البارت السادس عشر

118 8 1
                                    

(هناك لحظات تسكن ذاكرتنا ..ولا تدفع الايجار)

------------------------------------------

بعد عودته من عمله وتناوله طعامه ، دخل الى غرفته، جلس امام المرآة يتأمل وجهه التَّعِب.

بداية ظهور تجاعيد مستقيمة في جبينه ، عيناه المنطفئتين الغير واضحتين ، تنهد بضيق واخد المشط وبدأ بتمريره على شعره ، ظهرت شعرة من بين الشعرات بيضاء تخفى نفسها بينهم ، شعرة أخرى بيضاء ظهرت ولكن هذه مختلفة فقد نبتت في مكان ملفت للنظر ولم تختبئ ......

ارتمى علي سريره ولوحده هذه المرة ف لؤي نام باكرا ووضعته والدته على سريره ، ولو انه كان مستيقظا لأبى النوم من غير زين فقد اعتاد على النوم معه في سريره ..

ازدادت الهموم والمسؤوليات في الاآونة الاخيرة على رأسه ...

كبر زين قبل عمره بكثير ، تحمل مسؤولية عائلة كاملة وهو في اوج صغره ، ربى اخواه وهو لازال يتربى ، وكأن هذا مالم يكن ينقصه ..

احب فتاة تدرس معه قبل ان يتوفى والده ، مهما قلت لكم عن حبه لها فقد لا أوفيه حقه ، هو احبها بصدق لكن الفتاة كان حبها من اجل ماله ، فعائلة زين من العوائل الغنية ، طمعت الفتاة في ثروته ، وزين كان يغرقها بالهدايا ...

وقررا معا ان يدخلا لنفس الجامعة ونفس التخصص ، مجال الهندسة ، زين كان يخطط لان يبني منزله مع حبيبة قلبه ..

في الاونة الاخيرة وقبل دخولهم للجامعة بأشهر ..

مرض والد زين السيد اسماعيل ، وكان يصر والده على  ان يدخل الطب بدل الهندسة ، وزين كان يرفض ، وتشاجرا شجارا حادا .. والسيد اسماعيل طرد زين من المنزل تلك الليلة ....

في اليوم الذي يليه وفي الصباح كان زين يتصل بحبيبته لكنها لا ترد ، كثرت اتصالاته عليها ، قلق بشأنها وتوجه الى منزلهم ، بالطبع لايستطيع الدخول او طرق بابهم والسؤال عنها ، كان يراقب المنزل من بعيد ، ينتظر خروج شقيق حبيبته الاصغر ، فقد عرف بأمرهما ...

خرج شقيقها بعد فترة واتجه اليه زين يسأله ، فاخبره بان شقيقته مريضه وهي في المشفى ، اخذ عنوان المشفى واتجه الى هناك ...

كان هاتفه يرن داخل جيب سترته ، لم يكن يريد الرد او اخراجه ومعرفة المتصل ، كان كل همه ان يصل الى المسشتفى في اقرب فرصة ، يهتم لامر حبيبته المريضة ..!! اوليس والده احق بالاهتمام اكثر منها فقد كان هو ايضا مريضا..

دخل للمستشفى واتجه بسرعة الى موظفة الاستقبال ، اعطاها اسم حبيبته كاملا وطلبت منه الانتظار حتى تفتش عنها في المنظومة ..

..عاصِفة الصُّدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن