الفصل الثالث

654 31 2
                                    

روايــــة (  الإرث المـلـعـون )

                               📖 الفصل  الثالث 📖

في منزل الحاج سليمان ....

انتهت آيات وهاجر من تحضير طعام العشاء ...

تحدثت آيات بابتسامة : جوجو يلا يا حببتى روحي صحي باباكي عشان الأكل جاهز ، ياكل قبل ما الأكل يبرد .
هاجر وقد بدلتها الإبتسامة : حاضر،هروح أصحيه.

اتجهت هاجر لغرفة والدها لكي تخبره أن العشاء أصبح جاهزًا.... لتراه يستغرق في ثباته ....
تحدث هاجر  بأبتسامة:بابا...يلا يا حبيبي عشان نتعشى.. ماما عملالك كل الأكل إللي بتحبه...يلا.
ولكن ذاك الذي غرق في ثبات تام ، لا رد ولا حراك .. تحدث هاجر مجددًا بصوت مهزوز :ب ... بااابااااا  ...
ولكن لا إجابة أيضًا ،  رعب دب في قلبها ، وكأنها تحاول أن تطرد فكره ما قد وُلدت في قلبها ، تُحاول أن تبعدها عن قلبها بشتى الطرق ....أقتربت منه بخطوات مهتزة ،  هزته بيديها فوجدت جسده بارداً .... قد تسرب الخوف أعماق قلبها..... لتبتعد عنه قليلاً وتصرخ صرخة يلين من أجلها الحجر .....صرخة مليئة بالألم والاوجاع..... ذاك الوجع الذي صاحب الصوت الذي يخرج من أعماق القلب .... من أعماق اعماق القلب ، قد تيقنت أن والدها قد مات ، قد تيقنت أن تلك الفكرة التي حاولت أن تطردها من ذهنها قد صارت حقيقه ، مات أبيها ، مات سندها فى الحياة .....لقد مات أغلى الناس في نظر الجميع ، ولكن لن يموت في قلبها ...

أتت والدتها على صوت صُراخها....
لـ تتحدث آيات بنبره قلقه : في أيه ياهاجر؟؟

ولكن كانت هاجر في حاله من الصدمة لتتحدث بصوت مبحوح : ممااااااات ،  ياماااامااا مااااااااااااات
تسمرت آيات مكانها تحاول استيعاب ما يقال .... تحدثت بعدم فهم بعينين معلقتان على ذاك الملقى على السرير : هو ... هو مين إللي مات؟!

فكانت الاجابه من تلك التي ألقت بنفسها على صدر سليمان باكيه : بابا مات ... بابا مش بيرد عليا يا ماما .... بابا ماااات .

آيات بصدمه : مين .... سـ...سسليمان مات ؟!
سليمان مستحيل يموت ويسيبنا ، أنت بتقولي اي ؟!!!

أما عن تلك التي وكأنها اُصيبت بصاعق كهربي صُلت مباشرة على قلبها ، صرخت بكل ما لديها من قوة  وكأنها لا تصدق ما يحدث ، كيف له أن يفارق بهذا الشكل ؟؟
لما غادر من الأساس ؟؟؟
لمن تركها؟؟؟
  تنهدت بصوتها الباكي المنهك قائله : بابا ...بابا قوم يا بابا .
قوم يا بابا أنت مموتش صح؟؟؟ قول انك بتضحك عليا.
قوم بقى يا بابا أنا خلاص أتخضيت وقلقت أهو ، يلا بقى قوم ..... قلبها يكاد ينفجر من الحزن والبكاء ، تحولت عيناها وكأنها نهر لا يجف.... يا بابا قوم يا بابا عشان خاطري ...
أنت هتسبني لمين ؟؟
قوم يلا ، أنا مليش غيرك يا حبيبي ، قوم يلا بسرعه.... يلا بابا قوم ....
لكن وكيف للميت أن يعود مجددًا ، وهل البكاء والعويل يُعيد الميت؟؟
والله لو أن البكاء قادر على إعاده الميت لبكينا على موتنا بدل الدمع دماء ، ولكن هي قدرة الله العلي العظيم وأمره ... فـ اللهم لا إعتراض .....

الإرث الملعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن