بالحرج و الحزن حيث أنه متعلق بوالديه بشدة .. و لم يفكر من قبل أنه سيضطر أن يعيش بعيداً عنه ، و ما طمئنه من ناحية ذلك أن شقتهما ذات مساحة كبيرة .. هذا بجانب الطابق الثاني و الذي جهزه له والده من قبل ، بالإضافة إلى أنه لم يفكر في الزواج سوى من نشوى ، و هذا ما جعله يظن أنها لن تعترض على السكن معهما .. خاصة و أن والدته تكون خالتها و علاقتهما ببعضهما جيدة ، و لكن دخول أسيل إلى حياته حوّل كل شئ ..
" كنا سنقيم هنا بالطبع ، و لكن مع وجود أسيل أصبح هذا صعب .. أنت تعلم بالمشاكل التي تحدث بينهما " .
أسيل ، هذا العذر التي أقنعته بها !..، وافق على مضض .. فحتى إن رفض لن يستمع ابنه إليه .. فمن الواضح أنه مقتنع بقراره ..
" كما تريد بنيّ " .
انتشرت السعادة على ملامحه .. لقد كان خائفاً من رفضه و الإضطرار على الدخول في م جادلة معه .. و الله وحده يعلم على ماذا كانت ستنتهي و كيف ستكون ردة فعله حينها ، و لكن والده الحبيب تفهم موقفه و وافق على ما يريده ..
نهض و اقترب منه ليلتقط كفه و يقبلها بحب و امتنان : " لا حرمني الله منك أبي " .
ملس محمد على شعره ولده بحنان و بداخله يتمنى أن يكون كل ما يظنه في نشوى غير صحيح و أن تسعد ولده لأنه يستحق ..
في هذه اللحظه اقتحمت أسيل الغرفة و هتفت بمرح : " أنا مستعدة " .
استقام طارق و ابتسم على حماسها ، ثم وجه حديثه إلى والده قائلاً :
" لا تنتظرونا على الغذاء ، لقد دعانا إسلام في منزله " .
صفقت أسيل بجذل : " سنذهب إلى إسلام أيضاً .. رائع " .
دفعها طارق بخفة و هو يقول : " هيا بنا إذاً " .
**********
اندمجتا لارا و أسيل سريعاً و أخذتا تلعبا سوياً بمرح ..
جلسا طارق و إسلام في غرفة الضيوف ، فهتف طارق بذهول :
" لا أصدق أنك تبنيتها حقاً " .
رفع إسلام حاجبيه بتساؤل : " و هل كنت تعتقد أنني أمزح ؟ "
لم يكن طارق يعلم بحالة هبه الصحية و عدم قدرتها على الإنجاب ، فأعتقد أنها ستعترض على رغبة إسلام ..
" في الحقيقة كنت أعتقد أن هبه لن توافق " .
ابتسم إسلام مفكراً أنه حتى لو كانت حبيبته قادرة على الإنجاب .. كانت ستوافق على تبني لارا ، فالأيام التي قضاها معها أظهرت له حنانها و قلبها الكبير ..
" أنت لم تعرف هبه بعد " .
هتف طارق متذكراً ما علمه : " أ علمت أن هذا المصطفى الذي حرض على قتلك حُكِم عليه بعشر سنوات " .
و أردف : " حتى الآن لا أصدق أنه حاول قتلك من أجل إمرأة " .
شرد إسلام متذكراً ما حدث بعد أن أستيقظ في المستشفى ..

لست أبي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن