تتوالى أحرف مؤلمة على مسامعها .. تشعر بغصة كبيرة ..
لست وحشاً ..
أحرف ما ابرحت تفكيرها منذ البارحة ومطالبته بإيقافها بكائها المصطحب بنبرته المرتجفة .. جعلت النوم يذهب عنها ..
تنهدت بضيق قبل أن تستقيم متجهة لدورة المياه علها تأخذ حماما ساخنا يريح عقلها قليلا ..
في طريقها انتبهت لتلك الفازة التي وقعت البارحة ..
اغمضت عينيها بحزن .. هذا كان أخر ما تبقى لها من منزل عائلتها الذي أخرجها عمها منه عندما كبرت ..
ثرية هي ، ولكن موت والديها وهي بالخامسة من العمر جعل من عمها البدين ذو الحاجبان السميكان يقوم بتربيتها ..
جاعلا من أملاك والدها فيما بعد من نصيبه ببعض الاحتيال .. طاردا إياها من المنزل آخذة معها هذه الفاز كتذكار صغير ..
جمعت تلك القطع لترميها ومن ثم تهم داخلة الحمام ..
عقارب الساعة أعلنت مضي عشرون دقيقة لتفتح باب الحمام وهي تجفف شعرها ..
نظرت للساعة .. العاشرة صباحا ..
اليوم عطلة ، أتخرج قليلا أم لا ؟
حتى لو خرجت ستخرج وحدها .. مرَّ على عقلها بيكهيون .. أتراه شرير ؟
أسيفعل لها شيء ليس جيدا حتى تفعل ما يريده وتنقاد لها ويتحكم بها ؟؟
طردت تلك الأفكار من رأسها متجهة لخزانة ملابسها .. قررت ، ستخرج لتريح فكرها قليلا بجانب البحر ..
اكتفت بارتداء بنطال اسود وقميص حريري أبيض مع كونفرس بنفس لون الأخير وها هي تفتح الباب ..
توسعت حدقتيها بصدمة ..
رمشت عدة مرات تنظر لهيئته وهو نائم على عتبة بابها ،فكرت ، هل الأشباح تنام؟
قامت بإغلاق الباب بخفة وهمت راحلة على رؤوس أصابعها ..
من سيفكر بأن يوقظ شبح؟ لينام للأبد بحق الله!
ولكن أوقفها صوته الثخين دلالة على إستيفاقه من النوم.. بجدية!!
" أريد أن أتحدث معك ، اسمعيني للنهاية وإن أردت أن ترفضي بعدها لن تري وجهي للابد ، هذا وعد .."
نظرت له بطرف عينيها تفكر قليلا لتهمهم بخفة فاتحة الباب له ومن ثم تدخل هي ..
رأته واقفا بجانب الأريكة ينظر لها .. بينما لم يجلس بعد ..
قطبت حاجبيها
" أجلس ما بك؟"" لم تطلبِ مني الجلوس بعد ، هذه وقاحة مني إن جلست فقط!"
نظرت هي باستغراب .. هو حقا لديه تلك الأداب الفاضلة التي لا يتمتع بها الكثير من البشر!
لتشير له بجلوس ويهم بفعله بعدها شاكرا لها ..
" يمكنك التحدث"
أخذ نفسا عميقا ومن ثم زفره ..
" حسنا .. أولا عليك أن تفهمي شيئا قبل كل شيء ..
أنا لست هنا لإجبارك على شيء .. لست هنا لإيذائك .. ولست أنوي على فعل شيئا سيئا ..
أنا روح معلقة جئت للأخذ بثأري ممن كان سببا في موتي ..
من كان سببا في إيذائي ومن كان سببا في جعلي نكرة ..
أريدك أن تساعديني على جعله يعاقب على جزءا مما فعله بي وفي المقابل سأذهب للأبد .. "نظرت هي لعينيه .. براقة تعكس ألم كبير ليس ذلك القناع الذي كان يرتديه المشع بالنشاط والأمل ..
تنهدت بتعب لتنفي برأسها بلا أعلم
"أتعلم .. لا أعرف ما الذي يجب علي فعله .. ليس وكأن لي أية نفوذ او منصب احتذى به قد يساعدك للتوصل لهدفك .. لذا يمكنك فقط ان تجتاح حياة شخص ما أقدر مني وسوف يساعدك عندها .."حرك برأسه نافيا قولها :
"لا أريد نفوذ او ما شابه .. منصب قد يودي به للهاوية برمشة عين .. اريد عقل يساعدني بإيجاد ما يوصله للجحيم.. اتستوعبين ما أقول ؟"
عيناه اللتان تعكسان بريق اليأس مختلطا بالأمل .. جعلها تهز رأسها باستسلام ..
وسع مقلتيه ببطء قبل أن تدوي صوت ضحكاته أرجاء المنزل بأكماله ..
ابتسمت لا شعوريا هي له قائلة بهدوء :
"لكن .. من هو ؟ ما اسمه ؟ وما الذي فعله لك تحديدا ؟"
لينظر لها بعد أن هدأ فجأة!
" اسمه هو كريستيان .. كريستيان وارلر .. كان صديقي المقرب او كما كان باعتقادي ..
ولا اريد أن اتحدث الآن عن الذي فعله ذلك الشيطان بي! "اومأت بخفة قبل أن تستقيم ذاهبة للمطبخ .. فكرة ذهابها للبحر استبعدتها بالكامل الان .. ليأتيها صوته من غرفة الجلوس ..
" اتحضرين الفطور ؟ من فضلك حضري لي بعض من الفطائر بالمربى واربع بيضات و شطيرة على ذوقك اضافة الى كوب عصير برتقال طازج مع كأس ماء للحرص!"
نظرت بفراغ ..
أهذا الذي قالت عليه يمتلك أداب لا يمتلكها أغلب البشر!
هذا محال!
![](https://img.wattpad.com/cover/193647310-288-k378767.jpg)
أنت تقرأ
حبة بَرَدْ | B.B.H
Hayran Kurguوَما كانَ حُبي إلا كحبةِ بَرَدْ .. تَشعرُ بِخفتها على وجنَتيكَ فَتَنتَشيْ .. تُدمِنْ لَطافَتِها وعُذُوبَتِها .. تُداعِبْ بشرتكَ بهدوءٍ .. وعِنْدَما تُلامِسْ شِغافَ قلبكَ وروحكَ .. تَكونُ قد تلاشتْ! _____ بيون بيكهيون كيم ميراميل