مشهد لمازن و تسنيم

9.9K 361 17
                                    

انتظرت حتى انتظمت أنفاسه، و تأكدت من نومه، فلذة المعكرونة تكمن في استيقاظه من نومه من أجلها!
كما أن الخبر الذي ستخبره به، يحتاج إلى ليلة مميزة!
اقتربت منه، لتنام على صدره، و يدها أخذت طريقها إلى ذقنه، تعبث فيها بدلال.
تململ في نومه، و أزاح يدها عنه..
لتعود و تعبث فيها مرة أخري، و هي تهمس بدلال:
"ميزو.. حبيبي، مازن استيقظ".
ليقول بنعاس: "ماذا تريدين تومي؟"
لتقول، و كفها أخذت طريقها إلى وجنته: "أنا جائعة، أريد معكرونة".
ليفتح عينيه فوراً، و يلتقط كفها، و يقبله بحب، ثم يقول: "أمر مدللتي".
لينهض بنشاط، و يحملها و يتجها إلى المطبخ، و كأنه ليس الذي كان غارقاً في النوم منذ دقائق!
وضعها على السطح الرخامي، و بدأ في إعداد المعكرونة بنشاط.
لتسأله، بينما هو منشغل في عمله: "مازن، هل ازداد وزني كثيراً؟"
التفت إليها باستغراب، و سألها: "مَن أخبركِ بهذا؟"
لتقول بحزن مصطنع: "أمي، أخبرتني أن وزني ازداد كثيراً، و عليّ التقليل من طعامي".
ليترك ما في يده، و يقترب منها..
مال عليها، ليقبل كل أنش في وجهها، و يديه تتحركا بحرية على جسدها، و هو يهمس:
"أنتِ فاتنة تومي، و ازدياد وزنكِ زادكِ فتنة، و جعلني أرغب فيكِ أكثر".
كانت على وشك إخباره، لسانها استعد لقول الكلمات اللاتي انتقتها بعناية، لولا رائحة المعكرونة التي بدأت تتسرب إلى أنفها، و يسيل لها لعابها.
" مازن.. المعكرونة".
ليبتعد مرغماً، و يقول بهمس أجش: "أمر حبيبتي".
ثم تحرك بصعوبة، ليتابع صنع وجبة حبيبته المفضلة..
و هي تتابعه بعينيها، متخيلة ردة فعله، عندما يعلم ما تخفيه عنه!
وضع المعكرونة في الصحن، و اقترب منها، ليبدأ في إطعامها.
همس قبل أن يضع الشوكة في فمها: "سنأكلها على طريقتي".
لتقول بابتسامة جذابة، و جرأة غريبة عليها: "كنت سأطلب منك ذلك، فطعمها حينها يكون ألذ".
ليرفع أحد حاجبيه باستغراب، فمن بعد ليلة زفافهما، رفضت أن تأكل المعكرونة من بين شفتيه، ناعتة إياه بالوقح!
إلا في بعض المرات القليلة، كان ينتصر عليها، و يُطعمها كما يشاء!
قاطعت أفكاره و تساؤلاته، و هي تقول بدلال: "ألن نأكل؟"
ليبدآ في الأكل، على... طريقته!
و بعد أن فرغ الصحن تماماً، مال ليبعد الصلصة الملطخة شفتيها، بشفتيه!
لتنسى كل ما قضت ساعات في التفكير فيه، و تهمس بكلمة واحدة، قبل أن يبتعد عنها:
"أنا حامل".
ليتجمد، و عقله يحاول استيعاب ما نطقت به للتو!
ابتعد عنها قليلاً، و سألها بعدم تصديق:
"ماذا؟، ماذا قُلتِ؟"
لتحيط وجنتيه، و تعود لتلمس شفتيها شفتيه، و تهمس ببطء:
"أنا... حامل".
لينتفض بسعادة، و يبتعد، سائلاً إياها بفرحة: "حقاً تومي، أنتِ حامل؟، متأكدة؟"
لتأومأ برأسها، و ابتسامتها تعلو وجهها، ليحتضنها بقوة، و يهمس بسعادة:
"حبيبتي، حبيبتي، مبارك لنا".
و ابتعد لينظر في عينيها، و تابع بلهفة: "أريدها فتاة، لها نفس ملامحكِ.. شقاوتكِ.. تصرفاتكِ، أريدها مثلكِ في كل شيء".
لتعترض بتذمر: "لا أنا أريده طفلاً، بملامحك و رجولتك و حنانك".
ليحتضنها، و يهمس بجانب أذنها: "حسناً، لنتفق على هذا في وقت لاحق؛ أما الآن فلنحتفل".

لست أبي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن