البارت العشرين

121 8 0
                                    

(صائن للود ...حافظ للوعد)

____________________________

انتهى بها المطاف واقفة امام زجاج غرفة العناية تنظر بانكسار الى زين الملقى في السرير كالاموات ...

مر اسبوع كامل على حادث زين ، قلب فتون لم يطاوعها على الاكتفاء بالدعاء فقط ، وبما ان ذاكرة الجامعة عادت اليها علما بأنها لم تخبر احدا بذالك، قدمت اوراقها للعمل بالمستشفى التي بها زين ، رغم ان تخصصها في مجال قسم الاطفال في الاسفل !! الا انها تصعد كل ليلة الى تلك الغرفة ، تجلس لبرهات امامها تتمعن زين ، وتتذكر مواقفها معه ..

تارة تبتسم بمفردها وتارة اخرى تبكي ..

أقامت لنفسها زاوية مخصصة امام نافذة العناية الزجاجية لتصلي وتدعو فيها لزين ومنه تكون قد قامت قيام الليل ¡¡..

ذات مرة وهي تصعد الى مكانها المعتاد بجانب زين ، رأت الياس وخطيبها السابق يقفان معا ينظران من الزجاج ويتهامسان بشجار ..

"جِد لنفسك مخرجا ان مات زين..!! " ..قالها الياس بعنف وهو يوجهها للشاب

"لاتغسل يدك!! ..فأنت شريكي فيما حصل ؟" ..

"لستُ شريكك ..انت ورطت نفسك ولوحدك ..!! ، تحمل عاقبة امرك" ..

"انت شريكي وعندي الدليل ان تخليت عني !!" ..

استفز خاطبها الياس كثيرا بجملته ، فقام الاخير بامساكه من ياقة قميصه حتى كاد يخنقه..

"قلت لك لنتخلص من زين بابعاده عن طريقنا ..لا ان تقتله يا أخرق !!" ..

سحب الشاب كلتا يدي الياس عنه بعنف "فلتدعوا لنفسك الا يموت المدلل !!" وذهب ،..

بقي الياس وحده ، يمسح على شعره بارهاق ، ويحاول ان يفكر ، نظر الى زين بتحسر وقال

"كان عليك الا تدخل فيما بيننا !! ..والا لما حصل لك هذا !!" وذهب هو ايضا ..

تقدمت فتون واخذت دورها في الوقوف والتحدث الى زين !!

"لم يكن حادثا عرضيا اذا !! كان الحادث متعمدا !!" ...

جلست على سجادتها "يالهي !! كن مع زين وعائلته فهم في أمس الحاجة اليك .."

..توقفت قليلا ثم نظرت الى زين "ليتك وعيت ما قيل قبل قليل !! .. ومِن مَن ؟؟! من الياس والذي يزعم انه صديقك !؟ عار عليهما عظيم ..قم يازين يكفيك ما نمته ¡¡"

تأتي لعند زين في الساعة الثانية عشر بعد انتهاء عملها في قسمها وتذهب عند الواحدة الى منزلها ..

لم تفارقه ليلة واحدة طيلة الاسبوع .. لم تتوانى عن ذكره في ادعيتها او في صلاتها !! ..

تذهب لمحاضراتها في الصباح وحتى الظهيرة تتناول طعامها وتصلي فرضها ثم تذهب الى المستشفى ولا تعود منها الا عند الواحدة صباحا ..

..عاصِفة الصُّدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن