هل تفعلها ؟
و إن فعلتها هل سيكون هناك أمل لها ؟
عقلها يخبرها أن ترضى بما كتبه الله لها و تكتفي بلارا ..
و قلبها يرتجف خائفاً من أن يتركها إسلام في يوم و تخسره ، و يخبرها بأن عليها فعل ما بوسعها كي تضمن وجوده بجانبها ..
حسمت قرارها و تحركت خطوة لتدلف إلى عيادة الطبيبة النسائية التي كانت تتابع معها من قبل و في نيتها متابعة علاجها !
أجرت التحاليل التي طلبتها منها و بعدها جلست أمامها بقلق منتظرة حديثها ..
هتفت الطبيبة بنبرة عملية : " للأسف سيدة هبه لازال لديكِ بعض المشاكل التي تعوق إنجابك " .
و أردفت و هي تلتقط ورقة و تدون بها العلاج : " سأكتب لكِ العلاج الذي كتبته من قبل و عليكِ المواظبة على تناوله " .
همست هبه بتوتر : " و لكن دكتورة ، لقد أخذت هذا العلاج لمدة خمسة أشهر و لم يجدي معي " .
هتفت الطبيبة بنفس نبرتها : " نعم و لكنه المناسب لحالتكِ " .
و أردفت بشفقة : " لا تيئسي سيدتي ، هناك من يستمرون على العلاج لسنوات ليس بضعة أشهر ، و في الأخير يرزقهم الله بما ينير عليهم حياتهم " .
عادت كلمات مشيرة تطرق رأسها لتتساءل بخوف ..
هل سينتظر إسلام لسنوات ؟
هل سيفي بوعده و يكتفي بلارا ؟
أم سيكون كمصطفى ؟
نهضت مودعة الطبيبة بشكر مع وعد على الإلتزام بالعلاج !
**********
" أبي .. سأبدأ في البحث عن شقة لنسكن بها أنا و نشوى " .
نظر له محمد بسخرية لقد كان يتوقع أنها ستطلب هذا ، و لكن ما لم يتوقعه أن يوافقها ابنه بسهولة !
" كنت أظن أنك تفضل أن تمكث معنا في نفس المنزل " .
شعر بالحرج و الحزن حيث أنه متعلق بوالديه بشدة .. و لم يفكر من قبل أنه سيضطر أن يعيش بعيداً عنه ، و ما طمئنه من ناحية ذلك أن شقتهما ذات مساحة كبيرة .. هذا بجانب الطابق الثاني و الذي جهزه له والده من قبل ، بالإضافة إلى أنه لم يفكر في الزواج سوى من نشوى ، و هذا ما جعله يظن أنها لن تعترض على السكن معهما .. خاصة و أن والدته تكون خالتها و علاقتهما ببعضهما جيدة ، و لكن دخول أسيل إلى حياته حوّل كل شئ ..
" كنا سنقيم هنا بالطبع ، و لكن مع وجود أسيل أصبح هذا صعب .. أنت تعلم بالمشاكل التي تحدث بينهما " .
أسيل ، هذا العذر التي أقنعته بها !..، وافق على مضض .. فحتى إن رفض لن يستمع ابنه إليه .. فمن الواضح أنه مقتنع بقراره ..
" كما تريد بنيّ " .
انتشرت السعادة على ملامحه .. لقد كان خائفاً من رفضه و الإضطرار على الدخول في م جادلة معه .. و الله وحده يعلم على ماذا كانت ستنتهي و كيف ستكون ردة فعله حينها ، و لكن والده الحبيب تفهم موقفه و وافق على ما يريده ..
نهض و اقترب منه ليلتقط كفه و يقبلها بحب و امتنان : " لا حرمني الله منك أبي " .
ملس محمد على شعره ولده بحنان و بداخله يتمنى أن يكون كل ما يظنه في نشوى غير صحيح و أن تسعد ولده لأنه يستحق ..
في هذه اللحظه اقتحمت أسيل الغرفة و هتفت بمرح : " أنا مستعدة " .
استقام طارق و ابتسم على حماسها ، ثم وجه حديثه إلى والده قائلاً :
" لا تنتظرونا على الغذاء ، لقد دعانا إسلام في منزله " .
صفقت أسيل بجذل : " سنذهب إلى إسلام أيضاً .. رائع " .
دفعها طارق بخفة و هو يقول : " هيا بنا إذاً " .
**********
اندمجتا لارا و أسيل سريعاً و أخذتا تلعبا سوياً بمرح ..
جلسا طارق و إسلام في غرفة الضيوف ، فهتف طارق بذهول :
" لا أصدق أنك تبنيتها حقاً " .
رفع إسلام حاجبيه بتساؤل : " و هل كنت تعتقد أنني أمزح ؟ "
لم يكن طارق يعلم بحالة هبه الصحية و عدم قدرتها على الإنجاب ، فأعتقد أنها ستعترض على رغبة إسلام ..
" في الحقيقة كنت أعتقد أن هبه لن توافق " .
ابتسم إسلام مفكراً أنه حتى لو كانت حبيبته قادرة على الإنجاب .. كانت ستوافق على تبني لارا ، فالأيام التي قضاها معها أظهرت له حنانها و قلبها الكبير ..
" أنت لم تعرف هبه بعد " .
هتف طارق متذكراً ما علمه : " أ علمت أن هذا المصطفى الذي حرض على قتلك حُكِم عليه بعشر سنوات " .
و أردف : " حتى الآن لا أصدق أنه حاول قتلك من أجل إمرأة " .
شرد إسلام متذكراً ما حدث بعد أن أستيقظ في المستشفى ..
أنت تقرأ
لست أبي (كاملة)
Romance"هل لي أن اعلم ما الذي فعلتِه؟ كيف ترفضين الزواج من إسلام؟ ألا تعلمين ماذا فعلت لكي يقبل الزواج بكِ؟" شعرت بقبضته القوية على ذراعها، همست متأوهة بألم، تحاول تحرير ذراعها دون جدوى.. تجاهلت ألمها عندما سمعت توبيخه لرفضها لإسلام، برقت مقلتاها بالتحدي،...