البارت التاسع والعشرين

129 8 13
                                    

(كأني اضع جمرة في يدي !! وأدّعي بانها مكعب ثلج)
_______________________

يجلس بهدوء وامتعان على النافذة المطلة على جزء من البحر ، لازال الصباح في اوله والشمس لم تشرق بعد ...

مقدار السلام الداخلي الذي غزاه كان كبيرا جدا !!

بعض من النسمات اصطدمت بوجهه وقررت الالتصاق بلحيته ، والبعض الاخر قرر السقوط خشية التعلق بلحيته التي تزين وجهه ..

خطرت في باله كلمات لتجتمع على هيئة بيت شعري ، ناول قلمه ودفتره وبدأ يسطر العنوان..

"خاصٌ بها"..

"أنيري محَلَ البدرِ ان أفَلَ البدرُ ...وقومي مقام الشمسِ مااستأخرَ الفجرُ.."

كان قلبه مليئا بالرضى وهو يكتب تلك الكلمات  اغلق الدفتر وخبأه ، بقيت ثوينيات على صلاة الفجر ، توضأ وتجهز للصلاة ، جلس على سجادته ورفع يديه الى السماء

"اللهم اصلح لي شأني كلّه ولا تكلني لنفسي طرفة عين .. اللهم اصلح قلب أمي وأختي وأخي وارحم أبي ، أعني على قضاء حوائجهم ياالله "

توقف قليلا فبعض الدماء المتمردة تجمعت حول وجنتيه ، خجل ان يذكر اسمها امام الله ، زين خجل من مشاعره!!
"سبحانك تعلم ما نُخفي ومانُعلن...ابعد عنها كل مايؤذيها 💓"

وما ان انتهى من دعائه حتى قامت الصلاة ..

........

صوت المنبه علا في الغرفة ، اطفأته بسرعة ونهضت تفرك عينيها ، توضأت و صلت الفجر ، جلست قليلا بعد السلام تفكر فيما بينها وترتب افكارها ، تحركت مقلتيها لتتوقف عند ملامح ريم النائمة بفوضوية مع روان ..

اتسع ثغرها ليصنع ابتسامة دافئة ، همست وسط ابتسامتها وعيناها في السقف وكأنها تُسمعه صوتها

"بقي اسبوع زين ... اسبوع واحد فحسب !! "..

........

يوم  روتيني ممل اخر ، لا شيء جديد¡¡ محاضرات تلو الاخرى ¿¡ ..

سوسن بدأت تُخفي نفسها عن الياس وقد لاحظت كثيرا بحثه عنها بالتفاتاته نحو تجمعات الطالبات ، وقررت اخيرا ترك مراقبة فتون ليقع الدور على الياس ..

تحركاته عادية وغير مشبوهة ، لا يدخن امام الطلبة ، كما انه لا يلتقي بفتون عكس العادة¿¡

مرت من امام المكان الذي كان يجلس فيه زين ورفقاؤه في السنوات الاولى ، نظرت اليه والحسرة بادية على وجهها ..

"من كان يتوقع !! لم افتقد احدا من قبل كما افتقده ¡¡" ..

"من افتقدتي يا عديمة الشعشرة _(تصغير للشعور😁)_"

يقف خلفها مباشرة ، كيف ومتى لا احد يعلم !!

سوسن داخلها "لا تلتفتي ..فقط اهربي ، اهربي بسرعة سوسن !!" ..

..عاصِفة الصُّدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن