البارت الرابع

248 12 3
                                    


(كقطارين علي سكتين متجاورتين لن يلتقيا الا بكارثة)

                    ___________________

اصبح احتكاك سوسن لاريام وفتون كثيرا جدا لدرجة انزعاج فتون منها حد قتلها ، اريام استلطفتها كثيرا وتكاد تجزم فتون ان صديقتها اخبرت اسرارها لسوسن ..

فتون تمتم في نفسها "اكرهكِ سوسن ..اكره احتكاكِ باريام .. لديك مليون خرا آخر دعي هالخرا لي أنا"

تركتهما تتحدثان وقد سئمت من التظاهر امام سوسن لذا قررت ان تُظهر لها الانزعاج لعل وعسى ان تفهم المقصودة ..

تجولت في الممرات في داخلها كانت تتوق لرؤية الياس ، ودعت اكثر من مرة داخلها ان يتقابلا في الممرات .. تعرفون غريزة الانسان في مواقف كهذه...

بعد فترة من التجول ملّت واخذت هاتفها لتتصل باريام

"مرحبا اريام ..لاتخبري تلك اني المتصلة ، ابتعدي عنها قليلا اريد محادثتك "...

وقفت اريام وابتعدت قليلا وقالت

"فتون .اين انتي؟! .. في الحقيقة شاهدت اسمك على هاتفى عندما اتصلتي .. ماذا هناك!! هل حدث شيء  "

اصدرت فتون صرخة تهكم واحباط كرد فعل لكلام صديقتها ، تمالكت اعصابها وقالت

"انا بجان..."       .....

"اآه"

كانت فتون تهاتف اريام وهي تتجول عندما وصلت لنقطة تقاطع الممرات التفتت للخلف وهي تتقدم للامام وعندما أدارت رأسها امامها اصطدمت او كانت ستصطدم بشخص كان يعاكسها الاتجاه، لذا لم تكمل جملتها الاخيرة مع اريام ..

واريام سادها الهدوء عندما سمعت صرخة فتون من الهاتف ، الخط لازال متصلا بينهما ولم ينقطع الاتصال ، سمعت صوتا خشنا مميزا يرفع صوته ، واستنتجت انه يكلم فتون ...

عند فتون ...

توقفت بلا حركة  لان خلايا دماغها كانت تتصادم مع بعضها والفوضى عمّت المكان (يمكنكم تخيل ذالك)، افاقها صوته من شروده

"ألا تنظرين امامك ..كدتي تصطدمين بي ..أم انكِ عمياء يا هذه !!" ..

لم تتكلم بل لم تنظر اليه ، نظرها كان متجها للارض ، لم تستطع النظر اليه لان الفتى الذي كانت ستصطدم به هو نفسه الفتى الذي يثير المتاعب في الجامعة ، خافت منه ..

حضوره كان قويا هذا غير صوته المجلجل ، لو بقيت في مكانها لتجمع حولهم الطلاب ، لو أنها عقبت على كلامه فلا شك بأنه سيؤذيها لانه شخص سيء ، قررت بعد سكون تجاوزه ببطئ واكمال طريقها دون التحدث اليه ، وكأن شيئا لمن يكن ..

من وجهة نظر الفتى..

لما لم تتفوه بحرف ..هي حتي لم تنظر الي ..مابالها ياترا ..اهي صماء ايضا فوق كونها عمياء لا ترا امامها ، اوليست ترتدي حجابها !!كان من المفترض انها ستكون اكثر حذرا خاصة في تقاطع كهذا ،فرصة اصدامك بأحدهم واردة ان كنت غير منتبه ..

..عاصِفة الصُّدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن