البارت الحادي عشر

153 9 2
                                    

(سأراقبك ِ من بعيد ..وان احزنوكِ اقتربت)
____________________________________

"انتبهي على فتون ياابنتي .. مهما حدث تبقى اختك "

"كن مطمئن البال يا والدي .. سأبقى معها الليلة "

"جزاك الله خيرا ..انا سأذهب تصبحين على خير "

قبلت رأسه وودعته وذهبت للمصعد ، وخرج هوا حيث ينتظرونه في السيارة ...

لم تستطع فتون منع نفسها من الترنح مشيا حتى خرجت من المستشفى  والسماء قد بدأت تمطر ...نزعت القناع ، سمحت لبعض الدموع بالسقوط على خدها الواحدة تلو الاخرى .. حتى اختلطت دموعها مع قطرات المطر ..

كل هذه السنوات كانت تعيش مع والدها الذي يعيش مع عائلة اخرى ، ولديه ابنة في عمر فتون او اصغر .. أي خدعة هذه !! ولماذا لم يخبرهم بالامر وأبقاه سرا ، على الاقل اخبر المتضررة الوحيدة من هذا كله ..والدتها ... المسكينة ..

ظل الطبيب يراقبها من بعيد حتى تحركت قدماه ووجد نفسه يقف خلفها حيث تجلس ..

تلحلح قبل ان يتكلم "هل انتي طبيبة جديدة انا لم اركي هنا مسبقا ..وان كنتي طبيبة مداومة فباشري عملك لم تأتي ساعة الاستراحة بعد .."

لا زالت تبكي لم ترد عليه ، خاف هو ان يقف امامها فتهرع من وجوده ويزيد الطين بلة لأن كثرة لقاءاتهما السابقة مرت بكوارث .. ماذا يفعل !! يريد اسكاتها  ومحاولته لم تجدي ..

توقفت عن البكاء ومسحت دموعها بطرف ردائها المبتل ، حجابها ابتل ايضا .. خلع ردائه ورماه فوق رأسها لتحتمي ولو قليلا عن البرد والمطر ..

"هيا ايتها الطبيبة الكسولة ادخلي ، ستمرضين ولن يجد مرضاكي من يعالجهم "

قامت من على الكرسي واستدارت خلفها ناحيته ..

قلبه بدأ يقفز من الخوف من ردة فعلها عندما تراه ..

نظرت اليه وعندما رأته شابا اسقطت نظرها ،ازاحت رداءه   عنها بلطف وسلمته له وقالت "لست طبيبة ..كنت هنا نزيله وهربت من غرفتي ..انا آسفة .. تفضل ردائك ايها الطبيب وشكرا لك " ..

دخلت للمستشفى متوجهة الى غرفتها ..

زين ظل واقفا في مكانه باندهااش ..هل يعقل ان هذه فتون حقاا، لا شك بأن البرد قد اعطى مفعوله ..

دخل وهو يحرك رأسه للجهتين ليستوعب ماحدث ..وكأنها لم تعرفه او تعمدت الا تعرفه ..

دخلت لغرفتها ووجدتها مقلوبة على عقب من قبل الممرضات والطبيبة يبحثون عنها ، توجهت لسريرها حزينة ولم تكترث لأسئلتهن ..

رفعت اللحاف وحشرت نفسها ف الداخل وغطت نفسها وكأنها توصل اليهم رسالة بمعنى (اتركوني اريد ان انام ) خرجت الممرضات بعد ان اتين لها بملابس اخرى جافة لترتديها .. وبقيت الطبيبة معها ..

..عاصِفة الصُّدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن